Skip to main content

Full text of "الفقه وعلومه"

See other formats


ا ل ارا ا مو م ا د يح لج مرو ا ل سي ا حم بن يمور يذ لي ا البجيبتك بحسن #بيينو يبيبسشتتتححجة وو مور م زه ١‏ بواسباح< الى م 





5 1ن 


2 0 





2 


1 : و م ١‏ 71" 


م 
]ا 


0 --لالرقدا. لد قط ا م11 01 0 3 





يي اله 


0 
0 


ينا 
3 


1 


د ا 


الا الإساحميق 7 


لعا د د ا 
م 
1" 
1 


0 


0 


قاو 
0( 
0 


5-5 
0006 


0 :4 الآن 
6 


0 
! ا 7 ل ' 


2 


2 


0 
1 
0 


0 
5 
3 


لاسي 


1 
2 


0 





١ 


0 
1 


ا او ا 0 
١ 1 ' 3‏ 2 931 
1 أ 0 ١‏ 


0 


اا و و 7 م ا 
- 












6 
9 








وزارة الأوقاف والشؤون الاسلاميي 
قطاع الاضناء والبحوث الاإسلاميي 





لأبي العبّاس أحمد بن مبارك السجلماسي 
زتكذااه) 
رحسة الله 


دراسي وتحقيق؛ 
الأستاذ الدكتورمولاي الحسين بن الحسن ألحيان 


رحمه الله 


الطبعة الأولى 
اذاه ١٠ءام‏ 


حقوق الطبع محفوظة للوزارة 


وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية 
الكويت 
ص.ب 1 - الصفاة 
الرمزالبريدي ١.0١‏ 
فاكس:151451:8؟1 - 9458:: 


الاهداء 


إلى روح شيخ التراث المالكي بالغرب الإسلامي. الذي رحل إلى رحاب ربه وهو 
في عز النشاط والحيوية والعطاء؛ تارك وراءه حسرة في القلوب لا تنقضيء وفراغاً 
في كشف نبوغ المغارية وإسهامهم في بناء صرح الثقافة العريية الإسلامية يبعٌّد أن 
يُشفلء الأستاذ الدكتور عمر بن عبدالكريم الجيدي. شيخي وشيخ جيل الباحثين 
المعاصرين. 

إلى روحه الطاهرة أهدي باكورة عملي في مجال التحقيق. سائلا الله جلت قدرته 
أن يغفر له ويرحمه: وأن يجعل ما قدمه لتراث هذه الأمة في موازينه يوم تجد كل نقس 
ما عملت من خير محضرا. 


الحقة 





المقدمه 


حمدا لمن بيده مقاليد السماوات والأرض. يدبر أمرها بعلم وحكمة وتقدير, 
ويصرف شؤونها وفق نظام متسق عجيب. لا يملك إزاءه ذو العقل السليم إل التسليم 
بأنه الرب العليم؛ المدبر الحكيم؛ لا إله إلا هو إليه المصير. وصلاة وسلاما على من 
بعثه هاديا للأنام؛ داعيا إلى محجة بيضاء. من سلكها نجاء ومن حاد عنها هلك, نبينا 
محمّد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين. 

أما بعد. فهذه رسالة لطيفة. حجمها صغفير. ونفعها عميم. وضعها علامة المفرب 
أبو العبّاس أحمد بن مبارك السجلماسي. ليزيل بها ما علق بأذهان بعض الدعاة من 
التوغل في كلمة التوحيد, وإلزام المكلفين بمعرفة كل متعلقاتها ولوازمها على الوجه 
الذي رسمه المتكلمونء وأن من لم يعرف النفي والإثبات على طريقتهم كافر لا يضرب 
له في الإسلام بنصيبء ساعيا وراء هذه الرسالة إلى بيان وه الحق في المسألة؛ 
وإطفاء فتنة كادت تعصف بوئام أهل العلم في زمنه؛ خاصة ببلده سجلماسة. 

فكانت الرسالة على وجازتها غاصّة بمعارف غزيرة؛ وتحقيقات علمية شافية, 
وردوداً مفحمة على أقطاب الجدل والكلام, ونيلاً صريحاً من علم الكلام وأهله, 
وتشكيكاً فوياً في قدرته على الوصول إلى الحقائق العلمية؛ لأن كثيراً من قواعده 
جدلية لا برهانئية. 

وقد استعار السجلماسي معاول هدم أسس علم الكلام من أقطابه البارزين؛ 
كالفزالي في «منقذه». والآمدي في «أبكاره». والرازي في «محصله:». مبديا خبرة 
واسعة بعلوم الموم. واطلاعاً مكيناً بمصادر الكلام ومدوناته. مستهدياً في كل ذلك 
بالمعرفة الإسلامية القائمة على النقل: المستبصرة بما بُثُْ في الأنفس والكون والحياة 
من دلائل التوحيد وأعلام النبوة. 


سد لنقص عانت منه المكتبة المغربية وما تزال؛ وإسهامٌ في إحياء تراث أعلام مغربناء 
والله من وراء القصد والهادي إلى أقوم طريق. وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله 
وصحبه . 

كتبه عبيد ربه وأسير ذنبه 

مولاي الحسين بن الحسن الحيان التناني التغانيميني 
استاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة 
بكلية الشريعة بمدينة اغادير 
المملكة المغربية 


التمهيد 


أمهد لهذه الرسالة بفصلين: أحدهما في ترجمة السجلماني. والثاني في دراسة 
رسالته: «رد التشديد في مسألة التقليد». 
الفصل الأول: ترجمة السجلماسي 

انتعش العلم والفكر في القرن الحادي عشر والثاني الهجريين في المغرب الأقصى, 
ونيفت طائفة هنح قادة امك وازيات الفكن حلت مثارف حمة وسكت ثقافة مهرها: 
وأضافت جديداً إلى صرح المعرفة. وَأَثْرَثْ فنونها تنقيحاً وتهذيبا وتمحيصا وتحريرا؛ 
فكانت إسهاماتها المعرفية تمكس بجودتها ونفاستها إسهامات من تقدمهم من عباقرة 
الأمة الإسلامية مشرقا ومغرياً. وكان حظ العلوم الشرعية من فقه وتفسير ولغة 
وحديث وأصول... في هذه الإسهامات كبيراً. وثراء مادتها واسعاًء وغناء مكتبتها 
مشا حاف 

ومن فرسان هذه الطائفة في مغربنا الأقصى, العلامة المحقق؛ الحافظ المتمكن: 
الحامل راية التفنن في المعقول والمنقول. الضارب بسهم وافر في كل الفنون؛ الجامع 
في إنتاجه العلمي بين التحقيق والتحرير والتدقيق» أبو المبّاس أحمد بن مبارك 
السجلماسي: الذي وفد على حاضرة فاس في المهد الإسماعيلي للطلب والتعليم, 
شكان من أعلامها المبرزين, الّذين تشد إليهم الرحال. ويقصدهم النّاس من كل الجهات 
بالسؤال والاستفتاء. أفلا يحق لنا أن نحتفي بعالم مغربي أصيل. ملأ دنيا الثاس في 
زمنه تدريسا وتأليفا وافتاء؟ وخلف لنا تراثا علميا نفيساء يعبر بصدق عن الإمنهام 
المغريي في تطوير المعارف والدفع بها إلى الأمام. فمّن هو السجلماسي إذن5 ذلك ما 
سيكشف عنه هذا الفصل الملخصص لحياته متبها العناصر الآتية: 


اسمة ونسية 
هو أحمد بن مبارك بن محمد بن عليء أبو العبّاس اللمَطي. البكري الصديقي. 
المعروف بالسجلماسي. 


اكتفت مصادر ترجمته في سياق نسبه بهذا. وزاد عليه هو نفسه جِديِن آخرين 

حين أنهى بعض كتبه بقوله: «قاله وكتبه عبيد ربه أحمد بن مبارك بن محمد بن علي 
م 

ابن عيدالرحمن بن مبارك السجلماسى اللمطى؛!'!. وشد أبو الربيع سليمان الحوات 


)١(‏ فهرسة إجازته للمكودي (ورقة ؟١))؛‏ رد التشديد في مسألة التقليد (ورقة 14؟؟). 


(ت١1771ه)‏ في كتابه «الروضة المقصودة؛ فسمّى أباه علياً؛ وجدَّه محمداً. مخالفا 
بذلك كل الذين ترجموا له قبله وبعدها"". قال - وهو يرفع نسبه بالاتصال الثابت -: 
إنه الإمام أبو العبّاس أحمد بن علي بن محمد بن المبارك!". 

فاللمَطيا؟ - باللام المشددة: بعدها ميم مفتوحة - نسبة للمّط - بالتحريك - 
ولط رهط من سجلماسة. ولط أيضا قرية من قرى المدينة العامرة (سجلماسة) أيام 
عمرانها وازدهاوهاةة: 

والبكري - بفتح الباء المنقوطة بواحدة؛ وسكون الكافء وفي آخرها الراء - نسبة إلى 
أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكذلك الصّدّيقي. كان ينتسب إليه خلق كثيرا". 

هذاء وقد نص بعض مترجميها"! على اله برضو النسب بسيدنا أبي بكر الصديق 
رضي الله عنه. 


(1) وتابعه في هذا محقق كتاب «تحرير مسألة القبولء ص”؛: مع أنه وقف على التص نفسه 
ونقله. 

(؟) الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة. ص١75.‏ 

(4) بفتح أوله وثانيهء وليس بسكون الميم كما ظن صاحب «مؤرخو الشرفاء (ص١7؟)‏ حين نسبه إلى 
لمطة - بالفتح ثُمّ السكون: وطاء مهملة -؛ لأن نطة أرض وقبيلة بأقصى المغرب من ناحية سوس, 
بينما مط قرية من قرى سجلماسة. انظر: نشر المتاني 5٠١/17‏ معجم البلدان 7/0؟. 

(4) نشر المثاني 41/4: التقاط الدرر ص”557. الروضة المقصودة ص١55,‏ سلوة الأنفاس ,7١7/7‏ 
الإعلام للمراكشي ”/585. ولا أدري على اي شيء اعتمد محقق كتاب «تحرير مسألة القبول» 
(ص18غ هامش رقم؟) حين قال: لازالت معروفة ومسكونة لحد الآن١‏ مع أن كل من كتب عنها من 
المؤرخين قديما وحديثا أشار إلى خرابها واندراسها. بل مدينة سجلماسة التي تمعتبر (لمط) قرية 
من قراها لم يبق منها سوى بعض قصور متهدمة؛ مرتصفة على طول وادي زريرُ. راجع: وصف 
إفريقيا للحسن الوزان ص157 . 

(1) انظر: الأنساب ١/ره4؟.‏ ؟0451/5, اللباب في تهذيب الأنساب ١٠١/١‏ 751//7. 

() كأبي الربيع الحوات في الروضة المقصودة ص -14,: والكتاني في السلوة 7١5/7‏ . 


٠١ 


والسجلماسي: نسبة إلى سجِلْمَاسَة - بكسر أوله وثانيه» وسكون اللام؛ ويعد الألف 

سين مهملة - وهي مدينة في تافيلالت في الجنوب الشرقي للمغرب الأقصى!". 
ولادته ونشأته 

ولد أبو العبّاس السجلماسي في حدود التسعين وألف (50١٠ه)‏ من الهجرة النبوية 
تنفد تاماه" اىرويها تعلم, ميحفظ الفراى الكرنم: وحم فتالك العراءاف اليه 
برواياتها على ابن خالته وابن عم جد والده الإمام الشهير والعارف الكبير سيدي 
امد الحبيي:(1185 له وهر غليه كينا مخ التحر: 

أما عن نشأته وصباه؛ وكيف قضى طفولته وشبابه؛ فقد شحت المصادر عن البسط 
في تفاصيل سيرته في هذه الفترة من حياته. إذ لم تزد على أن نصت على تفقهه 
صفيرا على ابن خالته أحمد الحبيب: وأخذه عنه القراءات القرآنية والنحو العريي. كُمّ 
قفزت بنا إلى انتقاله إلى حاضرة فاس بقصد القراءة والتعلم وهو ابن عشرين سنة. 
فقطوت عنا بذلك سجلا طريفا من أحداث طفولته وصباه؛ وحجبت عنا من الفوائد 
والتفاصيل ما يكون عونا للباحث على تكوين ملامح واضحة من سيرته: والوقوف على 
الروافد العلمية التي أدت إلى نبوغه المبكر. وصنعت منه عالما موسوعيا أخذ من كل فن 
بحظ وافر. وقد كان بإمكانه أن يقدم لنا بنفسه ترجمة ذاتية على غرار ما يفعله جل 
العلماء: كته لم يفعل, لذ فضت الإسناك» والكزه الصبفت عن ذكن فاضنية وافمرتة ركنا 
يدفع إلى الظن أنّه لم يجد في طفولته أو شبابه ما يدعوه إلى تدوينه ورصدوا""). 

إلا أننا نستطيع ان نتصور الطريقة المتبعة في تعليم الناشئة ببلاد المفرب في 


(4) وهي الريصاني حائيا. تبعد عن أرفود بحوالي 7١‏ كلم والراشدية ب4/ كلم, وعن الرباط 
بحوالي 001 كلم. وفد عرفت سجلماسة ازدهارا عظيما بفضل التجارة خلال القرون السبعة 
الهجرية الأولى. راجع في موقعها وبنائها واحوال أهلها: معجم البلدان /7؟15: الروض المعطار 
صة ١7-5 ١‏ ”, وفي موضوع أفول نجمها وخرابها: وصف إفريقيا للوزان ص”447؛ وتقييدا في 
التعريف بسجلماسة لأبي محلي (الخزانة الحسنية رقم 1154). وتقييدا في تاريخ سجلماسة 
لابن زيدان (الخزانة الحسنية رقم 7714؟١),‏ والحركة الفكرية في عهد السعديين للأستاذ حجي 
*//5 678 ومقالا في اعتناء الموحدين بسجلماسة للأستاذ اليلفيتي (دعوة الحق. ع٠78.:‏ 
السنة ١11١اهاثر١55ام).‏ 

(5) نشر المثاني 47/4. الروضة المقصودة ص١55؛‏ السلوة ”7/7 7, شجرة النور .505/١‏ 

.7١ر/7 نشر المثاني 41/4: الروضة المقصودة ص 791, السلوة‎ )٠١( 

. 497 راجع: تحرير مسألة القبول‎ )١١( 


1١١ 


عصرهء فقد كتب عنها العلماء قديماً وحديثاً ما بين مؤيد ومعارض"". فَالكتّاب أو 
«المسيده هو أوّل مدرسة تحتضن الناشئة. والقرآن الكريم هو أوّل ما يُعنى الأطفال 
بحفظه للتعود على القراءة وترويض الذاكرة. وإذا انتهى الطفل من حذقه. فَإنْه يقبل 
أوّل الأمر على استظهار بعض المتون: ولا بد من استيعابها للإلمام بالمبادئ الأولى في 
النحو والعقيدة والفقها"'!. فائلفة والدين هما المعينان اللذان يجب على كل راغب في 
التحصيل أن يرتشف منهماء بل أن يتضلع فيهما. وذلك هدف لا يتحقق إلا بالجلوس 
صباح مساء في حلق الشيوخ المتبحرين في العلم؛ سواء في المساجد أو في الزوايا. 

ومترجّمنا العلامة السجلماسي لا يكون بعيدا عن أجواء هذا الوسط, فقد يصدق 
عليه ما دُكر أو بعض منه على الأقل. وعلى كل حالء فهو وإن لم نعرف نشأته وأسرته: 
فإن العلماء قد ترجموا له على أنه عالم فاس في وقته بلا منازءا"". 

رحل إلى فاس بقصد تتميم الدراسة. فدخلها سنة عشر ومائة وألف (١١١1ه).‏ 
فأخذ عن عامة شيوخهاء, واختلف إلى حلقات أكابر علمائهاء فتضلع فى علوم الشريعة 
واللغة حَنَّى ادعى الاجتهادء وامتلأ وطابه من المعارف حَنَّى صار متحققا لما يدرس في 


القرويين من منقول العلوم ومعقولها . 
شيوخه 


وما كان العلامة السجلماسي ليتبحر في المعارفء ويشارك في كثير من الفنون لولا 
ما قُطر عليه من همة عالية؛ وعزم أكيد في الطلب. وما رٌزْق من مشيخة درّاكه. عالمة 
فهامة؛ تنشر اللآلىء والمعارف. ودرر الفنون في رحاب القرويين وغيرها من مراكز 
العلم بفاس. 

تلقى العلم من شيوخ أجلاء, ذكر بعضهم في فهرسته التي أجاز بها تلميذه أحمد 
المكودي. وورد آخرون في بعض مظان ترجمته. ونعرض فيما يلي أبرز هؤلاء. وأكثرهم 


)١1(‏ راجم للتوسع: الدراسات القرانية بالمغفرب في القرن الرابع عشر الهجري:؛ ص١١‏ وما بعدها. 
“/رك/ ١-١‏ . مؤرخو الشرفا 55-1 . 
)١8(‏ نشر المثاني 47/4: مناقب الحضيكي ١/؟11.‏ 


١ 


١‏ -أبوالعبّاس أحمد بن العربي بن محمد بن علي المعروف بابن الحاج الفاسي 

)"ا)مهال١وت(‎ 

على أكابر الشيوخ: ورحل حاجا إلى بيت الله الحرام: ولقي في رحلته شيوخا مشارقة 

مشهورين؛ كزين الدّين الطبري: وعبدالسلام اللقاني: والإمام الخرشي:؛ وغيرهها''. 
وقد أسندت إلى ابن الحاج بعضص الكراسي العلمية بالقرويينء وأخن عنه جماعة 

أدرك بعضصهم شهرة واسعة؛ أمثال عبد السلام القادري: وعبدالسلام تسوس ' وابن 

ع 

زاكور والمسناوي الدلائي. وأحمد بن مبارك السجلماسي”", الذي قال في حقه: 

«شيخنا فريد عصرة: وإمام دهردء!"". 

أن أدركه أجله عام 5١١اه.‏ 


(15) ترجمته في: نشر المثاني ؟/85: التقاط الدرر ص575؛ الشجرة ١/177؟.‏ فهرس الفهارس 
1 اليواقيت الثمينة ص؟؟. 

وأنبه هنا إلى وهم وقع فيه الأستاذ محمّد الأخضر حين ظن أن المترجّم له هنا هو المقصود عند 
صاحب كتاب «مؤرخو الشرقاه (ص؟11) الذي ترجم لعالم آخر هو ابو العبّاس أحمد بن محمّد 
ابن الحاج السّلمي المرداسي (ت74١١ه).‏ وتبعه في هذا الوهم محقق كتاب السجلماسي «تحرير 
مسألة القبوله (ص66). وزاد هذا الأخير خطأ آخر حين جعل تاريخ وقاته عام 79١اه؛‏ مع 
أن المصادر التي احال عليها في ترجمته اتفقت على ان تاريخ وفاته كانت عام 5١١١ه.‏ أما 
المتوفى عام 78١١ه‏ فهو أبو عبدالله محمّد بن احمد المعروف بابن الحاج الفقيه القاضي كما 
في شجرة النور ١/؟55.‏ 

)١1(‏ له فهرسة تتضمن إجازته العامة. جمعها له تلميذه محمد بن عبدالسلام بناني. انظر: قهرس 
الفهارس ,.1١8/١‏ الحياة الأدبية صصرلا؟١‏ . 

(1) وقد يُشكل على هذا ما قرره المترجمون للسجلماسي من أنه لم يدخل فاسا تطلب العلم إلا عام 
٠ه‏ أي بعد موت ابن الحاج بسنة؛ فكيف يتسنى له أن يأخذ عنهة اللهم إلا إذا تكرر دخوله 
فاسا قبل هذا التاريخ: وهو الظاهر. والله تعالى أعلم. ' 

(14) فهرسته (ورقة 8). 


ارذا 


)"!)ها11١5ت( أبو عبدالله محمد بن أحمد القسنطيئي الحسني‎ - ١ 

علامة الزمان» وفريد العصر والأوان: وفارس المعقول والمنقول؛ وقدوة أهل الدراية 
والتدقيق. رحل من بلده إلى فاس؛ وتصدر للتدريس بها فأفاد وأجاد؛ وأتى في دروسه 
بما يبهر العقول والألباب. 

ستمع منة السجلماسي «(صحيح البخاري»» وجملة صالحة من التفسير: ومختصر 
الشيخ خليل إلى الصداق؛ كما سمع منه العقيدة الصغرى للسنوسي مرارا(:". 
على مهارته. وإتساع ملكته. ولانشفاله بالتدريس لم يتفق له التصنيف. وإلا فهو أحق 
يوااكل, 
ع -أبو عبدائله محمد بن عبدالقادر الفاسي زت5١١اه)!")‏ 

الفقيه المشارك المتفنن, الدراكة المحقق المتقن. أحد أعلام فاس البارزين: وبّدرها 
الطالع في أفق سمائها . بهر العقول في المعقول والمنقول. وأحرز قصب السبق في علوم 
شتى. كالنحو والبيان والمنطق والحديث والسير والأصول والفقه والتصوف. 

أخذ عنه عامة طلبة قاس وعلمائها ممن أدركوه: ومنهم فقيهنا السجلماسي( ؟١).‏ 
ألف في اللفة والنحو والفقه والمنطق. وكان عمدة النّاس في الحوادث الوقتية. ومرجعهم 
في النوازل المستجدة. 
؛ - أبو العبّاس أحمد بن علي الجيروندي الأند لسي الضاسي (ت0)1178'") 

العالم الورع, الدراكة المشارك. القدوة الناصح. إمام مسجد الشرفاء بفاس» ومدرسن 
العلوم فيه . أخد عن مشايخ فاس» و صحب أحمد بن مين معن !"ا وانتفع بك . شين 
قاضيا فاحتال لنفسه في الفرار منه بأن تحامق حَنَّى أقيل. 


(19) ترجمته في: نشر المثاني 164/7ء التقاط الدرر ص”55.: السلوة ؟/١7:‏ الشجرة ١/8؟؟.‏ 

.)8-١ نص على ذلك في فهرسته (ورقة‎ )7١( 

.١6ةر/؟ كما يقول القادري في نشر المثاني‎ )١١( 

(؟7) ترجمته في: نشر المثاني ١161/7‏ التقاط الدرر ص”547؛: السلوة 5١7/1١‏ الشجرة ١/4؟؟.‏ 

(77) كما نص فني ذلك الحوات في الروضة المقصودة ص751؛ والكتاني في السلوة ١5/7‏ , 

(4؟) ترجمته في: نشر المثاني 0/7١5؛:‏ التقاط الدرر صرياء١‏ ؟: السلوة 17/7. 

(0؟) من العارقين باللهء وأكابر أهل الحقيقة في زمنه. وممن رسخت قدمه في اتباع السنة على قدم 
السلف الصالح. توفي رحمه الله عام -7١١ه.‏ انظر: نشر المثاني ؟/185. 


1 


أخذ عنه السجلماسي. وحلاه بقوله: «ومنهم شيخنا الإمام. المتواضع الهُمّام؛ أبو 
العبّاس سيدي أحمد الجيروندي. عن شيخ الجماعة؛ وإمام أهل الصناعة...!"). 
© - ابو عيدالله محمد العربي بن أحمد بردلة الأندلسي الفاسي (ت١ااه)!")‏ 
عالم فاس وفقيهها. وشيخ الجماعة بها وقاضيها العادل. خاتمة العلماء المحققين. 
كان له معرقة بالعربية والفقه والنوازل. انتفع به جماعة من أهل قاس؛ متهم فقيهنا 
السجلماسي!") وغيره. له أجوبة قمهية دالة على اتساع محصوله المعرفي. 
5 - أبو عبدالله محمد بن احمد بن محمد المسناوي الدلاني زت[؟١‏ 1 )!"! 
أحد أركان القرويين بفاس: وممن نفخ فيها روح التجديد('. كان آية في الحفظ 
والإتقان. وحجة في صحة الفهم والإدراك. رزق ملكة عجيبة في التدريس. وعارضة 
قوية في الفتوى. فأصبح الحجة فيها؛ والعمدة فيما يستجد من نوازل ومعضلات. 
تلمذ له كثير من المشايخ؛ كابي عبدالله ميارة الصغير. وأبي محمد هبدالقادر 
الفاسي: وأبي الفيئاس السجلماسي» الذي سفهع منك «مختصر السعد على التلخيص».: 
و«مختصر الشيخ السنوسي في المنطق». و«ألفية ايبن مالك». وأجاز لك في جميع ما 
لديه!"؟, 
له مؤلفات عديدة في التراجم والفقه والتصوف والأدب7”""). 
؛ - ابو علي الحسن بن رحال المعداني التادلي (ت10١اه)!")‏ 
أجل أعلام الزمان؛ وكبراء الأوان. له عارضة كبيرة في الفقه, واتساع عظيم في 


(17) فهرسته (ورقة 8). 

(707) ترجمته في: نشر المثاني ؟/ل/اؤ؟. التقاط الدرر ص١57.‏ السلوة 1748//7. الشجرة ١/57؟5.‏ 

(54) كما في الروضة المقصودة ص١5؛‏ والسلوة 5/؟١7.‏ 

(19) ترجمته في: نشر المثاني ؟/578. التقاط الدرر ص777, السلوة 4/7 4؛ الشجرة ١/575؟.‏ 

(0) ولا أدل على ذلك من انتصاره لسنة القبض في الصلاة في رسالته «نصرة القيض والرد على 
من أنكر مشروعيته في صلاتي النفل والفرض» في وقت كان جل الاعتماد فيه على الفرعيات 
المتقولة عن فقهاء المذهب. دون الرجوع إلى الأصول الثابتة والسنن الصحيحة؛ فكان ذلك من 
أعلام تجديده وترفعه عن التقليد . طبعت رسالته بتطوان عام /51؟اه. 

.)٠١-5 كما نص على ذلك في فهرسته (ورقة‎ )7١( 

(١؟)‏ انظرها في: التقاط الدرر ص58 ؟؛ مؤرخو الشرفا ص4 .,5١‏ الحياة الأديية صرلاة 1495-١‏ , 

(؟1) ترجمته هي: نشر المثاني */751: التقاط الدرر صثخ؟5؛ الشجرة ١54/1”؟‏ التبوغ ١/لا9ا.‏ 


1١8 


النوازل: وتدبر قوي في الفتوى والقضاء. تولى التدريس بالمدرسة المتوكلية من طالعة 
فاس؛ فكان له صبر على الإقراء والبحث والمناقشة لا يقاوّم حَتَى دُعي صاعقة العلوم. 
كان من حفاظ المذهب. ومن أركانه التي يرجع إليها في فتاويه. 

أخذ عنه السجلماسي الفقها؛"؛ وشهد له بإصابة الحق؛: وقطع دابر الخلاف في 
بعض أبحاته التي اطلع عليها. 

خلف مؤلفات تعتبر غاية في التحرير والإتقان والجمع والتحصيل؛ منها: 

- حاشية كبرى على مختصر خليل (خعا*”: خكلك). 

- حاشية على شرح ميارة لتحفة ابن عاصم (خع: ؟/المد). 

- الارتفاق في مسائل من الاستحقاق (خع: ١179‏ ادل" , 

- ضمان القناع عن مسائل الصناع (خع: 418 ١د!"").‏ 

- البارع في أحكام النجوم (خع: 84اك). 

ولي قضاء فاس الجديد» وقضاء مكناس: وبها توفي في رجب عام ٠1١١ه.‏ 
6 - أبو الحسن علي بن أحمد الحريشي (ت45١١ه)!*"‏ 

العلامة المحدث, المسند المعمر الرحال. تلقى العلم عن سيدي عبد القادر الفاسي 
وجماعة. وقرأ عليه السجلماسي علوما كثيرة؛ كما ذكر في إجازته للمكودي. حيث 
قال: «شيخنا الإمام, القدوة الْهُمَامء أبو الحسن سيدي علي الحريشي الفاسي. قرأت 
عليه صحيح البخاري من اوله إلى آخره وهو يسمع: وقرأت عليه شمائل الترمذي من 
أوله إلى آخره بقراءتي وهو يسمع: وقرأت عليه صحيح مسلم بقراءتي وهو يسمع:؛ ولم 
نكمله؛ وقرأت عليه جملة صالحة من التفسيرة:"'". 


(1؟) قال في فهرسته (ورقة ؟١):‏ شيخنا في الفقه شيخ الإسلام سيدي الحسن بن رحال المعداني 
رحمة الله. 

(؟) يرمز للحزانة العامة بالرياط برمز: خع؛ وللخزانة الحسنية بالرباط أيضاً ب: خح. 

(7؟) نشرته مكتبة الرشد بالرياض عام ١1١ه‏ / ١٠٠1م‏ بتحقيق الأستاذ محمد بن سليمان 
المنيعي. 

(7؟) نشرته بيت الحكمة بتونس 1987م, ودار البشائر ببيروت 1541م. بتحقيق د. محمّد أبو 
الأجفان. 

(14) ترجمته في: نشر المثاني 2771/1 التقاط الدرر صةة؟, سلك الدرر ؟/060١5:‏ تحفة المحبين 
والأصحاب للأنصاري ص١18:‏ الشجرة ١/57؟:‏ فهرس الفهارس .547/١‏ 

(9؟) فهرسته ورقة 5-8. 


1 


استجازه السجلماسي فأجازه. قال القادري!''': «واستجازه شيخنا سيدي أحمد بن 
مبارك السجلماسي:. عن سيدي عبد القادر الفاسي...». 

له إقدام على التأليف. فشرح «موطأ مالك». و«كتاب الشفاء لعياض؛ و«شمائل 
الترمذي». واختصر «الإصابة» لابن حجر. و«نفح الطيب»: وغيرهما . إل أن أهل عصره 
لم يذعتوا له وله يسلعوا له وأككروا طليه.من القيل والقال: حَدّن كان :فيه عبد الله بن 
عبدالسلام جسوس منظومة؛ منها: 

كل هريش الجسهرن ادن حوب ان كف شنو لشن 

تاستهت درو الأنى سلفوا ولفظهم في نقولها حرفا 

توجه للحج. وتوفي بالمدينة المنورة في غرة جمادى الأولى عام 47١اها'*,‏ ودفن 
بالبقيع. 
9 - أبو فارس عبدالعزيز بن مسعود الدباغ الحسني (ت45١1)11'')‏ 

شيخ صوفي من الأسرة الإدريسية بفاسء كانت تظهر على يديه كرامات وكشوفات 
يحدث عنها الناس. ثُمّ وقع له الفتح - كما في الإبريزا”*) - يوم الخميس ثامن رجب 
عام خمسة وعشرين ومائة وألف. نتيجة مواظبته على تلاوة ورد سبعة آلاف مرة. 

كان من الشيوخ الأوائل الّذين تأثر بهم السجلماسي بفاس أيما تأثرء وألف في 
حقه كتابا سماه «الذهب الإبريز. في مناقب الشيخ عبدالعزيز». وحدث عنه بعجائب 
في أنواع من الكشف وأسرار النبوة. وحلاه بأوصاف تقف عندها العقول. وكان أوّل 
اجتماعه به - كما صرح!'*! بذلك - في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف. 

وقد بالغ السجلماسي في الثناء على شيخه لما شاهد من علومه ومعارفه. وشمائله 
وكا شها ته افع أنه ام لم يتعاط العلم. قال الكتاني”**): «كان له علم عظيم مع أنه لم 


.747/١ في نشر المثاني ؟577/5. وانظر: فهرس الفهارس‎ )٠( 

)8١(‏ حسب رواية المرادي في سلك الدرر ؟/505, ولعلها الأصح. أما القادري في النشر ؟/571, 
والتقاط الدرر ص505. فقد أجل وفاته إلى عام 46١١ه‏ . وجعلها محقق «تحرير مسألة القيول» 
(ص07) عام 48١اهء‏ ولا ادري ما معتمده في ذلك. 

(47) ترجمته في: نشر المثاني ؟/50؟؛ التقاط الدرر ص©6١5.‏ السلوة 1517/7 . 

(15) في الذهب الإبريز ص؛١.‏ 

(4غ) في الذهب الإبريز صه . 

(0غ) في السلوة .1١98/5‏ 


1 


يتعاط شيا منه لا في صغره ولا في كبره. بل ولا قرأ القرآن. ولا يحفظ إلا سور قليلة 
من حزب (سبع). وإذا سمعته يتكلم في تفسير آية سمعت منه العجب العجاب!"). 
ويبدو أن السلجماسي قد انقاد بكليته إلى شيخه. وتمكنت محبته من ظاهره 
وباطنه. فسلبت له الإرادة في علمه وعمله. وتبعه بقلبه وقالبه؛ حَتََى لا يكاد يسلو عنه 
طرفة عين: فظهرت عليه آثار صحبته؛ وانتفع غاية النفع بمعرقته ). 
وتوفي الدباغ عام اثنين وأربعين ومائة وألفا*'. ودفن خارج باب الفتوح؛ وقبره 
معروف بفاس إلى الآن. 
٠‏ -أبوالعبّاس أحمد الحبيب بن محمد اللمُطي السجلماسي (ت60١١١ه)!"")‏ 
الفقيه المدرس. الزاهد الكبيرء أشهر قراء سجلماسة:؛ وهو ابن خالة السجلماسي 
وشيخه قبل أن يرحل إلى فاس. صرح جل من ترجم لابن المبارك أنه جمع على يديه 
القراءات القرآنية برواياتها السبع. كما قرأ عليه طرفا من قواعد النحو. 
تصوف وظهرت على يديه كرامات. توفي في رابع المحرم عام خمسة وستين ومائة 
وألف. ودفن بداره من اللمط من سجلماسة . 


(17) قلت: هذا كلام غريب. يحتاج مثله إلى دليل صحيح. 

(40) انظر: الروضة المقصودة ص157؛ السلوة 7١4/7‏ تحرير مسألة القبول ص؟”. 

(44) هذا ما سطره القادري في نشر المثاني 547/5 إلا أنه في التقاط الدرر (ص0١؟)‏ جمل وفاته 
عام اثنين وثلائين ومائة وألف. وهو الذي يتناسب مع ما قرره السجلماسي في كتاب الإبريز من 
أن جل ما قيده فيه عن شيخه:. إنما هو ما سمعه منه خلال شهوررجب وشعبان ورمضان وشوال 
وذي القعدة من عام تسع وعشرين وماثة وألف, معلقا على ذلك بقوله: «فعلمت أني لو قيدت ما 
سمعت منه في السنين الأربع الماضية لكان أزيد من مائتي كراس. وآقة العلم عدم التقييد». ولو 
امتد به العمر إلى عام 47١1١ه‏ لما انقطع السجلماسي عن الاستمداد منه. والله تعالى أعلم. 

(44) ترجمته في: نشر المثاني 44/4: التقاط الدرر ص؛57. السلوة 515/7. الشجرة .588/١‏ 


18 


وللسجلماسي غير ما ذكر من المشايخ 9 *). كما كانت له أسانيد عالية في رواية 
الحديثا'*؛ وأمّات كتب المذهب المالكى 0”©). 


تلاميده 

تلقى العلم من فقيهنا السجلماسي جماعة لا يحصون: حملوا راية المعرفة بعده. 
فأصبحوا فرسان الفكر, وبدور الهدى في سماء المعارف والفنون. نجتزئ منهم طائفة 
نعرض أسماءها عرضاء وأخرى نخصها بكلمة موجزة لشدة اتصالها بالشيخ. وطول 
ترددها على دروسه. 

أما الأولى؛ فمنها : أيو عبدالله محمّد بن محمد - بفتح الميم - المدعو بابن عزوز (ت 
ل ١ها”".‏ وأبو عبدالله محمّد الهادي بن محمد الشريف الحسني (ت77١اه)]'*'وأبو‏ 
علي الحسن بن علي المعروف بأبي عنان الشريف (ت75١١اه)“‏ وأبو عبدالله محمّد 
بن أحمد المدعو بابن الرخاء اللمطي (ت75١١ه)1”*.‏ وأبو عبدالله محمّد بن طاهر 
الفاسي (ت7/8١١ه)1”*.‏ وأبو عبدالله محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبدالقادر الفاسي 
(تة7١‏ ١ه]!".‏ وأبو عبدالله محمّد المدعو أبو مدين بن أحمد الفاسي (ت85١1ه)‏ 


لخم 


وأبو العبّاس أحمد حمدون بن محمّد الطاهر الجوطي (ت١5١١ه)]'":‏ وأبو 


(080) أمثال أبي عبدالله محمّد بن عبدالسلام البناني (ت77١١ه)‏ كما في مناقب الحضيكي ,117/١‏ 
وعبدالسلام الحلوي الذي قرأ عليه النعو كما في نشر المثاني 41/4: وأبي علي الحسن اليوسي 
(ت7١٠١اه)‏ كما في شجرة النور .578/١‏ وفي سماع السجلماسي من اليوسي ولقائه به نظر. 
انظر: فهرس الفهارس .١١04/7‏ 

(01) فقد روى «الصحيحين» بالسئد المتصل إلى مؤلفيهما؛! كما في فهرسته ورقة لا. وطهرسة محمّد 
بن سيدي فاسم القادري صل اى. 

(07) انظر: فهرسة السجلماسي ورفة 4. فهرسة التاودي صرلةم. 

(65) نشر المثاني غ/4. 

(08) نفسه 4/ل. 

(00) نفسه 1/رالا 

(01) نفسه 5/لالا. 

(!01) الشجرة ١/ر:0؟.‏ 

(28) الشجرة ١/رهه؟.‏ 

(09) نفسه. 


)1١(‏ مؤْرخو الشرفا ص7؟7. 


14 


الحسن زين العابدين المدعو زيان بن هاشم العوافي الحسني الفاسي (ت54١اه)!'",‏ 
وأبو المحاسن يوسف بن أحمد سن ناصر الدرعيا""!. 

وأما الثانية:. فنعرض منها: 
١‏ -أبوالعبّاس أحمد بن حسئ المكودي المعروف بالورشاتي (ت59١اه)!‏ ") 

نزيل تونس. أخذ عن السجلماسي بفاسء وتردد لدروسه الزمن الطويل. استجازه 
من توئنس: فاجازه إجازة عامة منئة *4١١هه‏ جاء فيها: «فان الفقية الوجيه: المدرس 
النزيه. صاحب الفهم الفواص: الذي يعجز عنه كثير من الخواص؛ أبا العباس سيدي 
أحمد المكودي... طلب من العيد الحقير؛ المعترف بالمصور والتقصيرء. أن يحيره كيما 
لديه من معقول ومنقول. وفروع وأصول. فأجبته إلى ذلك جبرا للخاطر؛ ورعيا لما 
عسى أن يكون له فيه من النفع الحاضرء!"". إلى أن قال: «وقد أجزت أخانا في الله 
ومحبنا فيه. الفقيه المستجيز فى جميع ما أجازنا فيه أشياختا رحمهم الله وفي جميع 
ما لدينا من تقاليد ومقطعات....ا""١.‏ 

تقلد الفتيا بتونس. وتصدر للتدريس, ورأس إفتاء المالكية بها. قال عنه الشيخ 
الفاضل يبن عاشور: «وبمقدم الشيخ أحمد المكودي اجتمعت لفاس مع سمهتها العلمية 
بتونس. سمعة أخرى رقيمعة في صناعة الحديث والإسناد. وعلت السمعيات. وهو 
تلميد الشيخ الحريشي» والشيخ أحمد ين مبارك. فاستمّر بتونس, وولي الافتاء بها, 
ووصل أسائيدها من طريق شيخه بأسانيد الشيخ عبدالقادر الفاسي!""). 
١‏ - أبو العبّاس احمد بن عبدالعزيز الهلالي السجلماسي (ت05١١1اه)!”)‏ 

الققيه المحدث الأدريب. قرأ بسجلماسة على أحمد الحبيب. وحضر في قاس 


0 الشجرة ١19//1؟.‏ 

(؟1) نفسه ١/رمه5.‏ 

(17) ترجمته في: الشجرة ١/517؛‏ الفكر السامي 590/15 

(14) فهرسة السجلماسي ورقة 4-0. 

(10) نفسه ورقة .٠١‏ 

(11) فاس من خلال المخطوطات التونسية ص١١‏ (مقال بمجلة المغرب, ع. 1-/,. سنة 1578١م)‏ نقلا 
عن: تحرير مسألة القيول ص16 . 

(19) ترجمته في: نشر المثاني 4/؟14؛ التقاط الدرر ص1!5؛ الشجرة 1550/١‏ اليواقيت الثمينة 


”“ 


مجالس ابن المباركء والكبير السرغيني وغيرهماا”!. فصار إماماً في تحصيل العلوم 
وتحقيقها . 

حج مرتين؛ ولقي مشايخ الحرمين. وانتهى به المطاف في سجلماسة حيث توضي 
يوم 7١‏ ربيع الأول عام 10١١اه.‏ وله تراث فكري هام في الفقه واللفة والحديث: نذكر 
ملك : 

- تفسير القرآن الكريم (خ ح: 55140 بها خروم شديدة بالهامش). 

- نور البصر في شرح المختصر (لم يتم. طبع طبعة حجرية). 

- عرف الند في حكم حذف المد (خع: 1ا7١د:‏ (174د). 

- المراهم في أحكام فساد الدراهم (خ ع: ١8١٠د).‏ وغيرها كثيرل"". 
" - أبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسني الفاسي (ت18اه)!'" 

انفرد بالإمامة في الحديث في وقته: فكان لا يقاومه فيه أحد. واعترف له بذلك 
شيوخه وأقرانه حَنّى لقبوه بسيوطي زمانه. داوم على حضور مجالس ابن المبارك حَتََى 
صار أنبغ تلاميذه. فكان يبالغ معه في تحقيق مسائل الحديث. ويشير إلى الرجوع 
إليه فيها''. قال في فهرسته: «وسمعت على شيخنا ومفيدنا وعمدتنا الشيخ العالم 
المشارك المحقق المتفنن: الشيخ أبي العباس أحمد بن مبارك بعض مجالس في التفسير, 
وفي قراءة الشيخ خليل: وجمع الجوامع لابن السبكي. وقرات عليه مقدمة أطراف 


م 
* عملا 


المقدسسي: وغير ذلك. ولما جمعت شرحي على إحياء الميت أوقفته عليه؛ فاستحسته 


ودعا لي بخيرء وكتب على ظهره بخغط يده فجزاه الله عني خيرا....ل"", 
له تآليف نافعة فى الحديث والفقها". 


(14) قال في الروضة المقصودة ص144: «ومعتمده بفاس الشيخ الإمام. الحافظ المتبحرء بلديّه ابو 
العبّاس أحمد بن مبارك السجلماسي اللمطي الصديقي». 

(15) راجع: التقاط الدرر ص؛ ؛ :: الحياة الأدبية ص784-545. 

(7) ترجمته في: نشر المثائي 4/؟15: السلوة ١/١51١؛‏ فهرس الفهارس 818/5, اليواقيت الثمينة 
ص "الا. 

(71) انظر: نشر المثاني 154/4: فهرس الفهارس ؟215/1. 

(7؟) فهرسة العراقي ص185-١15‏ (قدمها خالد التواج لنيل ماجستير بكلية الآداب بالرياط عام 
98وا) نقالذ عن: تحرير مسألة القيول ص17 . 

(ل) راجعها فى الحياة الأدبية صركة-/!91؟, 


1 


؛ - أبو عبدالله محمد بن الطيب الحسني القادري (ت1417اه)!'") 

العلامة المؤرخ. النسابة الواعية. تحدث عن شيخه السجلماسي في كتابه «نشر 
المثاني» قائلاً: «وأخذ عنه جماعة من طلبة قاس. وقرأت عليه معهم صغفرى السنوسي 
وشرحها لمصنقهاء وشرح المحلي على جمع الجوامع شرحا ومنناء وشفا عياضء وطرفا 
من السّلم. وحضرت مواضع من التفسير والبخاري!"". 

من آثاره: نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثانيء والتقاط الدرر في أخبار 
وأعيان المائة الحادية والثانية عشرء وهما مطبوعان. والإكليل والتاج في تذيبل كفاية 
المحتاج؛ وغيرهال. 
ه - أبو حفص عمر بن عبدائله الفهري الفاسي (تيخة1 اه)!") 

إمام نظار. وفقيه مكثار. أخذ عن والده. وقرأ علوم الجدل؛ والأصلين؛ والبلاغة؛ 
والمنطق. وتفسير القرآن العظيم: على الشيخ أحمد بن مبارك اللمطي. 

ومن آثاره - كما يقول الحجوي -*') «شرح على التحفة؛ مهم عديم النظير؛ دل على 
باعه وسعة اطلاعه. وشرح على الزقافية . وفتاوى مهمة للعويصات المدلهمة . وله درجة 
عالية في الأدب. ومشاركة نادرة. وهو ممن وصف بالاجتهاد». 
5- أبو محمد عبدالقادربن العربي بوخريص الفيلالي ثم الفاسي (تها ١‏ ١اه)!""‏ 

المحدث الفقيه المشارك. أخذ العلم عن جماعة؛ وكان عمدته الذي أغنى عمره في 
خدمته أبو العباس السجلماسي. أسند إليه القضاء عام 6؟١١ه‏ فسار فيه يالعفة 
والنزاهة» حَنَّى لقب آخر القضاة من آهل العلما”*). 


(74) ترجمته في: الشجرة .7607/١‏ النبوغ 7١5/1‏ مؤرخو الشرفا ص177؟, الحياة الأدبية ص1 .7١‏ 
(70) النشر 47/4. 

(77,) راجع تراثه في: مؤرخو الشرفا ص177-758, الحياة الأدبية ص؛ .5١0-1 ١‏ 

(77) ترجمته في السلوة 577/1. الشجرة :,5031/١‏ الفكر السامي 591/29؟. 

(78) في الفكر السامي ؟/؟5؟. 

(9/) ترجمته في: السلوة 47/7: الشجرة 01/1؟. 

(8) السلوة 15-17/5. 


1 


7 - أبو العيّاس محمد بن الحسن البناني (ت194١اه)!”)‏ 
العلامة المحققء المفيد المدفقق. أخذ عن أعلام كبار؛ منهم العلامة السجلماسي. 
الذي استفاد منه, واختصر رسالته «رد التشديد في مسألة التقليد». حج وزار: وأفاد 
واستفاد. له تآليف محررة مفيدة؛ منها: حاشية على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني 
على المختصر متقنة؛ وشرح على السّلم. وحواش على التحفة. 
8 - أبو عبدالله محمد التاودي بن محمد الطالب بن سودة المري (ت5١٠١اه)ا‏ 
الفقيه المحقق المشارك. انتهت إليه رياسة العلم بالمفرب في عصره؛ وانفرد بعلو 
الإسناد حَنَّى صار شيخ الشيوخ. تلقى العلم عن ثلة من المشايخ؛ جمعهم في «فهرسته», 
منهم العلامة السجلماسي الذي كان عمدته في رواية الحديثء قال مبينا ذلك: «قرأات 
عليه المنطق والكلام والييان والأصول والتفسير والحديث. ولازمته مدة مديدة: وأفردته 
بالأخذ عنه سنين عديدة. وأكثر الكتب كالسعد. والمحلي, والمواقف. وغيرها؛ كنت 


القارئ عليه بلفظي. وأجازنيء وأذن لي في قراءة البخاري. فأقرأته في حياته وبمرأى 
0 


صم 


منه ومسمع. وكان رضي الله عنه يرضى عني: ويودني» ويؤثرني: ويقدمني١!"‏ 
له تاليف مفيدة! منها: 
- حاشية على صحيح البخاريٌ تسمى: زاد المجد الساري لمطالع البخاري. 
- جامع الأمهات من أحاديث العبادات والصلوات. 
- شرح الأربعين النووية. وغيرها 7**). قال العلامة الحجوي: «الكل مطبوع بفاس 
إلا الرحلة. وحاشية الزرقانى». 
4 - ابو عبدالله محمد بن عبد السلام بن محمد الفاسي (ت4١؟اه)1*")‏ 
خاتمة المحققين لتوجيه القراءات بالمغرب. قرأ علوم البلاغة والمنطق والجدل على 
الشيخ ابن المبارك. له مؤلفات جليلة في علم القراءات7”'”*)؛ منها: 


(81) ترجمته في: السلوة .171/1١‏ الشجرة ١/5017؛‏ الفكر السامي ”/557, 

(85) ترجمته في: السلوة ١/*٠اءالشجرة 575/١‏ الفكر السامي 551/7 فهرس القهارس ا/ركن؟, 
النبوغ المغربي ١/؟70.‏ 

(49) فهرسة التاودي ورقة -51-5. نقلا عن تحرير مسألة القبول ص١‏ 

(84) انظر: الحياة الأدبية ص1 7؟-570.: تحرير مسألة القبول ص١7.‏ 

(هم) ترجمته في السلوة ”/ر13 ١ء‏ الشجرة ١/1لا؟.‏ فكهرس الفهارس 418/5.م 

(47) انظر: مؤرخو الشرفا ص75 الحياة الأدبية ص١1‏ ”*-515, تحرير مسألة القبول ص ١ل.‏ 


7” 


- شرح دالية ابن المبارك الوراق في وقف حمزة وهشام: وفي الهمز. 

- حاشية على شرح الجعبري على حرز الأماني. 

قال الكتاني: «وغير ذلك من التاليف إلى ما لا يحصى من الفتاوى والمقايدات 
والإفادات والإنشادات؛!". 
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه 

ضوا الحافظ السجلعاتي متزلة علميه كزيرة. اهلته لأن: تسل له ركاسة القلم 
تحاضرة قائن شن زمنداةة!:.وحائل من الكانة والشهزة ما جعل الأنطار تلحظه يكشيرمن 
الإجلال والإعظام. فكانت مجالسه من أعظم المجالس العلمية بفاس؛ يحضرها الجم 
الغفير من خيرة الطلبة وعلية الفقهاء. ويقصده النّاس من جميع الجهات بالسؤال 
لاسا 

فقيه مبرز. وعالم متضلع, له اليد الطولى في العلوم الشرعية والآلية؛ والمشاركة 
المتميزة في العلوم العقلية والكوذية. ساهم في تجديد رسوم الفقه. والتوجيه به نحو 
التخلضن مق آراء التفياء المخردق وآفوال الخلاطين غير المستذة :وا ذلك إل ضعت 
من العلم الأصيل؛ واطلاعه على آثار المتقدمين؛ مع خسن النظر في الكتاب والسنة. 

تمذهب بمذهب مالك إلا أن ذلك لم يمنعه من كونه مالكيا متحرراء وباحثا 
منصفا. ناقش كبار المالكية والشافعية والحنفية دون تعصب. ورد عليهم في أدب جم: 
وتواضع رفيع. 

علامة متقنء وإمام حجة. انتهت إليه الرئاسة فى جميع العلوم من عربية وبيان: 
ومنطق وكلام: وفلسفة وحساب. وفقه وأصول. وتصوف وحديثء. وتفسير وقراءات. 
واستكمل أدوات الاجتهاد على الخصوص والعموم. 

أحرز قصب السبق في المعقول والمنقول: وانفرد بالمهارة في التدريس والتحقيق, 
والجدة في التحرير والتدقيق. له القدرة الفائقة في مجال الاستنباط. «والملكة القارة 
في قوة الاقتدار على استخراج جواهر العويص من عباب الأفكار. تقدم حَتَى لم يكن 
له مواز في الدنيا منذ أزمان؛ في سرعة الحفظ؛ وجودة الضبط والإتقان. كأنه بحر 
زخار متلاطم الأمواج. وشمس أغنت بإشراقها الصبح عن الإبلاج.... 


(الى) سلوة الأنفاس ١148/5‏ . 
(84) نشر المثاني 6/ر؟؛؛ السلوة ؟5/١5.‏ 


11 


وكانت له عارضة في التدريس لم تكن لغيره حفظا وبحثا ومعارضة واستنياطا. 
ينفرد بآراء من أنظاره واضحة الدلالات على سنن أهل الاجتهاد. مصرحا لنفسه به في 
عموم مجالسه. ولا يبالي بمن يخالفه فيما ينفرد به من متقدمين أو متأخرين2". 

أصولي متمكن. ونظار متبحرء غلب عليه علم الأصول حَنَّى صار تخصصه الأوّل 
بالأصالة. وجاءت سائر الفنون في تكوينه تبعا له. 

عم الفنون بالإدراك والتحقيق؛ وشارك فيها بالتحرير والتدقيق: وسائل ومقاصد. 
كانت له أقوال وأبحاث. واعتراضات واستدراكات؛ وأجوبة وتعليقات. تدل على أنه 
لم يكن من أهل التقليد. المكتفين بنقل أفوال الغير:وترديدها :بل هو راسع القدم. 
مكين الاطلاع: له رأي وتصرف فيما يقدم. فلا تجده يتباحث إلا مع الأصوليين 
الكبار. المؤسسين لأركان هذا العلم وقواعده؛ أمثال: الباقلاني, والجااجع: والجويني, 
والغزالي. والرازي: والآمدي. والأبياري؛ والقرافي. والشاطبي. يتناول فهوم هؤلاء 
بالنقد والتقويم: ويسوق كلامهم مساق تفحص وتدبر وتمحيص. يحدوه في كل ذلك 
حرص شديد على إظهار المحاسن والعيوب. 

ا كثيرا بالأصولي المالكي الكبير. شارح البرهان,: الإمام الأبياري. واستشهد 
بكلامه فى أكثر من مسألة أصولية خاض فيها. بل بالغ في الإشادة به وبأبحاثه 
حَتَّى كاد يقدمه على أقطاب الفن. قال مُنَوْهاً به: «والإمام الأبياري من أكابر فحول 
الأصوليين. وهو من حيث الرفعة في طبقة القاضي الباقلاني: وإمام الحرمين. 
والفزالي. ولا يتباحث إلا مع هؤلاء الثلاثة»!"). 

ومما يلفت النظر في تراث السجلماسي عموماء وفي أبحائه الأصولية خصوصاء 
أمران: 

أحدهما: إعداده الجيد للقضايا الأصولية التي يبحثها. ومراجعته العديد من 
المصادر والمراجع قبل إبداء الرأي فيهاء واستشهاره المسؤولية العلمية التي طوفها. 
ففي جوابه عن سؤال وجه إليه يتعلق بتحرير الوصف النفسي على طريقة المتكلمين: 
كال «وقد رامت اكسالة - أي تحرير الوصف النفسي - في نحو من أربعين مؤلفاً ما 
(45) الروضة المقصودة ص741--747 (بتصرف يسير). 

)6١(‏ أسئلة واجوبة من كتاب ابن عرفة في مختصره ورقة ". نقلا عن تحرير مسألة القبول 

.1٠١؟ص‎ 


ا 


بين مطول ومختصر. وأصولي وكلامي'"). وفي بحثه في مُنكر حجية الإجماع هل 
يكفر أو لا يكفرة قال في كتابه «إزالة اللبس عن المسائل الخمس»: «إن هذه المسألة 
ينبغي الاعتناء بهاء وبسط القول فيها إلى غاية ما يمكن. وقد راجعتٌ فيها نحوا من 
خمسين مؤّلفا من المطولات”". 

الثاني: الجدة والابتكار فيما يطرق من موضوعات. ويتجلى ذلك في كونه لم يحذ 
حذو المتقدمين في هذا العلم يَطرّق الأبواب الأصولية كلها . بل لتمكنه من هذا العلم. 
وتبحره في قضاياه جملة وتفصيلاء لجأ إلى طريقة أخرى أكثر عمقاء وأجدى نفعا؛ 
وهي اختيار جزئية أصولية معينة لم يستوف المتقدمون البحث والنظر فيها؛ فيتناولها 
بتعميق البحث؛ وتدفيق النظرء وإجالة الفكر. وتحرير القول؛ والخروج برأي مدعم 
بالأدلة والحجج والبراهين؛ وذلك كبحثه في التقليدء وبحثه في دلالة العام؛ وبحثه ضفي 
قبول الأعمال. وبحثه في منكر الإجماع وحجيته. 

ناهيك عما يتسم به تناوله لهذه القضايا من عمق في التحليل: وطول نفس في 
النقاش. وكشف لما يكتنف بعضها من لبس وإبهام, ثُمّ إبداء ما يظهر له فيها من رأي 
أسبيل: أو إتزاكسليع: أو هم تعر او تعد بباء. 

وعلى الجملة, فالرجل نسيج وحده في أصالة النظرء وجودة القريحة. وتسديد 
الفهم. يملك عارضة قوية في المقابلة بين أقوال العلماء. والتباحث معهم؛ وإجابتهم 
بمقتضى الصناعات والآلات, حَتَّى قال تلميذه القادري في النشرا": «ولا يبالي بمن 
يخالفه كبيراً أو صغيراً. تقدمه أو تأخر عنه. ويصرح لنفسه بالاجتهاد المطلق. ويرد 
على الأكابر من المتقدمين والمتأخرين. ويصرح بأنهم لو أدركوه لا نتفعوا به». 

وقال في التقاط الدرر؛؛"): «وكاد أن لا يحصل منه إذعان لواحد من كبراء المتقدمين 
ويأحرى المتأخرين». 

غرف له المتقدمون هله الزايا؛ فاقوا عليه كاء عطراء وخصُوه ياوضناف تتبن 
عن عظيم فضله؛ وعلو كعبه. واتساع أفقه. وهي شهادات ملؤها العرفان والتقدير 
والإجلال. وهذه بعض من هذه الشهادات في الثناء عليهء وبيان منزلته: 


(91) تحرير الوصف النفسي ورقة 4١؟.‏ (خع: ١597‏ اك). 

(59) إزالة اللبس ورقة ؟4. 

(؟5) 1/4 . وانظر: الروضة المقصودة ص157: السلوة 7١7/5‏ . 
)اص 9ة؟. 


1” 


فال تلميذه المكودي: «شيخنا وقدوشاء العلامة البحر الفهامة. وحيد دهره: وقريد 
عصره. معيار العلوم في كل متطوق ومفهوم. سيدنا أبو العياس أحمد بن مبارك 
السجلماسي اللمطي,!"". 

ونعته القادري أيضاً ب: «علامة الزمان؛ فريد العصر والأوان. فارس التدريس 
والتحقيق: وحامل راية التحرير والتدقيق!"2. 

وقال محمّد بن أبي شعيب الشاوي منوها بأخلاقه وعلمه: «الشيخ العلامة الحبر 
الفهامة: ذو الأخلاق الحميدة والآراء السديدة. عالم الأدباء, وأديب العلماء؛ المتيقن في 
المعقول والمنقول؛ الجامع للفروع والقراءة والأصولء1"/2. 

وحلاه العلامة الحضيكي ب «علامة وقته؛. وحافظ عصره, (8). 

وقال في حقه تلميذه الشّيخ التاودي بنسودة: «شيخنا الأسمى. وذخيرتنا العظمى. 
العلامة الحافظ, المحرر المدقق. نجم الأمة؛ وتاج الأئمة»ل'"!. 

وأشاد الزيادي بعلمه قائلا: ...٠‏ الشيخ الفقيه العالم العلامة. المشارك المدرس 
الفهامة. ينبوع العلم وبحره. كان رحمه اللّه عالما عاملاء بحرا في العلم لا ساحل 
لم07 

ونوه أبو الربيع الحوات بمجالسه العلمية؛ فقال: «وتساقط التّاس على صاحب 
الترجمة - أي السجلماسي - للانتفاع به من كل قطر من أقطار البسيطة ذات الطول 
والعرضء. حتى كان مجلسه يقول: امتلأ الحوض. وتخرج به من أشياخنا من كانوا قرة 
العيون: في تحقيق جميع الفنون!”' '). 

وخصه الكتاني بنعوت العلم والعرفان, فقال: «العالم العلامة, الجهبذ الفهامة, 
المجتهد القدوة المحرر. نجم الأمة؛ وتاج الأئمة. شيخ الشيوخ: ومن له في العلم القدم 
الثابتة الرسوخ: أبو العبّاس أحمد بن مبارك...1”", 

والشتاء عليه كر متشي 
(40) صرف المشيئة ورقة 171 ظ. نقلا عن تحرير مسألة القبول ص0١0.‏ 
(1) نشر المثاني .21-1١/4‏ 
(47) مقدمة المقالة الواضي في شرح الدالية ورقة .١‏ 
(4) مناقب الحضيكي .1١5/١‏ 
(44) فهرسة التاودي بنسودة ورقة .5١‏ 
)٠٠١(‏ سلوك الطريق الوارية ورفقة 11 . 
)٠١١(‏ الروضة المقصودة ص؟:9؟-؟79. 
)٠١7(‏ السلوة ١/؟١7.‏ 


/؟ 


مؤلفاته 

خلف العلامة السجلماسي تراثاً علمياً زاخرا متنوعاً. تتجلى قيمته العلمية في كونه 
يعكس ثقافة عصر المؤلف» ويسجل إلى حد كبير القضايا الفكرية التي يعج بها ذلك 
العصرء والمسائل التي أثير فيها الخلاف بين أهل العلم؛ سواء في الحواضر العلمية 
مثل فقامى؛ وسجلماسة: أوهي غيرها من أرجاء البلاد. 

ويمثل بدرجة كبيرة أكتياً معايشة المؤلف لقضايا عصرهء ومشاركته وخوضه في 
هتدم القتشانا. وامتهامة في بحل كثير منها. فلم يكن ممن اعتزل الحياة: أو غاب 
عن واقعها. بل كان يباشر هذا الواقع. ويشارك في علاج مشكلاته. وصياغة حلول 
قضاياه. ولذلك جاءت معظم تصانيفه عبارة عن مشكلات فكرية أو علمية أثيرت في 
عصره: أو فتاوى وأجوبة أجاب بها من سأله؛ كما سيتضح في عرضها فرييا. 

ويلحظ القارئ كذلك في تراث السجلماسي جانبا إيجابيا مشرقاء وهو كون هذا 
التراث يجمع بين موضوعات غير مطروقة. أو موضوعات مطروقة؛ لكنَ من تقد 
ممن بحثها لم يضع نقطة النهاية فيها؛ بل أبقى لمن جاء بعده مجالا لتعميق البحث, 
وإجّالة النظر. وتجديد الفهم... فجاءت رسائله ومؤلفاته جامعة بين المهارة في العرض. 
والابتكار في الأسلوب. والإفصاح عن الجديد: وبين استكمال جوانب النقص. وتعميق 
البحث؛ وتسديد النظر في موضوعات مطروقة. 

وقد مكنني الله تعالى من الوقوف على معظم هذا التراث في مظانه؛ وإدامة النظر 
فيه والانتفاع به. وها أنا أورد منه ما تيسر الآن!"''! بإيجاز على النحو الآتي: 
١‏ - الإبريز من كلام سيدي عبدالمزيز الدباغ. (مطبوع). 
- تقييد على شرح متن السَّلم للأخضري. (مطبوع). 
" - طرر على شرح الشيخ سعيد قدورة على متن السلم للأخضري (مطبوع)'". 
؛ - رسالة تحرير مسألة القبول على ما تقتضيه قواعد الأصول والمعقول (مطبوع). 
- رد التشديد في مسألة التقليد. وهي الرسالة التي أقدمها الآن محققة 


)٠١*(‏ هناك رسائل وتقابيد لم أتمكن من الوقوف عليها. واعتمدت في عرضها على عمل الباحث 
الحبيب عيادي في تحقيقه لكتاب «تحرير مسألة القبول» ص”7لا-98: وكذلك صنيع الباحث 
الأخضر على محدوديته في رسالته ٠الحياة‏ الأدبية على عهد الدولة العلوية» ص78 . 

)٠١4(‏ طبعت بالمطبعة الكبرى الأميرية يولاق بمصر عام 18١؟1١ه‏ على نفقة الحاج الطيب التازي 
المغربي. 


14 


- إنارة الأفهام بسماع ما قيل في دلالة العاءا*”). 

تناول فيه السجلماسي دلالة العام. مبينا آنها تدل بالتضمن دون المطابقة والالتزام, 
مناقشا الإمام القرافي؛ رادًا عليه. وذلك في فصول أربعة كلها تحرير وتحليل 
ونقاش. 
- الأجوبة السبكية"''., 

وهي إشكالات وجهت إلى المؤلف تتعلق بالسبكي في «جمع الجوامع» وشرح المحلي 
له. 

- المقالة الوافية في شرح القصيدة الداليةا” '. 

والقصيدة الدالية من نظم الفقيه أبي عبدالله محمّد بن مبارك السجلماسي المفراوي 
الفاسي (ت97١٠١ه).‏ وضعها في تحقيق الهمز لحمزة وهشام. 

شرح السجلماسي هذه القصيدة ولم يكملها. بل وقف عند البيت السابع: ولو أتمها لكانت 
فائدتها أعظم.ء وتقدمه فيها أميزء كما أشار إلى ذلك صاحب تنبيه السالك. 

9 - القول المعتبر في بيان أن جملة الحمد إنشاء لا خبرث ". 

ميز فيه المولف بين الإنشاء والخبرء وقرر بالأدلة أن 2 الحمد إنشائية لا خيرية, 
وبث في ثناياه فوائد علمية غزيرة. 

٠‏ - كشف القناع عما ادعي في مسألة المعية من الإجماءا"'. 

بناه الموئف على سؤال وجه إليه عن المعية في قوله تعالى: « وَمَْ مَك أبْنَماكُتُمْ)4؛ هل 
هي معية بالذات مع التنزيه؛ أم هي معية بالعلم دون الذات؟ فصحح معية الذات؛: 
وردٌ معية العلم؛ مع سوق الحجج والبراهين الدالة على ما ذهب إليه. 

.' سؤال يتعلق بتحرير الوصف النفسي على طريقة المتكلمين‎ - ١ 
أجاب عنه فقيه فاس ومفتيها سيدي العربي بن أحمد بردلة. وأجاب عنه‎ 

السجلماسي مبينا قصد المتكلمين بالوصف النفسي بنفس منطقي كلامي متين. 


)٠١5(‏ تحتفظ الخزائن المفربية بنسخ خطية منه. 
)٠١(‏ توجد نسخ منه بالخزائن المغربية. 

)1١7(‏ توجد نسح منه بالخزائن المفربية. 

)٠١4(‏ احتفظت الخزانة العامة بالرباط بنسخة منه. 
)٠١5(‏ في الخزانة العامة بالرياط نسخة منه. 
)٠١(‏ في الخزانة العامة بالرياط نسخ منه. 


>38 


1 - إزالة اللبس عن المسائل الخممرا"), 

وهو كتاب جامع لأجوبة خمسا"'): ثلاثة منها في علم الكلام: واثنتان في الفقه. 
وهي: 

الأولى: في معنى المعية في قوله تعالى: ل وَعْرََمَك نكمُم 4. 

الثانية: في العقول؛ هل هي متقاربة أو متفاوتة؟ 

الثالثة: في قول بعضهم: إن أهل النار يتلذذون بعذابها: ويستحيل طبعهم إلى طبعها 
حت نقاةوا نسنية اهل الخنه إذاتهى عاتفة. 

الرابعة: في تلقين الشهادة؛ هل المراد الإقرار بالألوهية؛ أو مع الرسالة5؟.... 

الخامسة: تتعلق بالإجماع في قول الزرقاني لدى قول المختصر: والجاهل كافر 
إجماعا. 
؟١‏ - رسالة في بيان انتفاء الثواب لقارئ القرآن على كل حرف حرف منها"7. 

بنى المؤلف هذه الرسالة على سؤال وجه إليه فيما وُجد منسوبا للحافظ أبي 
عمرو الداني من أن الثواب الذي في أحاديث فضائل القرآن هل يترتب على الحروف 
الملفوظة: أو المكتوبة, أو هما معاة مبيّنا وجوب اعتبار اللفظ دون الخط في تلك 
الأحاديث. ١‏ 
غ١‏ - تقييد في إجابته عن مسائل فقهية كثيرة. (مخطوط خ. ع.). 


)١١١(‏ موجود في خزائن المفرب. 

)١١7(‏ أخطأ محقق رسالة «تحرير مسألة القبول» في الكتاب ورقمه؛ فاعتبر الكتاب في تفسير الآية: 
+ وَمْوْمَمَمْ أبْنَمَاَكْممْ 4. وائبت له رقم ٠١07‏ بالخزانة الحسنية. والصواب أن المراد هو كتاب 
«إزالة اللبس» الذي ذكره في صفحة :4١‏ ورقم تسجيله بالخزانة الحسنئية ,١07‏ وتشكل مسألة 
المعية في آية الحديد العمود الفقري له: ونالت من عناية المؤلف النصيب الأوفر حَنََى غلبت على 
أسم الكتاب. وصار يعرف بتأليف في مسألة المعية في قوله تعالى: ل وَهْرَمَمَكُ أَبْنماَكْتُمَ 4. أو 
لعل المؤلف أفرد هذه المسألة بالتأقيف في يداية الأمر, ثم ما ليث أن جمع معها المسائل الأربع 
الأخرى في مؤلف واحد . ويؤيد هذا الاحتمال ما قرره القادري في النشر من اختلاف معاصريه 
حول هذا الكتاب ما بين مستحسن ومشْدّع. حَنَّى انتصب الإمام الكبير السرغيني للرد عليه, 
كْمّ إن السجلماسي نفسه شفلته هذه المسألة زمنا. وتناولها بأكثر من تأليف؛ كما في «كشف 
القناع». و«إزالة اللبس» هذا . 
إذا عُلم هذا يزول إشكال البحث عن الكتاب مستقيلاء وعدم العثور عليه. 

)١١7(‏ في الخزائن المغربية نسخ منه. 


ين 


6 - رسالة في أجوبة على مسائل أربع متعلقة بعلم الكلام. (مخطوط خ.ع.). 
وهي: 
الأولى: في مباحث صفة الارادة لله سبحانه. 
الثانية: في مباحث العلم لله سبحانه. 
الثالثة: في مباحث الكلام لله سبحانه. 
الرابعة: في عدم اتصاف الأزلى سبحانه بالحوادث. 
١‏ - رسالة تكرار سورة الإخلاص عند الختام. (مخطوط خ. ع وخ. ح.). 
أجاب فيها عن تكرار سورة الإخلاص عند ختم القرآن: هل هو ثابت في السنة أم 
لاق 
١‏ - رسالة في تحقيق قول الشيخ خليل: (وخصصت نية الحالف). (مخطوط 
بين فيها السجلماسي من أين سرى الوهم للقرافي في كتابه «الفروق» في الفرق 
التاسع والعشرين بين قاعدة النية الملخصصة: وقاعدة النية المؤكدة. وهي في مجموع 
يحتوي على ردود بعض معاصري السجلماسي على القرافي في المسألة نفسها؛ كالشيخ 
التاودي بن سودة: والشيخ أبي علي اليوسي: ومحمّد بن الحسن بناني؛ ومحمّد بن 
قاسم جسوس: والشيخ ميارة. 
4 - أربعون حديثا في فضل قضاء حاجة المسلم. (مخطوط خ. ع.). 
ضمه أريعين حديثا في فضل فضاء حاجة المسلم. وقبول عذره. والذب عن عرضه. 
وبعض أحكام الولاة وما يلزمهم من الله عزوجل. 
4 - أسئلة وأجوبة عما استشكله أبو محمد عبدالله الشنقيطي في مختصر ابن 
عرفة الفقهي. (مخطوط خ. ح.). 
٠‏ - مسألة مفيدة في الوضع وأقسامه. (مخطوط خ. ع.). 
١‏ - رسالة في همزة الوصل وأحكامها. والألف التي تزاد في الخط نحو: قالوا ... 
(مخطوط خ. ح.). 
"” - أسثلة تتعلق بالطعن في النسب الشريف. (مخطوط خ. ح.). 
؟؟ - رسالة في تحقيق دلالة المعجزة. (مخطوط خ. ح.). 
أجاب فيها سائلا عن دلالة المفجزة؛ هل الراجح فيها أنها عادية أو عقلية؛ وكيفية 
دلالتها وأدلة ذلك. 
4 - صرف المشيئة. (مخطوط خ. ح.). 


1 


وهي رسالة صغيرة رد فيها على أبي الوليد بن رشد في تخريجه فول ابن القاسم 
في: أنت طالق إن دخلت الدار إن شاء الله على قول القدرية!*"". 
0 - تقييد في تعريف الأصول. (مخطوط خ. ح.). 
6 - جواب عن سؤال من حل الطاعون ببلدهم: هل يجوز لهم الخروج منه فرارا أم 
لا؟ (مخطوط خ. ح.). 
8 - مسألة النفقة على العالم على من تكون؟ (مخطوط خ. ح.). 
وهي رسالة مفيدة للغاية وإن صغر حجمها. 
- فهرسة إجازته لأبي العبّاس أحمد بن الحسن المكودي. (مخطوط خ. ح.). 
وتتضمن بعضا من شيوخه ومؤلفاته. وفيها من التقابيد والرسائل ما لم أقف 
عليه في غيرها؛ مثل: رسالة في الفرق بين الموازنة عند علماء الحديث والموازنة عند 
المعتزلة. ورسالة في تعلق الصفات وبيان ما هو نفسي منها وما لإ(*''1, 
وله رسالة في تحقيق تعلق القدرة. ورسالة في الرد على ابن عربي صاحب 
الفصوص””''). ورسالة تتعلق بكلام القرافي فيما حكاه عن ابن جميع في التحدث عن 
الأجنة في القواعد والفروق”'"'!. ورسالة في تحقيق المسألة المنسوبة لأبي حامد؛ وهي 
قوله: «ليس في الإمكان أبدع مما كانءا*'', 
وفاته 
اضطربت مظان ترجمة السجلماسي في تاريخ وفاته اضطرابا يلفت النظر ؛ فتلميذه 
التاودي بنسودة (ت5١١١ه)‏ الذي سجل في فهرسته أنه توفي رحمه الله ليلة الجمعة 


)١١4(‏ قال عنها في فهرسته (ورقة :)١1-1١‏ «وأتيت فيها بما ظهر معه الحق ظهور الشمس لذي 
عينين: وقد خفي ذلك على الغزالي والقلشاني واين عرفة وأبي الحسن وا مازري وغيرهم من 
المتأخرين.ونا وقف على ذلك شيخنا في الفقه شيخ الإسلام سيدي الحممن بن رحال المعداني 
رحمه اللّه. قال لي رضي الله عنه: هذا رافع للنزاع؛ وقاطع لجميع عروق الشبهة في المسألة». 

)١١5(‏ قال عنها في الفهرست (ورقة :)١١‏ وهي أوّل ما ألفته على الإطلاق. 

)١١7(‏ قال عنها في الفهرست (ورقة :)١١‏ وقد أتبت فيها بما يشفي وللّه الحمدء وبينت أنه لا يصح 
إيمان فرعون من كل وجه. 

)١117(‏ قال عنها في الفهرست (ورقة :)١7‏ زيفت فيها كلام القرافي. وأبطلت فيها كلام ابن جميع؛ 
وذكرت فيها من كلام حفاظ الحديث وحذاق الأطباء ما ظهر به الحق وبان؛ وللّه الحمد. 
)١١14(‏ قال عنها في الفهرست (ورقة :)١17‏ وبينا من أين جاءهم - أي الذين انتصروا فيها لأبي 

حامد - الفلط. وأوضحنا الحق فيها إلى الغاية؛ وكتبنا فيها نحوا من ثلاثين ورقة. 


7” 


تاسع عشر جمادى الأولى من عام خمس وخمسين ومائة وألف بالطاعون؛ وأنه هو 
الذي الحده في قبرءا""', نجده يخالف ما سطره هنا في آخر «الفهرسة» لما تكلم على 
الشنيغ محمد بح عبدالعزيز الضتهاكي) وفز انه توضى فى 4" اشر عام +16 أهثم 
قال: «إن ابن المبارك توفي بعده بخمسة عشر يوما». فاقتضى ذلك أن يكون قد توفي 
عام أربعة وخمسين ومائة وألف. وهو تاريخ لم يذكره غيره. 

وكذلك تلميذه القادري: لم يسلم أيضاً من الاضطراب فى تعيين تاريخ يوم وفاته: 
فذكر في النشرا'''' أنه توفي يوم الجمعة ١8‏ جمادى الأولى عام 607١١ه؛‏ بينما سجل 
في التقاط الدرر أنه توفي ثاني عشر جمادى الأولى عام 161اه. 

على أن الاختلاف في تحديد اليوم عند القادري أمر هين. ما دامت سنة الوفاة 
موحدة؛ وهي (07١١ه).‏ والاطلاع على نسخ النشر والالتقاط معا يبرر هذا الاختلاف. 
إذ في نسخ أخرى للنشر تحديد يوم ١١‏ جمادى الأولى. كما أن النسخ الأخرى للالتقاط 
حددت يوم 1١8‏ جمادى الأولى تاريحا للوفاك'''!. 

ووقع من جاء بعد هؤلاء من المترجمين له ضحية هذا الاختلاف؛ فترى من يحدد 
سنة الوفاة بعام 06١١ها""'.‏ ومن يحددها بعام 65١١اها"!.‏ 

ولعل ما يمكن الاطمئنان إليه مما فيل: ما عند تلميذه القادري في النشر؛ وهو 
يوم 18 جمادى الأولى عام 57١١ها؟'"٠.‏ أما تلميذه التاودي فقد اضطراب كلامه كما 
تقدم. ولم يستقر على رأي؛ بل حَتَّى ادعاؤه أنه هو الذي الحده في قبره يتنافى مع ما 
فرره القادري من أن إمام القرويين وخطيبها أبا مدين بن أحمد الفاسي هو الذي صلى 
عليه. وأنه حضر الجنازة وما راققها من الجم الففير من أهل فاس العليا والسفلى: فلو 
كان الشيخ التاودي هو الذي ألحده قطها لَذَكَرَهُ. واللّه أعلم. 


7١ فهرسة التاودي بنسودة ورفة ١5؛ السلوة "/ر؛‎ )١١19( 

)17١(‏ غير ؟؛ا. 

)١7١(‏ ولعل هذا هو الذي حدا بمحقق التقاط الدرر (ص”9؟) إلى إثبات يوم ؟١‏ جمادى الأولى في 
المئن. مع وجود ما يخالفه في التنسخ الأخرى. 

(؟17١)‏ كما في الفكر السامي ؟185/7؟. شجرة النور ١/557؛‏ جامع القرويين 1/7 .8١‏ 

(؟7١)‏ كما في مؤرخو الشرفا ص-”77. الأعلام ١/١٠٠؛‏ معجم المولفين 03/57. 

(4؟١)‏ وهو ما استصويه أيضا الأخضر في الحياة الأدبية ص0"”: ومحقق التقاط الدرر ص؟؟9؟ 


هامش رقم ”؛ ومحقق تحرير مسألة القبول صره0. 


7 


الفصل الثاني: دراسة الرسالة 


يلقي هذا الفصل بعض الضوء على هذه الرسالة؛ فيميط اللثام عن موضوعها. 
ومصادرها. ومزاياهاء ونسخهاء وعنوانها. وصحة نسبتها إلى مؤلفها؛: وذلك في 
مباحث: 
الأول: تحقيق عنوان الرسالة»: وصحة نسيتها إلى مؤلفها 

«رد التشديد في مسألة التقليد ». هذا هو العنوان الذي سمى به المؤلف رسالته في 
المقدمة المقتضبة التي قدم لها بهاء ودرجت النسخ الخطية المنقولة عن نسخته على 
ذلكء وأثيته تلميذه أبو عبدالله محمّد بن الحسن البناني في نهاية اختصاره للرسالة. 
ولم أر غير هذا المسمى منسوبا إلى السجلماسي فيما وقفت عليه من مصادر ومراجع: 
بل أطبق الذين ترجموا له على ذكر هذه الرسالة منسوبة إليه. مما يقوي صحة النسية 
إليه. ويدحض كل زعم يعكر صفو هذه النسبة, وهذه التسمية. 


الثاني: موضوع الرسالة 
2 هت 


ذهب جمهور المتكلمين إلى أن معرفة الله تعالى ليست قطرية ضرورية: وإنما هي 
كسبية يكتسيها الأنْسَانَ يعقله عن طرق النطر والامنتدلال: 

أَصّل هذا الكلام للمعتزلة؛ وتبعتهم في ذلك الفرق الكلامية الأخرى: كالماتريدية 
والأشعرية. 

ذكر القاضي عبد الجبار أن أل ما يجب على المكلف النظر إلى الجواهر والأعراض 
وإثبات حدوثهما لمعرفة حدوث العالم: ثم الاستدلال بذلك على وجود محدثه وصانعه, 
وادعى أن هذا هو أوّل العلم بالله تعاليا""). 

ويدَّعي الزمخشري أن الأنبياء أنفسهم إنما عرفوا الله بالنظر في الأدلة التي 
نصيها لهم. ففسّر قول الله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام أنه قال لقومه: 
١‏ مَجفَمكر بِتايَمَ ين نيكم ااانه وَأيموْنِ 14"". فال الزمخشري: «فإن قلت: كيف جعل 





)١70(‏ انظر: المحيط بالتكاليف للقاضي عبدالجبار ص"7: وشرح الأصول الخمسة له 
ص -1-1/, 
(177) من الآية 49 من آل عمران. 


غ3 


هذا القول آية من ربه5 قلت: لأن الله تعالى جعل له علامة يعرف منها أنه رسول كسائر 
الرسل؛ حيث هداه للنظر في أدلة العقل والاستدلال...+!"). وسار على هذا المنوال شي 
تفسير بعض الآيات1"". مدعيا أن الرسل إنما بعثوا إلى النَّاس إزاحة للعلة؛ وتتميما 
لإلزام الحجة الواجبة على النّاس بعقولهم. 

وتبع الماتريدية والأشاعرة المعتزلة في إيجاب النظر العقلي على المكلف؛ وقال به 
جمهورهمء فقد أوجب أبو منصور الماتريدي (ت157؟ه) النظر على المكلف؛ وادعى 
عدم قبول التقليد في العقائد إلا أن يكون مع المقلد حجة عقل يُعرف بها صدقها""". 

أما الأشاعرة. فقد انتقل لو إيجاب النظر على المكلف من مذهب المعتزلة مع 
أبي الحسن الأشعريا'''!!؛ ولهذا قال أبو جعفر السمناني: إن مسألة تكفير المقلد بقيت 
في مذهب أهل السنة من عقيدة المعتزلة: وأن الشيخ أبا الحسن الأشعري قد مرّ في 
تفسير الإيمان على مذهب أبي الحسين الصالحي من المعتزلة, واختاره. كما نص على 
ذلك أبو بكر ابن فورك وغيرا"". 

وعلى القول إن النظر في معرفة الله تعالى واجب إجماعاء سار الماتريدية والأشاعرة, 
إلا أن الأشاعرة يرون أن وجوبه تقرر بالشرع لا بالعقل كما يقول المعتزلة1”*". 

وللأشاعرة في تقرير هذا مسلكان: 

أحدهما: الاستدلال بظواهر النصوص نحو قوله تعالى: 8 قْلٍ أظروا مَانَافي 


روم | م4 عن سرس عر 2 


ممم ل ماقا :5 - ١‏ عم ظام ا ا ٠.‏ مم كيم ا نم 
التَكْوّتٍ وَالْارْضٍ 04" وقوله: + فأنظز إل ءاثر مَعمِ لَه كيف يم الْأرص بَنْدَ مويبا 1"114, 


.5350/١ الكشاف‎ )١7( 

)١154(‏ انظر: الكشاف عند تفسير الآية ١714‏ من النساء 051/1 والآية ١6‏ من الإسراء ؟/56059. 

. انظر كتاب التوحيد للماتريدي ص"-؛‎ )١114( 

)11١(‏ ثبت رجوع أبي الحسن الأشعري عن مذهب المتكلمين إلى مذهب السلف. انظر: الإبانة في 
أصول الديانة ص70 وما بعدها. 

(1؟1١)‏ انظر: مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري لابن ورك ص١9‏ 1؛ فتح الباري 
الراتا, 

)١7١(‏ انظر: الإرشاد للجويني ص./: المواقف للايجي ص58. إشارات المرام تلبياضي ص7”0. 

(177) من الآية ٠١١‏ من سورة يونس. 

(175) من الآية 5؛ من سورة الروم. 


ناوا 


0 


والأمر للوجوب. ولما نزل: ‏ إكَف عَلقَ تسوت وَالْأرْضٍ وَآخْيَلنٍ اليل وَالتَار لدب لذي 
لنب #ا*"". قال عليه الصلاة والسلام: «ويل لمن قراها ولم يتفكر فيهاء'”". فهو 
واحسة: 

الثاني: وهو المعتمد, أن معرفة اللّه تعالى واجبة إجماعاء وهي لا تتم إلا بالنظر, 
وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب!”". 1 

والذين قالوا: إن المعرفة لا تحصل إلا بالنظر؛ اختلفوا في أوّل واجب على 
المكلف: 1 

فقال بعضهم: النظر الصّحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم. وهو مذهب جماعة 
منهم أبو الحسن الأشعريا|*". 

وقال بعضهم: القصد إلى النظر الصحيع؛ أي توجيه القلب إليه بقطع العلائق المنافية 
له كالحسد والكبر... وهو مذهب أبي إسحاق الإسفرابيني وإمام الحرمين!؟”". 

وقال الأكشر: أوّل واجب هو معرفة الله تعالى. ويعزى للشيخ أبي الحسن 
أيضال!). 

ويقابل هذه الأقوال من يرى أن أوّل واجب على المكلف: الشهادتان؛ شهادة أن لا إله 
إلا اللّه. وشهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإفراده بالعبودية. 
والحاصل أن الخلاف الواقع بين الأشاعرة حول أول واجب؛ هل هو المعرفة. أو 
النظر. أو القصد إلى النظر. خلاف لفظي؛ فإن النظر واجب وجوب الوسيلة؛ من باب 
مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والمعرفة واجبة وجوب المقاصد . فأول واجب وجوب 
الوسائل هو النظر. وأول واجب وجوب المقاصد هو المعرف!''''. 


)١170(‏ الآية 15١‏ من آل عمران. 

(17) روي مرفوعا إلى عائشة في تفسير القرطبي .7٠١/4‏ وتفسير ابن كثير 181/7: قال ابن كثير 
عقبه: وهكذا رواه ابن أبي حاتم. وابن حبان في صحيحه عن عمران بن موسىء وابن أبي الدنيا 
في كتاب التفكر والاعتبار عن شجاع بن أشرس يه. 

(177) المواقف ص75-18. انظر: الإرشاد للجويني ص١١.‏ والإنصاف للباقلاني ص”7؛ والتفسير 
الكبير للفخر الرازي 515-45/7. 

(8؟1) المواقف ص؟ 5: شرح السنوسية الكيرى ص؟ ١‏ . 

(9؟١)‏ الإرشاد ص”. شرح السنوسية الكبرى ص15١.‏ 

. ١5ص الإرشاد ص؟. شرح السئوسية الكبرى‎ )١1( 

(141) أنظر: المواقف ص5؟؛ درء تعارض العقل والنقل /+6؟. شرح جوهرة التوحيد للباجوري 
ص 5-14 1. 


7” 


والحق أن أول ما يجب على المكلف هو عبادة الله وحده لا شريك له عن طريق الوحي 
الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك من خلال النطق بالشهادتين 
التسفدتي لفوحن الله وز فؤاذة بالسيودنة تورهةا تطلعت تشدوسن الكتات والسنة: 

ا ل 

إن ما ذهب إليه جمهور المتكلمين من إيجاب النظر والاستدلال بدليل الجواهر 
والأعراض الموصل إلى معرفة اللّه. وأن من لم يسلك هذا المذهب مقلد محكوم عليه 
بالكفر؛ مذهب مخالف لصحيح المنقول وصريح المعقول. 

أما مخالفته لصحيح المنقول: فإنه لا يوجد نص في الكتاب ولا في السنة يؤيد ما 
فقرروا؛ بل الثابت فيهما عكس ما ذهبوا إليه. فقد قرر الكتاب والسنة أن ممرفة 
الله تعالى فطرية فطر الله الناس عليها. وجعلها من لوازم حياتهم... فقال تعالى: 
(فِظرَتَ َه أَنّى فط رالنَّاس عَلْبَا لا بَرِلٌ لِسَلقٍ لَه ذلك ليت الْقيَمُْ لكرج أَحخم ألتا 
لا يعلمون 0 

وشي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود إلا ويولد 
على الفطرة. هَأَبَواءٌ يهودانه. وينصرانه. ويمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء؛ 
هل تحسون فيها من جدعاءء!”*!. 

فالرسول صلى اللّه عليه وسلم يدعو الناس إلى التوحيد, ويقبل إسلام من قال لا 
إله إلا الله محمد رسول اللّه. وكان يرسل رسله إلى الناس بذلك: أرسل معاذ بن جبل 
فين الله عنه إلى اليمنء وأمره بقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا جئتهم فادعهم 
إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلىالله عليه وسلم...», وفي 
روابة: «فليكن أول ما تدعرقم إليه شهادة أن لا إله إلا ائله!**'1, 

ولو كان النظر واجباء واتباع الطرق والأقيسَّة العقلية طريقا لمعرفة الله كما يدعي 
المتكلفون لَأَمر يه صَيقن الله عليه وسلة: ودعا إليه. داهن لجال الممدغ ععلذ وشترعا أن 
يكون عليه السلام يغفل أن يبين للناس ما لا يصلح لأحد الإسلام إلا نف ل كدق سكع 
(؟8١)‏ رواه البخاري في كتاب الجنائز - باب ما جاء في أولاد المشركين - حديث 1180 (فتح الباري 


7“/ر34): ومسلم في كناب القدر - باب معنى كل مولود يولد على الفطرة - حديث 4ه1؟ 
واللفظ له. 


)١54(‏ رواه البخاري في كتاب المفازي - باب بعث ابي موسى ومعاذ إلى اليمن - حديث 5147؛ (فتع 
الياري 117-7711/9). ومسلم في كتاب الإيمان - باب الدعاء إلى الشهادتين - حديث 79. 


7 


أهل الإسلام على إغفال ذلك: أو تعمد عدم ذكره؛ وتتبّه له هؤلاء المتكلمون!*1, 

لذاء فإن مذهبهم في إيجاب النظر على المكلف؛ واعتباره شرطا للدخول في 
الإسلام؛ مذهب غير مستساغ, انتقده العلماء المحققون وناهضوه. بل حكى أبو بكر 
ابن المنذر الإجماع على أن بوابة الدخول في الإسلام هي النطق بالشهادتين؛ فقال: 
«أجمع كل من نحفظ عنه أن الكافر إذا قال: لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله. 
ولم يزد على ذلك شيئًا أنه مسلمءا*". 

ونفى الإمام الخطابي (ت88؟ه) أن يكون عليه السلام قد دعا في أمر التوحيد إلى 
هنا يزه التكلفون: قال كن علمنا يقينا آن النين ضلى:اثله عليه وسلم لم يدع فى 
أمر التوحيد إلى الاستدلال بالأعراض والجواهر ... ولا يمكن لأحد أن يروي في ذلك 
عنه ولا عن أحد من أصحايه. لا عن طريق التواتر ولا عن طريق الآحاد ...1" 

ولم يترك الصحابة هذا النمط من الكلام عجزا عنه. ولا انقطاعا دونه - يقول 
الإمام الخطابيا؟*" - وقد كانوا ذوي عقول وافرة؛ وأفهام ثاقبة؛ وإنما تركوه استغناء 
بما عندهم من علم الكتاب وحكمته,وتوقيف السّنة وبيانهاء فلما تأخر الزمان. وضعف 
الإلمام بحقائق علوم الكتاب والسنة. وكثر الملحدون والمشاغبون؛ حسب المتأخرون أنهم 
إن لم يواجهوا المتكلمين بمثل صناعتهم لم يقووا بهم. ولم يظهروا في الحجاج عليهم: 
فكان ذلك ضّلة من الرأي. وغبنا فيه. وخدعة من الشيطان. 

واستنكر الإمام ابن حزم أن يكون الرسول عليه السلام قد دعا من آمن به إلى 
الاستدلال؛ فقال: «إن الرسول صلى الله عليه وسلم منن بعث لم يزل يدعو الناس الجم 
الغفير إلى الإيمان بالله وبما أتى به... ويقبل ممن آمن به... ويحكم له بحكم الإسلام: 
ومنهم المرأة البدوية؛ والراعي... والجاهل. والضعيف في فهمه؛ فما منهم أحد ولا 
غيرهم قال له عليه السلام: إني لا أقبل إسلامك. ولا يصح لك دين حَتَى تستدل على 
صحة ما أدعوك إليه... ثُمّ جرى على هذه الطريقة جميع الصحابة رضي الله عنهم, 


./1/4 انظر: الفصل ضي الملل والأهواء والنحل لابن حزم‎ )١44( 

. ١ الإجماع لابن المندر صالة‎ )١51( 

)١47(‏ صون المنطق للسيوطي ص"5/ا9. 

)١54(‏ في رسالته: الفنية عن الكلام وأهله :11--1١75/1١‏ بتصرف من درء تمارض العقل والنقل 
“تا ارا 


8 


أؤلهم عن آخرهم. ولا يختلف أحد في هذا الأمرما'"". 

وقرر الحافظ ابن عبدالبر أن من تأمل إسلام المسلمين الأوائل من المهاجرين 
والأنصار. وجميع الوفود الذين دخلوا في دين اللّه «علم أن الله عز وجل لم يعرفه 
واحد منهم إلا بتصديق النبيئين بأعلام النبوة ودلائل الرسالة. لا من قبل حركة؛ ولا 
من باب الكل والبعض. ولا من باب كان ويكون. ولو كان النظر في الحركة والسكون 
عليهم واجباء وفي الجسم ونفيهء والتشبيه ونفيه. لازما ما أضاعوه. ولو أضاعوا 
الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم. ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم . ولو كان 
ذلك من عملهم مشهوراء أو من أخلاقهم معروفاء لاستفاض عنهم: ولشهروا به كما 
شهروا بالقرآن والروايات "'). 

وفهم الإمام ابن الصلاح (ت”145اه) من حديث ضمام بن تعلبة الذي رواه البخاري 
ومسلم!”*'! صحة إيمان المقلد؛ فقال: «وفي الحديث دلالة على صحة ما ذهب إليه أئمة 
العلماء في أن العوام المقلدين مؤمنون: وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقادهم الحق جزما 
من غير شك وتزلزل. خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة»!'*'. 

وبيّن التقي ابن تيمية في أكثر من موطن أن ما اعتبره المتكلمون أصل الإيمان مما 
عُلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام. إذ مما عُلم من حال الرسول صلى الله عليه 
وسلم وأصحابه؛ وما جاء به من الإيمان والقرآن: أنه لم يدعٌ الناس بهذه الطريق أبداء 
ولا تكلم بها أحد من الصحابة ولا التابعين. فكيف تكون هي أصل الإيمان؟ والذي جاء 
بالإيمان. وأفضل الناس إيماناء لم يتكلموا بها ألبتة؛ ولا سكلها منهم أحد. 

والدين يدعونها فريقان: 

فريق ظن أنها صحيحة في نفسها؛ لكن أعرض عنها السلف لطول مقدماتها. 
وغموضها. وما يخاف على سالكها من الشك والتطويل. وهذا قول جماعة كالأشعري 
في رسالته إلى أهل الثغر. والخطابي. والحليمي. والقاضي أبي يعلى: وأبي بكر 
البيهقي وغيرهم. 


.98/1 القصل‎ )١45( 

.١65ر/ال التمهيد لابن عبد البر‎ )١65١( 

)١0١(‏ اليخاري في كتاب العلم - باب القراءة والعرض على المحدثين - حديث؟1 (فتح الباري 
0, ومسلم في كتاب الإيمان - باب السؤال عن أركان الإسلام - حديث ؟7١1.‏ 

(؟10) صيانة صحيع مسلم من الإخلال والفلط ص35 ١1‏ , 


84 


وفريق يرى أن هذه الطريقة باطلة في نفسهاء؛ ولهذا ذمها السلف؛ وعدلوا عنها. 
وهذا قول أئمة السلف؛ كابن المبارك؛ ومالك. والشافعي؛ وأحمد...!”'!. 


2 وو م 

هذاء وقد آثيرت فكرة هذه الرسالة قبل أبي العباس السجلماسي بين فقهاء بلده 
سجلماسة: وانقسم علماء مسجلماسة حولها فريقين: 

الأول: يتزعمه الفقيه الناسك الشيخ أبو عبدالله محمّد بن عمر بن عبدالعزيز ابن 
أبي محلي؛ صاحب رسالة «المنقذة!**. 

والثاني: يتزعمه الفقيه المشارك الناسك العالم أبو عبدالله مبارك بن محمّد 
العتيري الفرفيا""". 

تسدى النلامة أبن نيسحاي للامر بالعروف والتهي عن الدكربتجلماسة وركد 
في دعوته على إزالة المنكرات المتعلقة بالعقائد الإيمانية والمعارف الدينية. وألف في 
ذلك رسائل وكلاما منظوما ومنكورا!”*'". ولقن ذلك طائفة من أصحابه: وأمرهم بإفشاء 
تعليمه في الطرقات والأسواق والأندية. وأمرهم أن يسألوا الناس عن معتقداتهم. 
ويباحثوهم عما أضمرت قلوبهم في حق الله وفي صفاته واسمائه؛ وفي حق الرسول 
صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بذلك. فمن أخبرهم بما يوافق الذي عندهم تركوه. 
ومن قال بخلاف ذلك كفروهء وفالوا بفسخ أنكحته؛ وحرمة ذبيحته؛ وغير ذلك من 


(؟10) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 0/ 044-045 (بتصرف). 

)١154(‏ قال عنها العياشي: «تصفحت قريبا من نصفها... فاستحممنت ما فيها؛ لأنه دعا إلى الله 
وإلى معرفته؛ والتحريض على تعلم ما يجب علمه في حق الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه 
وسلم. والتحذير من وقوع الإنسان في الكفر من حيث لا يشعر... إلا أنه (سقط) بقي النظر 
عندي في أشياء من ذلك أردت أن أذكرها في هذه الرسالة ليتدبرها هو وغيره ممن يراها من 
أهل العلم. عمسى أن يجعل الله ذلك سببا لإطفاء نارالتعصب الواقعة بين الفريقين». (الحكم 
بالعدل والإنصاف ورقة 0). 

(154) انظر: الحكم بالعدل والإتنصاف لأبي سالم العياشي ورقة , 4. المحاضرات لليوسي 
6 1 

)١51(‏ له تقييد في إيمان المقلد. وضرورة الاعتقاد الذي هو أساس الإيمان. توجد نسخة منه 
بمكتية الشيخ عبد الله كنون يرقم ٠١540‏ (7 ورقات). (فهرس مخطوطات مكتبة عبدالله كنون 
ص ؟55). 


الأحكام المترتبة على الكفْرِ الصريح. فقلق الناس واضطربوا ومرج أمرهم: فمن قائل: 
هذا هو الحق. ومن قائل: ما سمعنا بهذا قط. 

غلما رأى الفقيه مبارك العنبري ما حل بالناس من بلاء: وما دهمهم من ذلك الأمر. 
تصدى للرد عليه وتزييف مقالته. فتحزب طلبة العلم لهما حزيين. وانقسموا طائفتين. 
بالغت كل طائفة في التشنيع على الأخرى بالكفر فما دونه؛ وثارت بسيب ذلك فتنة 
عظيمة بين الفريقين. 

وممن هاله أمر الفريقين من العلماء قبل السجلماسي؛ العلامة أبو سالم عبدالله 
ابن محمد العياشي (ت0١٠ه).‏ فألف رسالة لبيان حقيقة هذا الأمرء سماها هالحَكُمُ 
بالعَذل والإنصاف الرافع للخلاف فيما وقع بين فقهاء سجلماسة من الاختلاف في 
تكفير من أقر بوحدانية الله. وجهل بعض ما له من الأوصاف01"", 

وقد كان قيام هذه الفتنة العقدية في سجلماسة أواسط القرن الحادي عشر 
الهجري سبب تأليف العلامة أبي على الحسن بن مسهود اليوسي (ت7١١١اه)‏ كتابه 
«مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص“**'! الذي رجع فيه النزاع بين المتأخرين في 
معنى كلمة الإخلاص إلى زمان أبي محمد عبدالله بن محمد الهبطي (ت107ه). ثم 
لم يزل - كما يقول - إلى الآن يثور ففيها بين الطلبة النزاع. ويقع الدفاع والقراع!؟*". 

بل سجل في محاضراته!"''' هذه الفتنة حين مر بسجلماسة في أعوام السبعين 
وألف. فوجد فتئّة من طلبة العلم أشاعوا أن الفساد قد ظهر في عقائد الناسء وأن 
التقليد في علم التوحيد جهل وضلال: فجعلوا يسألون الناس عما يعتقدون, ويكلفونهم 
الإبانة والجواب عن الصواب: فشاع في الناس أن من لم يشتغل بالتوحيد على النمط 
الذي يقررون فهو كافرء فدخل من ذلك على عوام المسلمين أمر عظيم, وهول كبير. 

ولم يقتصر هذا البلاء على عوام المسلمين. بل انتهك أصحابه خاصة المسلمين 
أيضا. فتناولوا فقهاء وقتهم: ووقعوا في أهل العلم والدين ومّن هم على سَئْن المهتدين, 
وضللوهم. 


)١1017(‏ مهيأة للطبع تخرج قريبا إن شاء الله. 

)١54(‏ أشار إلى ذلك ابو القاسم العميري في فهرسته؛ نقلا عن فقه النوازل في سوس: قضايا 
وأعلام صهذة ١‏ . 

. مشرب العام والخاص ص45؟‎ )١04( 

(١٠1١)المحاضرات‏ في الأدب واللقة 7997/١‏ وما بعدها. 


ا 


قال ما نصه: «وقد اشتعلت فتنتهم حَدَنَ كاقت تخرج إلى الآفاق كلهاء 5 أطفأها 
الله تعالى بفضله؛ قجاء طاعون عام تسمين وألف» فقاجتث شجرتهم من فوق الأرض, 
فلم ببق لها قرارط”'ا. 

وحاء أبو العبياس السجلماسي ليدلي بدلوه في هذه القضية:. ويشارك علماء عصره 
فيما يواجهون من مشكلات مدلهمات. ويساهم في معالجة الفتنة القائمة؛ رجاء أن 
يقع الإنصاف. وتنحسم مادة الخلاف. فإن الاختلاف في هذا الأصل الكبير كبير. 
وزعزعة مثل هذا الأساس خطير مبير. 

ألف رسالته هذه متأثرا بمن تقدمه من الفحول؛ أمثال الغزالي؛ وعياضء والأبياري. 
والمز ابن عبدالسلام: وابن الشاط.: والقرطبي. وَابِنْ حجر ... هؤلاء الدين خبيروا منهج 
المتكلمين في إثبات المعرفة. وانتقدوا طريقتهم وكشفوا عوارهاء وأبانوا أنها لا توصل 
إلى اليقين:؛ وإنما إلى التردد والحيرة والتشكيك. 

وبيّن بجلاء أن التكفير شرعي لا عقلي كما يقول المعتزلة, وأن التزام ضوابط 
ما يُكفر به في الشرع يفيد أن المقلد ليس بكافر. كما أنه ليس بعاص أيضا بترك 
النظر. 

وكشف بالبرهان أن علم الكلام ليس برافع للتقليد؛ لأن كثيرا من أدلته جدلية لا 
برهانية. وأن البداهة والضرورة تغني عن قواعد علم الكلام! فإن دلالة الأثر على 
المؤئر ضرورية مركوزة حتى في فطر الصبيان والبهائم. فمعرفة الله والإقرار بوجوده 
من الأمور الضرورية الفطرية التي غرسها الله في قلوب جميع الإنس والجنء وآن 
الاستعانة بدلالة الفطرة, والاستدلال بآيات الله في الأنفس والآفاق: مما يُثلجّ صدر 
المسلم. ويزيده يقينا وثباتا ومعرفة بخالقه جل وعلا. 

ولم يكن السجلماسي في هذه الرسالة تابعا فحسبء جماعا للأقوال: أسيرا للآراء 
والفهوم. بل يحرر ويؤصل. ويصحح ويوثقء ويوازن ويرجح. فلم يضع نفسه في ممام 
التسليم دائماء بل يتعقب وينتقد. ويرد على الأكابر والأصاغر. فتراه يتناول كلام 
القممء ويقبل منه ويرد؛ ويناقش ويصوب. ويمس أطراقه بنقد بناء. وتوجيه قاصد . كل 
ذلك في أدب جم وتواضع لاثق. 

فقد رد على أبي الحسن الأشعري - فيما نَقَلهُ عنه أبو بكر ابن غورك - ما قرر من 
أن معرفة الله نظرية. وناقش السيف الآمدي في اعتراضه على الباقلاني في أدعاء 


(171) المحاضرات ١/7؟7.‏ 


1:3 


الضرورة في إثبات المصححات له تعالى عند ظهور الإتقان في الكائنات مناقشة الند 
للند . ورد على ابن التلمساني في استغرابه ما قرره الفخر الرازي من أن البهائم تدرك 
قضايا كلية ولوازمها. 

وهكذا دواليك في ثنايا الرسالة؛ بيان وتحقيق, وتحرير وتأصيل؛ ونقد وتقويم. 
ومنائكشة واستدراك.... 
الثالث: مصادر الرسالة 

تنوعت مصادر رسالة السجلماسي «رد التشديد» لخصوية الموضوع الذي تناولته 
من جهة»ء ولسعة المجالات المعرفية التي تتصل بها من جهة ثانية: لذلك استقى المؤلف 
مادتها من مصادر المعرفة الإسلامية عموما. وإن كان لكتب الكلام والمنطق والأصول 
والملل حضور قوي في بنائها. فقد كان أبو العباس أسير نظريات أبي بكر الباقلاني؛ 
والغزالي. وابن فورك؛ ولآراء الفخر الرازي. والآمدي. والأبياري. وابن التلمساني؛ 
والتفتازاني... في كون علم الكلام لا يوصل بقواعده وبراهينه إلى الحقيقة؛ ولا ينهض 
طريقا وحيدا للمعرفة. فكتابات هؤلاء ساهمت إلى حد كبير في صياغة فقرات هذه 
الرسالة؛ وفي إضفاء حلة من الأسلوب الكلامي؛ والتعقيد اللفظي عليها . 

كما استمان الولب بتفاسير التعلبي. والفخر والرازيء والقرطبي. وابن كثيرء في 
توجيه بعض الآيات التى يعتبرها أهل الكلام أدلة وجوب النظر» فيأخذ من تلك التفاسير 
ها يوكىّ.أنها منوجية للكفرة اللحدين لذ شمن اعتقد الحق من اعامة المؤمين! 

كما وَجَدَ عند شراح الصحيحين؛ كالقاضي عياض. وأبي العباس القرطبي. 
والحافظ ابن حجرء ما يخدم الفرض نفسه. 

وكان أيشيا لتاظراك شر الصادق: وماكررات عن ايتمن أكينة الشلف» وسكارايش 
شعبية رائجة في عصره. أثر بارز في كون أدلة المتقدمين وبراهينهم في تقرير العقائد 
قريبة المرام. سهلة المأخذ. لم تتلوث بعد بصنعة الكلام: وفلسفة المنطق. 

كنا اسحمت انو الفبائين عخيرا مها انتماق تاستاف العفرة واللسديم وطشاتية هن 
كتب الملل والنحل والأهواء. خاصة كتاب الشهرستاني الذي نقل منه فقرا كثيرة» وإن 
كان لمقدرة أبي العباس؛ وسعة اطلاعه؛ أثر في بلورة ما ينقل؛ واستثماره؛ والاستنتاج 
منِه: وتذلك جاءت رسالته هذه تعكسى مشارب من المعارف والعلوم: كان جلها مطلويا 
في عصره. متداولاً بين أهل زمانه. 


وف 


الرابع: مزايا ومآخن 

مزايا هذه الرسالة عديدة؛ فهي في إطار عصرها سدت ثغرة في عقيدة الأمة, 
وحسمت أمرا كاد النزاع يستحكم فيه بين علماء العصرء ويعصف بما يسود أجواءهم 
من الاستقرار والوئام. كما أن مؤلفها ممن يميش أحداث عصرهء ويساهم في حل 
ما يعرفه من إشكالات علمية وعقدية. فلم يكن ممن اعتزل الحياة, واختار التقوقع 
والأنطواء: 

ناهيك أنها عالجت موضوعا حساسا. يمس جوهر عقيدة الإسلام؛ ويصنف التّاس 
على أساس تحصيلهم فن صناعة الكلام. وتمرسهم بأساليب النظر وطرق الاستدلال. 
فمن ألم بشيء من ذلك فهوء الفالح: ومن أخل به فهو الهالك؛ فكانت فتنة أصاب 
شررها عامة النّاس وخاصتهم؛ فانبرى القائمون على حراسة الشرع والدين: يبينون 
وجه الحق في هذه المعضلة؛ ويطفئون نار فتنتها قبل أن تأتي على الأخضر واليابس. 
ويأخذون بيد الحائرين في تموجاتها إلى بر الأمان؛ ويزيلون ما علق بنفوسهم من 
أَوْضَار التردد والشك والأرباب. 

م الله بها منن أن ظهرت. وامتدت إليها يد بعض العثماء بالاختصارء ومازالت 
تحمل في مضمونها من عناصر الجدة والنجاح الشيء الكثير؛ فهي تضم إلى قوة 
البّيان» وجزالة العبارة. وحسن السبك. وإحكام المنهج. عناصر أصالة النقول؛ ومتانة 
الحجة: وتمناة االترفان: وبا غة لأست لال وى عتمتن اسنانية ككل عملا عاقيا 
كهذا لا يستفنى عنه في أي وقت من الأوقات. فما زلنا نرى في أمتنا من يطالب عامة 
الناس بما لا يطيقون؛ ويخاطيهم بما لا يفهمون. ويخوض بهم في جزئيات وتدقيقات 
وتعقيدات تقصم ظهرهم. وتجعلهم يتصورون أن الدين الإسلامي لا يستقر في جنب 
الإنسان المسلم إل عبر مجموعة من المقدمات الكلامية: والتصورات المنطقية؛ مع أن 
الإسلام من كل هذه الأمور بريء, وأن الدين الحق لا يعدو الانقياد للوحي الإلهي عن 
طريق أعلام النبوة ودلائل الرسالة. 

ومما يزينها كذلك كون مؤلفها جمع لها من النقول والروايات المنتقاة من كتب 
التفسير والحديث والأدب... خاصة نظرات جعفر الصادق: ومناظراته لبعض الملاحدة: 
كما أورد فيها نصوصا من كتب نادرة؛ مثل كتب ابن فورك والباقلاني. وتوسعه في 
التعريف بالفرق والذيانات والمقالات: 


ي 


غير أن هذه الرسالة - كأيٌّ عمل بشري - تعكس ثقافة مؤلفها من جهة؛ والجو 
العلمي السائد في عصر ظهورها من جهة أخرى. ولذا يؤخذ عليها ما يؤخذ على 
مؤلفها السجلماسي بوجه عام؛ فهو إلى جانب استيحاره في المعارف والعلوم؛ وتبوثه 
مكانة العلماء الأثبات. الذين أغنوا أعمارهم في خدمة العلم درسا وتأليفاء حتى أثنى 
عليه وعلى إنتاجه الموافق والمخالف. إلا أن تأليفه لكتاب «الإبريزه في شأن شيخه 
عبدالمرير اتدباغ. ونا اش عليه من أ وضلاف علمية: والعاك شريقة: وعراعه شنيةة 
يَجل عن مثلها الضاربون بسهم وافر في العلم؛ فضلا عن الأميين العاديين. جر عليه 
من النقد اللاذع: واللوم الكثير. والنظر بريبة إلى فكره وإنتاجه الشيء الكثير. 

وقد كان غلوه في تقدير شيخه الدباغ. واستصغاره لشخصه وعلمه أمامه؛ وانسياقه 
كليا وراء حركاته وإشاراته أمرا حيّر النقاد في علمه ونبوغه.... 

أما هذه الرسالة التي أنشأها تسد ثلمة في الفكر العقدي في عصره:؛ فقد حشد 
لها من الروايات المغمورة. والآثار الواهيةء ما لا حاجة إليه إذ في صحيح المأثور ما 
يثرى موضوعها. ويغنيه عن الخوض في غيره. 

كما أن استشهاده ببعض الحكايات التي يتنافى بعضها مع مقتضيات العقل السليم؛ 
والعقيدة الحقة؛ لتقرير بدهيات لا يماري فيها أحد. ومسلمات فطرية جُبل عليها كثير 
من الخلق. شوش على إشراقات هذه الرسالة. وعكر صفو ما في ثناياها من حقائق 
عيدية جدهزة يكل دير واحقؤاء :“الو نر زيبالتة عنها لكات الى وانقى وافين: 

ومما يؤخن عليه أيضا؛ إغراقه في كتابات المتكلمين. وانتزاعه القرائن والأدلة 
من كتبهم: مع شعور قارئ رسالته بأنه كان أقوى منهم في وضوح الرؤية؛: وسوق 
البراهين. وتحرير محل النزاعات. وتقرير الحقائق. ولا يشفع له نقده لبعضهمء ورده 
على الكثيرين منهم. ما دام سجين كتبهم وآرائهم ونظرياتهم. 
الخامس: وصف نسخ الرسالة 

اعتمدت في تحقيق رسالة «رد التشديد في مسألة التقليد» على خمس نسخ 
خطية. متقاربة في التصحيف والتحريف, متفاوتة في جودة الخط ورونقه؛ مما يغلب 
على الظن أنها - كلها - منقولة من أصل واحد؛ وهو أصل المؤلف. وهذا وصف تلك 
النسخ: 

- النسخة الأولى: رمزتُ لها بحرف (ل). وتحتفظ بها الخزانة العامة بالرياط 
تحت رقم (57١٠ك)‏ الكتاب الثالث ضمن مجموع. تبتدئْ من صفحة ١917‏ وتنتهي عند 


1: 


صفحة 4" . مسطرتها ل 8/6 . كك سم. فني كل صفحة "١‏ سبطرا. العتاوين ورؤوس 
المسائل وأسماء الأعلام بالحرف الأسود اليارز. مع توشيح بالحمرة والزرفة والخضرة. 
خطها مغربي جيدء قليلة الأخطاء. خالية من الحواشي والاستدراكات. منقولة عن 
أصل المولف؛ في آخرها: «وكان الفراغ منه يوم الأريعاء التأسع عشر من ربيع النبوي 
عام سبعة وأربعين وماثة وألف. قاله وكتبه عبد ربه تعالى أحمد بن مبارك ابن محمد 
بن علي السجلماسي ثم اللمطي؛ لطف الله به آمين». 

- التسخة الثانية: رمزت لها يبحعرف (ر): وتحمل بسجلات الخزائة العامة بالريباط 
رهم 14د خطها مقرب مدل كتاوينها: ورؤومن مشاكليا باللرن لحيو يسفن 
مصادر المؤلف باللون الأزرق. أثيت الناسخ في الهوامش عناوين مسائل الرسالة. 
واستكمل ما سقط من الأصل في بعض الأوراق. مسطرتها 0:18/77 سم. في كل 
تحملان تاريخ فراغ المؤلف من كتابتها؛ وهو ١4‏ من ربيع النبوي عام ١41‏ اه. وتفردت 
هده بتاريخ فراخ الناسخ من نسخها؛ حيث فال في آخرها: «ووافق الفرا منه في 
أوساط جمادى الثانية عام أحد وثلائماثة وألفء. رزقنا الله خيره ووقانا شره». 

ولم يدذكر الناسخ اسمه؛ ويبدو من أخطاء النص وتحريفاته أنه من المبتدثين في 
العلم. 

- النسخة الثالثة: رمزت لها يحرف زب): وهى محفوظة بالخزانئة العامة بالرياط 
تحت رقم (اذوكاد) ضمن مجموع: تبتدئ من صفحة 511 إلى صفحة 79/7 . خطها 
مغريي جميل. مسطرتها ١7/5”‏ سم» في كل صفحة "١‏ سطرا. العثاوين ورؤوس 
المسائل بالحمرة. منقولة عن الأصل الذي نقلت منه نسخة (ل): عارية عن اسم 

- النسخحة الرابعة: رمزت لها بحرف زط)؛ وتمّع في مجموع مسجل برقم (4١1"د)‏ 
بالخزانة العامة بالرياط؛ تيتدئ أوراقها من صفحة ١١١‏ إلى صفحة .١86‏ خطها 
مغربي دفيق مقروء. العناوين ورؤوس المسائل بالحمرة. مسطرتها ,7١‏ ه/لا١ا‏ سم: في 
كل صفحة 5" سطرا. وقد تعود إلى أصل سايقاتها. وزادت عليها بتحريفات وأخطاء 
وأسقاطء مما قد يفيد غفلة الناسخ وسهوه وقلة بضاعته. عارية عن أسم الناسخ, 


وتاريخ النسخ. 


ب 


- النسخة الخامسة: رمزت لها بحرف (م): وهي محفوظة بمكتبة الحرم النبوي 
الشريف بالمدينة المنورة تحت رقم )6١/7(‏ في مجموع جاء على طرته: هذا الكتاب 
وفقف حرام مؤبد مقره المدينة المنورة من محمد العزيز الوزير حسب البيان بالحجة 
المعروضة غرة رجب ١5؟اه.‏ 

تقع في ١7‏ ورقة:؛ تبتدئ من ورفة 5١١‏ إلى ورقة .5١17‏ خطها مغربي مقروء. 
مسطرتها ١١‏ سمء فى كل صفحة ١؟‏ سطرا. 

ويظهر أنها منقولة من أصل المؤلف. لأن الناسخ ختمها بقوله: «وكان الفراغ من 
نسخها لما بالأصل بعد الزوال يوم الأريعاء ١5‏ من ربيع النبوى عام ١141‏ اه». 

واجعلودمن سباثعاتها عن الخطاء. حارية عن ابه التاسسة) ثاريم التمدة: 

طبعة دار الكتب العلمية,. بيروت ١١٠٠م:‏ صدرت بتحقيق الباحث عبد المجيد 
خيالي. وهي طبعة يُفترض فيها أن تكون بجودتها وصحتها صارفة كل من خطر بباله 
ضياع وقته وجهده في إخراج الرسالة من جديد . ولكن - يا للأسف - كانت من أسوا 
الطبعات: وأكثرها سقما وتحريفا. حتى تجاوزت أخطاؤها وتصحيفاتها وأسقاطها 
اشن 1 

وقد كانت عنايتي بهذه الرسالة تعود إلى سنة 1557م عندما وقفت على نسخها, 
وصرفت وقتا وجهدا في نسخهاء ومقابلتها؛ والتعليق عليها. واخذتني عنها شواغل 
أخرى إلى أن وقفت عليها مطبوعة؛ فقلت في نفسي: وكفى الله المؤمنين القتال! المهم 
أن تخرج الرسالة وترى النور. وقد حصل. لكن ما إن تصفحتها وقرأت متنها. حتى 
وجدت ألف داع يدعوني لأنظر في عملي:؛ وأجمع أوراقي وأرتبها من جديد. 


)١17(‏ ولولا حشية الإطالة لأثبت كل ذلك. ولكن القارئٌْ اللبيب يدركها بسهولة... 


لاغ 


نم انه ام خذر يجي وخو اليد شوب ريرغ ولد . 


0 ور رعطاله عزمة: وهل مرت بم تاغلو 
هه 0 0 
وري" موصي رطان القمر اند توالضو ل( هين والمخزإنع ريو علي 
توكك رحس و از حل حت سل نيتم أمرما نت 
درلق زاكع عوريم سحلاو و عست 0 
فزق نورضم رضوزلئ تع وعيم وما متسل والتو فد برزبا از عابرأ زم م 
+ [ترض[ وهوز عم إط حم «مه وه [ك ووارك هحدم 100 
+الاروكفهز لير لاسن اطع انعم جسنت ازيم نك 
امن وظا اا اهز وضصيره السل رونل ل زيط 
(اج[رى وا[ 50[ 4 وع مرز ول رطولط نعو نهر ص رتم انان 
كع شرع و باطال هد +ازء ع لامر َك 3 
اوسنت رمع ن ملاوع رمياهز رافق أشن اب 
كز اشم ضواد اند هيوم كاعتن[: اط اماع لز مر ومبدار 
ماسر يل ول تيع اندالميزانو عنم نواد 221 كا 
النهووانت سوف د الت سرون رمث ق يتم أ لذ| لشب 





صور الصفحة الأولى من النسخة (ل) 


18 


00 ستو ا وكزاط بصع النذ مإفلى 
وحصرثد رنطر ا 
0 0 0 

وم مايه مزه هزالفيي» ومزير افع مو ناوا تنش ريده جلذ لراع هو[ 
يدري[ واسكر ا لرزري[نيؤه مإ عرامثا لبلج( ماي 0 
اسسويف رو قم؛ 0 « اذ (ئشعة 
وطرع نه رعو ؛ وصلان عسرتيت رن عيروةالى عر ملذل (ترإكررن 
ونبرع :نمك كح[ اطريو ضر انوع منبوع[#ربع[: الت لسع 
عشم زرييع امون ل سبعد وا رنجنووماثة والو ف اهتبر 

» عثررم تعر العبرزميا زع زعيلء [ صم هامى. 
)| للب لشب إلنه بد : تاهب 
»ذو وحللق» 
اعولره 


,72 
١ 


صورة الصفحة الأخيرة من النسخة (ل) 










000/1 
هتعد 0 
1 د يونو كدر دز بع 


0 م مواي رادشوا في ١‏ 
حمرلا : 











لمغزالغرزهمعلم تيزل 2 هم : 
ا 0 2 كاد 2-0 ان 0 ع 
تغط وا جوا ترعوقالا عاج التدعمئ ه31 ا 


ةبون لاتجيد شير ارما الرنيلوم ال بابئاكة دىما 
وقاليم ورزر) كسا نياف وك 5 سا 


2 اد اببرعاتع وشح |إزالم 
0 را 
ْ 2 ع با 1 
0 : 


عا دوج ازاز عع درط ادر لذ قا بئامض ا الاززف 
0 


2-2 2 ياي 22 ررد سلا اا كا 1 م 0 نت ل و ع - حل م حت 
















(الصفحة الأولى) 
صورة الصفحة الأولى من النسحة 6 


6 










وامغري دوك 7 وان افيح لال وانيدرواضيم 0 
0 1 0 جر رة وتدويتعا 
م ل 


بر لما ععن «ارعطك.. اع 
2 1 7 
0 < وول د وإمسادى وا 

عل وجو دابع ديرا تنخ رمز انال م 


م وخ و مشا ز/اهاباتصوالواجيا 
عدورت 01 كدر اب لهاتسا توا 


.جل العو[ وا دكا اتسوك حر م 
ا وذ أ ورا - ك0 لط 
0 
و قزم و رامزم سان 
0 0 0 0 
اسيقا كي 1 21 
وافمرد وغماررء 0 لاوا اامة. 
0 و علز نزملا و 7 ك2 
7 إرنا 
0 0 لم و 
وروا زا لواو ا 
ب 0 ا 0 : ا 
























1 


(الصفحة الأخيرة) 
صورة الصفحة الأخيرة من النسحجة 8 


إن 


30030 «جتعمجوووررم ‏ يم 
ك ب ساك 


جم ام ولتي قوط (تمزجيك فوا م6 
كد ري ريون مق , :ولاك ٍِ 
0 الس لاضع لمعته 
سواه - آر2 

لجزاته وحم قرو ب عو تكعحلم مجم 

> عيبو>ع لرع عو م ونج كدي # ممنك (تتل يد تبولن 
رمد 6 وموجيار يعات لمي (ندخجو 

شرا[ تجيد» و(هرظ (وجدية» ع لير نوكش بممرح سو ارد بد» 
على 0 (لمتقليلا نهر ل. ها د 
معز قيعت ا أمظ (ف وام (نرى فلا( 

0 0 احية: براء مويب لحتتها واو 

مر با باحخ د عم رسال 0 ضر ودعول 


برع /اعفاًكةباللعدله دزو 0 







وخا (يها الاي / رإحعاممعع. زراب يي 
زذايع رعلظ 1 م ا 5 
لوج لسراو سا (عغا سيا 7 5 


1 ا 0 0 
كاعنفط د25 لفرعلم ول 570 و 
30/1 


اميه قب اطابرزنى ل 2 36 


صورة الصفحة الأولى من النسخة (ب) 


0 







(لقو زو رن ري ارد سزرج رد 2 
ذا لوح مط( ضع (انة ع لح لامبصدرا 0 
كت طايمد وإحتتيار! شاك رطام 1 عر 0 م0 ا 
مبنه م نما ماران تح الل واي ٍ ا 0 5 
ولبعم/جربث ارو ولك نمز معنوماة معثومل ذ اجو را ل كل 1 0 
عنيق ورادسم اع[ لكشسبإة (يه ذل” لجس اماه 0 
(تعي [تطابه ١‏ للواغج بواعير» هن (فل > م ملح غم ءلم + 
صجلا /7/ حش هادع , زط (صع لت ,. بلصو عالكك ١‏ 
ام لجعت لاه على[ حت /ابصمدرالاي كه م فك افير 1 
ريك عرؤتراعبا عن الغ ولإتتهانليج لاع ؤرزهت 
011 51 1 سنا زني- 1 
( مسد ىورم جنوه ء ( لمم ترس ود ب 6١‏ ظ(قنس رابك باعتاواة . 
076 20 0 
لل رن هاه رز ءك(ما ل برعبعرد 0 
بإعلاء عكرة 00 مي 00 جر 
لل كدري تسب اسلاد ام را ا 
(نعق ير مجا2( بو جعي (تمهنكن ركان نود| إضة لاير ٠‏ 
عن (و ([ توي مإني! ح وا بع قرفت غلك : رَمرعيوجَاقٌ - 
م /ا' رن لتتعنهة يع تعسيي/لاي لج عار مزوب انتملك رود 
واحنا ونا 7 5[ك تك الباغلك ؟كعا بالاجتاكنها ذ 
سارت جع ل كنا ب [لؤج ع عبر مفلا (ليئس ب [ض لاسر وردماتم * 





0 


0 1 2 0 00 ع اد ا 







3 00 2 
, 0 3 عير امي يد 
وصديد إكار وا 2 
0 جنا ادم 
الطرايمة امسق جكنا نع كلل وكيم سل إيجينه 





ابعل ملع ززم ايد جه (لقلا 
ا > العمل وثممالملاخ نقرلرعات 4 
اجر تو تنوكا جحو( تب اللو 1 
عط [توجود عير( لوج : حا ١ل‏ اه (مصرلام اد مرت 0 االعملة 
جلاعصه بجو ولع 2 ةساجن اء ملت وملا 
ع( بق رج م« وبتظ ل وراص سا مناصريظ فيد (نلاعر؛ ورد 
(ضاح بسو[ لاما ندمل م ا 7 اضوع بإوار امعلر 
عسوا سبع تييع لتابلا يراج جود وانعوروالوحرة واظَمْ و2 
ولامكارصو م جره عل تصعيت تو كا يفالتر بوص واحرم ‏ ,. 
وا حب سيط لعنة ع [ لس 121 أحنطاة +(" بعزياء بدللبطلاء» هد ٠.‏ 
دهوا لصعرا بحسم العقتل اريك ل الوا العلياج وكيم انما لمم ْ 
عكحخلرا الكت عرالجلاحم ع | ضرت رد جات عع الصا سم 5 
وانئاج وبر م6 رد رماتل موسو عا رشقل ١‏ : 
دمزة[ نل نيه ل ما لبو ورور بذيهن درت ونع حو ء وو عاط . 7 
دواد راقو ب رسي تلا المع رو لحسنزخز با مساح عد 
0 تابرل ععرا د رم [تعمنول ١32/2‏ ماع ارك بوعل وبعز/ 
0004 يعو سال بع لعن ررلع مال وى وول رجه د بواسقلروة 
إلرزلا- الراضا 2 وللعلامك الطاهراء #خلعوو” ر تعيب ؟ ليله 
ول رط الحصع ١‏ متيز ول تدرا ع//نبسو رامول مساح شيجل ث1 


صورة الصفحة الثالثة من النسخة (ب) 


0 


ا هحهة- 


ا ا _ 0 ا 0 0 4 
ٍ . ع 2 
م 


- 277 





: شيل وت بتر ممبدم روس عسل 2000 


متهم ل عوطم [ 061+ ور اس مد ررقم ار 









علمريم كزاتا يبع سناد لسر 5 2 ْ 
وتهارت م[ إاعفرتك>» 0 


ونا لش سما إسترلوا مت و[دنومع بي 20 م 0 


5 


7 : . ب 

ل 0 الشعربع و 0 0 0 0 
ر ررد 7و > نب ب كما 

إعراداثر نصيمم وازلطة بعت زول 5 ع 0 


وتسيب اوعس اذكو الساررس هري 0 
أضاعاوه ' و2 و لشيرا ع مت سملت لك ير عالأرجاءاقاسعج” 1 
مرسع (نشع_صاع سععم روسل وإلم وندلنمو ١‏ تبرت را 2 3 
ادبعب بجلا كنك ,دابا 42 يد 2 , 


صورة الصفحة الأخيرة من النسخة (ب) 


60 





461 


الدوللد يك ه مص لمعا الى بعك مروعيد سس .بها 
على عوري ه مغر التشتريره ع مدل [لدتلمره سعتهلائهم 
<1 لضم الوه دهم إلى ه وجو حيمة / 3 رام انعيسر» اذ خء انأو لغرب ره 
وإليضل التعردرء عليم توكلن وهو سيعلا ازبرء ١‏ أن ممئلم 
ايراجت مره[ للاعينسمة: ذمور أحوده 1ه زلا بميرسوب لعفل ولاراب ظ 
مع عل (ئعر !ئرق انه و رصو عترم [لاقتصاد وا سوفن برليل] ٠‏ 
عنم مين إح راع الرزيا رم وا خخ يإ بامقة « مرو ال وواري لبها ٍ 
الاح ةمهو زف تتر:» التارركزمى هلح يب [فكمين لاضاء وتام لايم به ظ 
لعز تست 1 (قمكذعم ريع الاعنقل خلال للم مزلة الزبي) تجكم وم( هغل ظ 
ومتسمموى لسرا رلاء1ز تائم انق الآبه وان [اسذكه ومع ,اكول , 
رما لطر تاسدها !تان المأ وبر تع. للا مار مد ذعهم 
والشّح روانم ل :2 سْلات: مو رالا الاوز اث زو رف سإعتكا د 
ك علق عاد ان تفع جل عتوإص يرا عاج اوعله إوسب ومعر تي د الى 
عرز لك مم لصاف قو الاوز ىكل م النقوى الناذملا قوم تكزبب للمز لل 
ند ع لبو دم اسقط 2 إ نطو لدابم وصا رسع وكوم روص ررعترامبام 
روسو ا لكر سلج ب ع العللمى ال وج ليك ممزضنافتق ل ال 1 :سائله»: 

٠‏ ورا ان خو|7اجة اال ءلطازف روصو الإلصد] السعلي محا 
(لمَإات ا نيعت الام عو لادضو رزلا ص كز كلاكه رللكدر تعالملاه. 


روإصتا تبن ل مهنا لامشتصية, توا وكلنول بن انعرل , لامعا ل 
كوا نتعبم 1 1ك التزدج لالنا دص تعاتصارش ص (لزنكروف ورامك 


عا مكو لذكر» العبو لكلا زد والببلرالياظاذ و عباتؤ وماد . » 


صورة الصفحة الأولى من النسجة رطع 


0 


45 ؛ 0 ٠ع‏ 3642 د 


ب عو[ كلع وعب هراد همهم وإضراء ار 11 !ا (ذإشيت وَل ملس 
اعتعلاء الغاوزلاءع غم نهب امقات للواءئع مر إعربى هن للسلاءت» 
مشر مقو علو انالا للذى رلا السرم واه اب روما رالااتفر» 
والخيا م احضه ت الاعم عل] تزلادص رالا ؟ ل ومنت 0١‏ افقلورل ..نى 
كا رجو اعد (اسزروم الملطي ولاب تكعس الاعؤهزيف» المعتز لز 
زاد بي يرون (ى انما ليقف ل رسسسيون سؤرلا عام الو لفغ لويعوره 
عن انتج وروا () شل المت ع واحب العف لء[)الاعزن ملت وزدي 
إلعغل راك الاب زه كوالغ: اللا سني اتوطيل وامرهؤ) راد ما 
دكن عع فيل ولا ريك ) لمم صجيية, علبص ع1 ويلوي ربوا عونا [لغلو 
الريك لغتر, بعرم عار بست رستى قي ل/ن مس ةلدا ذكفي,/1ل< 
مقت بإمؤركب |« لإلستة ع مك نالعز لز ء الم [بر عو السي: و2 


ركان قود( (كواء (لاسْاعيَة زغل رعن رابو الولي رإلياي وزيوالوكب عر ' 


الفؤظريت فلء- - ريشوئحيي ران السب الانشع رص إل كط عم وم 
سيم إلا يان نا اشرق [الابعة, من الرتيلواتريفاآن عإعردىن لأاصا '< , 


ا لكتز ل وإ شنار كما تول لك إنغا ص براك إغلاء وكناب الاجتهاه , 


ا ت1 
رصوّإس د فلع مم رعران الإسةاح وحتو ىا بالاضع. مدع تبك /ء* 
استزى [ فم /بعريرء بالك إرركز يعو لإ الايزى حصا وزعروررهو 
العم بالمائر عال راد لفه يلتم هوالذ رس رَعرٌ] معرابوإفسى 


ولانشعر عرلا ءة ع لل لاك موالامز و انناب إن ,الماك معان ٠‏ 


دلاعان الشزعم خط (عوير ةكمز م الس م صؤالم علب وسلرة و 
جبررعلبم/اسلل بحر جر ل [دعو م رعلل رله دل ةذجسلع (: 
4 «بزكر راس /عر وكملا أن الغلرشبيركا عليه بعزوابقا ترك : 


لس لان ادلم وسو ؟ لمق خومولم ناوا كوو الات ول يطو اولسرا 


صورة الصفحة الثانية من النسخة (ط) 


/ا6 


الاريك ير 


تقد وإعززنه سدم دورب معزي رانشسعاتة وسدكللو[ إنيما سل 
[لدشدهوزن: وغلمت الاهواه علو غ وطح و(تسقتوخ لبمس ء] ملود 
وذ لك ريع انس عل غلوء [ لهند بن ور واعز ]عون ٠‏ وعقارق 
عل/ستوتره ورسرل كملع إ[سلم بالاغطزه وواسويازضاه وعتز 
متو رالباعء رغلة الإطلاج ٠‏ وب ماقم مر) حسر إلسنيعم » وضزيد 
اسعقيمد ءا نل وإدممور لعره جاتر لوإعدضي ]لسر مربلر, بعل ٠‏ رامثشن 
الدا ادناه لماعح امتااما ع القررلاع التي ولاح بو عو سهام 
السيق سازررولا ظعير» وعد راع عرج 0 وباكن 
[لملاه [<1] (مسعت وصوح نيهد إرع الطسيي» وهو( لرمعنق 
سمح تأصت رووائر عدح سار الؤلوى رعجلجرخ 4 العايلون 
وكلن للع مسريه رطع ال بر والاررء اله[ سع عسرمن 0 
الوعام ممعم وإريعسن وعايم إلى ناله وكنت رعموريم تعل . 
عو مبا رك ين غتودن عل (لييفم[ سدع [لتمشيى( ف إمر ب 
اتسهى يدرائم الله رزح تن تنا رزلا أن جا [نببى عله نسلاع 
غي ندر لمر وعسمى عردم ون ميقم [ بل وإ ةودع ذزنتم ب 
هل عع بارءه عضن إعيل» "اله برا زه <برزعنن ليو 
المعل<»" الم زلازائه و جه لاست رف للها لمك ولمالدر 
ومولانا ع حعيرة ورسولرصرإترعلم وع ليه للق 


إلاحى وأوح اله ريت إلعز 





إبامف ده ست م وان بطل 2 جع بذع لوالاو 0 ال 0( بل مم 
1 2 5 ل 1 : 
1 4 9 كم 
ا واوائية وار شعي 
000 0 ب 
سه 0 م 8 1 1 
ا : 0 ل 
4 م لق 0 8 0 د 
" وما شتكر مخز وري 


صورة الصفحة الثالثة من النسخة (ط) 


ين 


)5 4 5 /ا و 


اليت در رافررة ولجلال» وإلملاة وإنسلا عر سيك كر سوؤر ىالمقل 
وانثمال وعل ال وإكابراقٍاءالاتعباء حر هاب ودال»ه محم .هر 
مدهزل ته بست هعرسو القلعاء وعاداب حترضتظ ولية وإلسلا ع ملبيم 
ويَعْس لالارقيري ابر رغد للك مآد لب عب الستمه ع ادايهررربعسهر 
ودبب ان عايب عليدق و هت رجهام مز[ كناب د ملام ادراب ومرظام سمج 
الاعزت ملافوه (لاد وا اتكا لالاعؤيم (لياب الاوّل و دؤواب-مَؤص: ؟ملوك 
وحلصايصى وعدائري البايسه الناذ ]داب اللوك ع ابفسعهمء اب علي 
إلياي- التَالت ورالابسع هلوك ولد سس ء حضلم م إبواعالعلوم ليح ى 
الاو لامب خاصن انلوا وفعحصعو 9 بكولاة اءا )عم تسل 4 3-1 | 
الاباغء وزعزس لذ الكلاية وان 1 هوك خلهؤء لابب [: ربع رصلاح ادع لوعو 
عسل زارحبيب ألم تعلىم حى الإساء طوات الم رمطلي تس و بل رامهايّم 
واشنؤض ع نكري ركم اخ الم عى سنا ملي زمادةوالسلام رإبها ]رس رإضوا لارّيهوا 
اطُواتكرمبرى صو اليف ء اذى تشّعرون ون تتصابلع فور عن وإنه مار يبك اهال 
السام لاجل رمع الم عترك لعكيي | لتظرو ؤي لالعررعلاته ماد ملم رع 
»عرز لاح ران رمع صرت عدره وكاب ]0م عورا ألورات زا( ساد بإسيه 
يبول بأ عدرل بلس انس بارس ولس وسومئ يل النعكيم وانتبد ل رتعقيي 
اتلرك من زا نيزو لكأن إل تعل] ختارس بوّرادم وبعبى ووضلم ]ءاجام 
ربل[ لايك وإلوك جامكسا| لاسا بانم ارت لد بيس و] اعد اندنيل 
بويك و الا رادز متعم الموالسيبيل واختارا نوا نموا العبادمى جور 
بعضه عا الاق ملل ا رطم الإرام رالندوء ورك لعرءماءخلترءو مقط . 


صورة الصفحة الأخيرة من النسخة (ط) 


4ه 


سم الله أو جرال جم .و كلرالله عا سي رن روسلم 


الجرلك وحر» رطلر الله عل مركأ ذيه + بصرى كمرك اح ف بسر 
لمعم الم 0 
ممه لكل خائة مضه العو وموهبةٌ 
(طوانه ا ا 
عليه توكات وهو حسسه ولاأزد 'م2) زمملكة التفير 
ارا الور احرك اهز التفوي شعي واو 
وو د وزاك عه هيت 
الافتماء والتى 0 كمأركه الرنيطا 
يواكم بأبسة ا له و وار ذا 'تبكيا ى الا شوة 
وو لو هادا روك كزيرا ا لين 
افرع ليدبت تحور ماسر هلام 
امعد ل لسكموز كذ [وينسيو زالرء ابه سار الأعفار 
ا رواب شاك وعم هم ا 
20 3 
ترعوجوابه 1 مالفا : تق 
0 /! ال ا ل 
كمي أعاجر او عاهزاوحين ا ومع نر بف ا ولقمم ]|[ 
يناهة اجزء الأو[م كلمت التو الثايماهبة تكزيب. 


ل وري ره 


0 





(الصفحة الأولى) 
صورة الصفحة الأولى من النسخة (م) 


"6 


»واي عا هاي والعميم .فسن 
للبلاه|! افشعوت» وضوم نتتكارعر اكه شهره وهل وألله على 
ميزنا هرر :اله عره »لتر وزوج ةم الولو 
رئاز ائمزنختانم بالا يترازو ازبوه العا اتامع عض 
مز ربيع النويد عام سبع راريعبز وماحظ والد فاله وكسّه عبر 

1 ا اك لله 
ربه نعل ا بزصاث بزربرعك . لماي اللمليع لطه' 
بيب ان «رففة الها وتدع يك« ام رع 


النسص الممحفق: 
رد التشديد 
في مسألت التقليد 


بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا ومولانا("''! محمد وآله. 


(يقول أفقر العباد. إلى رحمة مولاه يوم التناد. أحمد بن مبارك السجلماسي 
اللمطي رحمه الله ورضي عنه)!'"'1. 

الحمد لله وحده؛ وصلى الله على من لا نبي بعده. 

هذه حروف!*''' يسيرة: فيها علوم غزيرة. سميتها ب: رد التشديد في مسألة التقليد . 
جعلها الله تعالى خالصة لوجهه الكريم: وموجبة لرضوانه العميم. إنه ذو الطول المديد. 
والفضل العديد. عليه توكلت فهو حسبي ولا أزيد . 

اعلم أن مسألة التقليد لا يتضح أمرها إلا بخمسة أمور: 

أحدها؛ هل التكفير شرعي أو عقلي؟ 1 

والجواب أنّه شرعي. قال الغزالي رضي الله عنه في «الاقتصادء!""'و«التفرقة!7): 
بدليل أن فيه حكمين: أحدهما في الدنيا؛ وهو الحكم بإباحة دمه وماله وولده. ثانيهما 
في الآخرة؛ وهو الحكم بخلوده في النار. 

وكل من هذين الحكمين لا يُتلقى إلا من الشرع العزيز. فثبت أن التكفير شرعي لا 
فلي خلذها اللمبدزلة الذين يجكيون المدل ويتسيوة اليه ساكل الاكتكام. 


(175) ساقطة من م وط. 

(114) ما بين المعقوفتين ساقط من ل وم. 

)١10(‏ في ل: حرف. وفي م: أحرف. 

)١177(‏ الاقتصاد في الاعتقاد ص١؟؛‏ حيث يقول الغزالي في بيان من يجب تكفيره من الفرق: «فاعلم 
قبل كل شيء أن هذه مسألة فقهية؛ أعني الحكم بتكفير من قال قولاء وتعاطى فعلا. فإنها تارة 
تكون معلومة بأدلة سمعية. وتارة تكون مظنونة بالاجتهاد . ولا مجال لدليل المقل ففيه البتة. ولا 
يمكن تفهيم هذا إلا بعد تفهيم قولنا: إن هذا الشخص كافر. والكشف عن معناه. وذلك يرجع 
إلى الأخياز عن مستكره في الداز الآخرة. وأنه في النار على التأبيد. وعن حكمه في الدنيا؛ 
وأنه لا يجب القصاص بقتله؛ ولا يمكن من نكاح مسلمة, ولا عصمة لدمه وماله». والمؤلف نقل 
بالمعتى. 

)١77(‏ فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ص197. قال الفزالي: ٠ولا‏ ينبيغي أن يظن أن التكفير 
ونفيه ينبغي أن يدرك قطعا في كل مقام. بل التكفير حكم شرعيء يرجع إلى إباحة المال. وسفك 
الدم. والحكم بالخلود في النار». وانظر أيضا صع؟١, 7١١‏ من ١‏ التفرقة». 


"6 


وقاله أيضاً الأبياريا"". وابن الشاط"”'! وغيرهم من الفحول رضي الله تعالى 
عنهم. 

ثانيها: إذا ثبت أن التكفير شرعي: قما ضابط ما يكفر به في الشرعة 

وجوابه أن ذلك بثلاثة أمور: 

الأول ها كان تكسن اعهاذه كرا كاعتفاد انه قال عرة ذلك 'غلوا عتيرا هاجن 
أو جاهل؛ أو ميت. أو معه شريك. إلى غير ذلك مما يناقض الجزء الأول من كلمة 
التقوى”"). 

الثاني: ما فيه تكذيب للنبي صلى الله عليه وسلم: كاعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم 
وشرف وكرم ومجد وعظم ليس برسول: أو(" لم يرسل لجميع العالمين. إلى غير ذلك 
مما يناقض الجزء الثاني من كلمة التقوى؛ التي هي قولنا: لا إله إلا اللّه محمد رسول 
الله صلى الله عليه وسلم. ْ 


(118) أبو الحسن علي ين إسماعيل بن علي الأبياري. إمام عالم. برع في الفقه والأصول والكلام. 
له شرح نفيس على برهان إمام الحرمين. توفي سنة 17١1ه.‏ 
ترجمته في: الديباج ؟/75-171١,‏ حسن المحاضرة :400-101/١‏ الشجرة :177/١‏ الفكر 
السعامي 57١/5‏ . 

(119) ابو القاسم قاسم بن عبدالله بن محمد بن الشاط. الأنصاري السبتي. إمام في الفقه 
والأصول. حسن المشاركة في العربية. ريان من الأدب. له مؤلفات حسنة. مولده بسبتة عام 
اه وتوفي بها عام 9" لاه 
مترجم له في: الديباج 107-107/5. الشجرة 7١7/١‏ قهرس الفهارس ؟417/7: القكر السامي 
ام . 

)17١(‏ وهي الكلمة التي يتقى بها الله. وأعلى أنواع هذه الكلمة هي قول: لا إله إلا الله. والجمهور 
علن انها أكرادد كنا سيدكر تعلق كرييا -. وكل اعية يتتى اللة نيا ينها في مز كلمة 
التقوى. 
وقد أخرج الترمذي عن الحسن بن قزعة البصريء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 
«والزمهم كلمة التقوىء. قال: لا إله إلا الله. 
وورد في كلمة التقوى غير هذا؛ فمن علي. وابن عمرء هي: لا إله إلا اللّه واللّه اكبر. وعن ابن 
عباس هي: شهادة أن لا إله إلا اللّه. وهي رأس كل تقوى. وعن عطاء. ومجاهد, وقتادة, هي؛ لا 
إله إلا الله معكت رميؤل الله وهى ميد من حير ة هن لا إنه إلا الله والجهاد في سبيله. 
انظر: جامع البيان للطبري :٠١56-١١ 4/١5‏ تفسير أبن كثير ل شفاء العليل لابن 
القيم ص4 .١٠١‏ 

(1771) في ب: أو أنه. 


1 


القاقك تنا جتميد" الامة على انه هايندو إلذ هن كاش كاستووة للمنهم 
تعظيما له واختيارا. وغير ذلك من الأقوال المقتضية للكفر؛ كالقول!"''' بقدّم العالم 
والأفمال التي تتضمنه - أي الكفر - كالتردد للكنائس تعظيماء ولبس الزنار. ونحو 
ذلك. 

هذا لست ما تعره" التجول 40 #القراتي» والانيار: واتباقلات«ومياض» وعز 
الدين بن عبد السلام: وغيرهم. رضي الله عنهم: والله أعلم. 

ثالثها: إذا ثبت ذلكا**"؛ فليس اعتقاد المقلد الاعتقاد الصحيح المطابق للواقع 
تواحد شد هده الشلوكة غانه لم يعتقد في الحق سبحانه إلا الحق؛ ولا في الرسول 
صلى الله عليه وسلم إلا الصدق, ولا آتى أمرا اجتمعت الأمة على أنَّهِ لا يصدر إلا من 
كافر. ١‏ 1 

فثبت أن المقلد ليس بكافر على!"' قواعد الشريعة المطهرة. ولا يصح تكفيره إلا 
على مذهب المعتزلة الذين يرون أن التكفير عقلي. وينسيون سائر الأحكام إلى المقل, 
ويُمْرضون عن الشرع: ويرون أن شكرا منعم واجب بالعقل؛ وأن الإيمان من جملته واجب 
بالعقل؛ وأن الإيمان هو المعرفة الكائنة عن الدليل والبرهانء وأن كل ما لم يكن عن 
دليل ولا برهان فليس بمعرفة؛ فليس بإيمان؛ فيكون كفرا . فيكون المقلد كافرا . 

فمن كر المقلد فقد مر على مذهبهم. حتى قيل إن مسألة تكفير المقلد بقيت!*""اضي 


(17) في ب: ما أجمعت. 

(179) في م: كالكفر. 

(174) هذا الضابط على قواعد المرجئة لا على قواعد السلف؛ لأن مناط التكفير عندهم هو 
التكذيب فقط. ولهذا لا يكون الفعل كفرا عندهم إلا إذا تضمن التكذيب. سواء في توحيد الله 
تتالى. أو شولم جاءرجة الوسول صلق الله عليه وبنلة <زيتما الغفى عند السلضه كفن كدت 
- وهو قليل -: وكفر إباء واستكبار - وهو الكفر العملي القالب على بني آدم. 
فالأول كاعتقاد كذب الرسول. أو جحد صدقه باللسان. وهو تادر الوقوع في الناس؛ لأن دعوة 
الرسل واحوالهم وآياتهم تضطر الناس إلى التصديق بما معهم من الحق. والثاني كالامتتاع عن 
الانقياد للحق الذي جاءت به الرسل. انظر: ضوابط التكفير عند أهل السّنة والجماعة ص144. 
الوعد الأخروي: شروطه وموائعه ؟/ الال وما يعدها. 

(170) إذا كان الأصل غير تام فما فرع عليه غير تام أيضا. 

(171) في ل: عن. والتصحيح من: ب و موواط. 

(177) فني ل وم: بقية. والتصحيح من ب و ط. وفتح الباري 511/15 (ط. الريان). 


53 


مذهب أهل السنة!”'! من عقيدة المعتزلة. قاله أبو جعفر السمناني!"'' - وكان طودا 
من أطواد الأشاعرة- . نقله عنه أبو الوليد الباجي؛ وأبو الوليد الطرطوشي1”*". 

قلت: وهو صحيح. وإن7'"' الشيخ الأشعري رضي الله عنه مر في تفسير الإيمان 
على مذهب الصالحيا"' من المعتزلة واختاره. كما نص على ذلك القاضي أبو بكر 
الباقلاني في كتاب «الاجتهادء. والأستاذ أبو بكر بن فورك!”'! في كتابه الذي جمع فيه 
مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه. 


(178) يطلق على الأشاعرة اهل السنة, مع أنهم مخالفون لأهل السنة في أمهات مسائل المقيدة إلا 
الإمامة والخلافة. ّْ 

)١79(‏ هو العالم الفاضل الثقة. أبو جعقر محمد بن أحمد بن محمد السمنائي. برع في الكلام. 
وتخرج به في العقليات أبو الوليد الباجي. 
تررجمته في: تَبِييّنَ كذب المفتري ص1045؛ السير وحواشيه !1897-701/11. 

(1) المعروف 2 النسبة هو: الحافظ الإمام المحدث؛ أبو بكر محمد بن الوليد بن سليمان بن 
أيوب الفهري, الطرطوشي. رحل إلى العراق بعد أن تفقه بالأندلسء؛ وأخن عن علمائه. وتخرج 
به أئمة. توفي بثفر الإسكندرية في جمادى الأولى عام ١٠35ه.‏ 
والذي يكنى بأبي الوليد. شيخه أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي المتقدم. فلعل الأمر اختلط 
على اللصنف. فأعطى كنية الأستاذ لتلميذه: أو لعل «أبو الوليد» حرفت من «ابن الوليد». 
والطرطوشي - بضم الطاءين: بينهما راء ساكتة. وشين معجمة - نسبة إلى طرطوشة؛ وهي 
مدينة من آخر بلاد الأندلس. انظر: وفيات الأعيان ؟/90؟. 
وضبطها ياقوت في معجم البلدان 559/5 بفتح الطاء. وقال: مدينة بالأندلس تتصل بكور 
بلنسية؛ وهي شرق بلنسية وقرطبة؛ قريبة من البحر. 

(141) في ب: فإن. 

(147) هو أبو الحسين محمد بن مسلم الصالحي المعتزلي. ترجم له في طبقات المعتزلة باقتضاب 
فقال: «وكان عظيم القدر في الكلام: وكان يميل إلى الإرجاء. وله في ذلك مناظرات مع أبي 
الحسين الخياط». طبقات المعتزلة ص/الا. 
ونقل عنه أبو الحسن الأشعري في المقالات (ط. محمد محيي الدين عبدالحميد ) في مواصع 
من ج١‏ ص1 778:7١‏ 7548 79/5, 377 . وناقشه أبو المعين النسفي في تبصرة الأدلة (ط. المعهد 
العلمي الفرنسي. دمشق؛ )15١7‏ وذلك في ص: 151,15١‏ ١ل‏ /91؟, 934 7389 

(18) هو الأديب النحوي المتمكن. أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني. رأس في فن 
الكلام والأصول. مصنف مكثر. توفي سنة 5١غه:‏ وقبره بنيسابور. 
ترجمته في: التبصير في الدين ص5 .17١-1١1١‏ تبيين كذب المفتري ص”75, إنباه الرواة 1١١/7‏ 
وفيات الأعيان 775/14: السير وحواشيه /ا1/ر14١؟515-1؟.‏ 


584 


وعبارة الأستاذ: «وحكى - أي الأشعري - في بعض كتبها'"') عن أبي الحسن”*"' 
المعروف بالصالحي أنه كان يقول: إن الإيمان خصلة واحدة؛ وهو المعرفة باللّه...271, 
إلى أن قال: «وإن الجهل بالله هو [بفض له واستكبار عليه واستخفاف به وإن الجهل 
باللّه هو]!”"' الكفر به». ثم قال بعد ذلك أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: 
«والذي أختاره من الإيمان ما ذهب إليه الصالحي!“!. معا'*'! أن الإيمان الشرعي 
خصال متعددة عديدة كما في شرح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لسيدنا جبريل 
عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل المعروف!”". 


(184) وهو في مقالات الإسلاميين .511/1١‏ 

(185) هكذا في الأصل. وهو تحريف. وكنيته كما في طبقات المعتزلة ص"/, ومقالات الأشعري 
١‏ وما بعدها؛ ومجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص١‏ 5!: أبو الحسين. 

(187) هذا قول الجهمية الغلاة في تفسير الإيمان؛ فإنهم يفسرون الإيمان بمجرد المعرفة القلبية. 
فيلزمهم أن إبليس مؤمن؛ لأنه عارف بقلبه: (رب بما أغويتني)؛ ويلزمهم أن أبا طالب كان مؤمنا؛! 
لأنه يقول: ولقد علمت بأن دين محمد خير أديان البرية دينا. 
فالإيمان عند أهل السّنة والجماعة قول وعمل يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات. وينقص 
بالمعصيات. 
انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي :107-1١01/١‏ التمهيد 
لابن عبدالير 778/4؟. مجموع الفتاوى لاثرم ١‏ 7115-5, 0-80. 

(1837) ما بين المعقوفتين ساقط من ل وم وط. 

.195١ص مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري لابن فورك‎ )١4( 
هذاء وقد اشتهرت هذه المقالة عن الأشعري؛ أي إن إيمان المقلد لا يصح. وقد أنكر أبو القاسم‎ 
القشيري صحة ذلك عنه في رسالته شكاية آهل السنة. بحكاية ما نالهم من المحنة». واعتبره‎ 
,)175-754//7 كذبا وزورا. (والرسالة مطبوعة في طبقات الشافعية الكبرى‎ 
ونقل الزركشي في البحر 579-778/7 عن آبي القاسم القشيري. والشيخ أبي محمد الجويني.‎ 
وغيرهما من المحققين أن ذلك مكذوب على الشيخ الأشعري.‎ 
وأوّلَهُ بعضهم بأن مراده بذلك - حتى لو صح عنه -: قبول قول الفير يفير حجة. فإن التقليد‎ 
بهذا المعنى فد يكون ظناء وقد يكون وهما. فهذا لا يكفي في الإيمان.‎ 

(184) فِي م: منء ولا يستقيم بها ال معنى. 

(160) هو في هذا الكلام لم يخرج عن مذهب الأشاعرة, لأن الإيمان عندهم شيء واحد فقط هو 
التصديق. 


14 


وقال في آخره: «ذلك جبريل جاء يعلمكم دينكم»!""'. واللّه أعلم. 

وكما أن المقلد ئيس بكافر فليس بعاص أيضاً بترك النظر؛ لأن أدلة وجوب 
النظر نحو قوله تعالى: + ثْلِ أظروأ 14" الآية ل« ألم يسَظروأ ها" ج أَولَر مير ها 
أوَلَمبسَمَكَرُوا )ا**'. ونحوهًا كلها في الكفرة الذين يعتقدون ضد الحق. فأمروا بالنظر 
ليرجعوا عن مذهبهم الباطل. لا قيمن اعتقد الحق من عامة المؤمنين. 

نص عليه الحافظ ابن حجر ". والقرطبي!'". والقاضي عياض'"". وغيرهم. 


(141) وهو حديث عبدالله بن عمر؛ عن ابيه عمرء قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه 
وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أكْرٌ 
السفر ولا يعزفه امنا أخد: حت جلسن :إلى النبي ضلى :اللة عليه وسلم فاستد ركينيه إلى 
ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى 
الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه 
وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا». 
قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. فال: فاخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله 
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشرهء. قال: صدقت. قال: فأخبرني 
عن الإحسان. قال: «أن تعبد الله كأئك تراء. فإن لم تكن تراه؛ فإته يراك». قال: فأخبرني عن 
الساعة. قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل:. قال: فأخبرني عن أمارتها. قال: «أن تلد 
الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة. رعاء الشاء؛ يتطاولون في البنيان». قال: ثم انطلق, ظلبثتٌ 
مليا؛ ثم قال لي: «يا عمر! أتدري من السائل؟: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنّه جبريل؛ اتاكم 
يعلمكم دينكم». 
أخرجه مسلم في الإيمان - باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان. رقه( .)١‏ واللفظ له. وأبو 
داود في السنة - باب في القدر. رقم (4140): والترمذي في الإيمان - باب ما جاء في وصف 
جبريل تلنبي الإيمان والإسلام رقم (5770). وابن ماجه في المقدمة - باب في الإيمان: رقم 
(؟3). والنسائي في الإيمان - باب نعث الإسلام. رقم (65000). 

(157) ج قل أنظرُوا مانا فى لسوت وَالْارْضٍ وَمَا تمن ليت وَالتدُرُ عن قرلا يرن # سورة يونس: 1١١‏ . 

(*15) 2 أَولَمَ يْظرُوا في مَلكُوبٍ التَمَوتٍ وَالْذَرْضٍ وَمَا خَلَقَ أَمّهُ من مَىْو 4 من الآية 145 من سورة الأعراف. 

(16) 2 أول ياف الس موا كفك عَيِبَه أن ين يدهم كارا تدهم قرّهُ ارا آلأرْسَ 4 من 
الآية 4 من سورة الروم. 

(150) 2 أوَلَم يتَمَكَرُوا ف أنفيسيح تَاحَلَقَ مه لوت وَالَْرْضَ وما يتنآ إلا ألْحي ‏ من الآية 4 من سورة الروم. 

(157) في فتح الباري 574/17. 

(157) المفسر في الجامع لأحكام القرآن 5517/8 أو شارح مسلم في المفهم .157-١16/١‏ 

(1454) في إكمال المعلم 1717/7 . 


97 


قالوا: لأن الأخبار تواترت تواترا معنويا على أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يزد على أن 
دعا الخلق إلى الشهادتين!"'' وعبادة الله عز وجل فقط. ما دعا أحدا ممن!''"! آمن 
12" 

رابعها: هل علم الكلام رافع للتقليد أم'"' '' ليس برافع؟ 

والجواب أنه ليس برافع للتقليد! لأن أدلته لا ينتهي جميعها إلى المشاهدة أو 
الضرورة!”''!. فإن كثيرا من أدلته يرجع إلى قواعد غير مشاهدة ولا ضرورية؛ مثل أن 
القبول نفسي أو ليس بنفسيء وتنبني عليه قواعد عقائد كثيرة.ومثل أن السكون وجودي 
أو عدمي. وهل بينه وبين الحركة واسطة أم لا5 وينبني على ذلك عقيدة عظيمة. ومثل 
أن العرض يبقى زمائين أو لا يبقى!*''. ومثل أن الحال لا موجودة ولا معدومة. ومثل 
أن الوجود عين الموجودا*' أو زائد عليه. ومثل أن الوجود هو المصحح" '' للرؤية. 


(159) هذا ينقض حصر وجوب النظر على الكفار؛ لآن معتاه أن أول واجب هو الشهادة مطلقا. وهذا 
هو الصحيح. فالنظر أو القصد إلى النظر كلها ليست أول واجب؛ وإنما هي أمور مشروعة قبل 
الإيمان وبعده لتأثير الإيمان وتقويته؛ ومعرفة صفات الرب, وغير ذلك من قرائن النظر. 

)25٠١(‏ في م: عنء لا يستقيم بها المعنى. 

(01؟) يشير إلى ما ثبت عنه عليه السلام من أنه كان يكتفي من الأعراب بالتصديق مع العلم 
بقصورهم عن معرفة النظر والأدلة. قفي صحيح مسلم - كتاب المساجد . باب تحريم الكلام 
في الصلاة. رقم (677) عن معاوية بن الحكم السلمي في الجارية التي أراد عتقها. وسال النبي 
صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال: «اثتني بها . قال: فأتيته بها. فقال لها : أين الله5 قالت؛ في 
السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها . فإنها مؤمنة». 

والحديث دليل على الاكتفاء بالشهادتين في صحة المقيدة؛ وإن لم يكن عن يرهان ونظر واستدلال. 
إذ لم يسألها النبي صلى الله عليه وسلم: من أين علمت ذلك؟ فال النووي في شرحه على مسلم 
©/ :: «وهذا هو الصحيح الذي عليه الجمهور». 

راجع: إكمال المعلم 471-177/7: المفهم 46/15١-117؛‏ التووي على مسلم 0-54/6؟. 

)5١(‏ في ب: أو. 

)5١*(‏ في ل و م: والضرورة. 

)٠١4(‏ الأشعري ومن تابعه على أن العرض لا يبقى زمائين: لأن الأعراض مبناها على التقضي 
والتجدد. وتخصيص كل بوقته للقادر المختار. وقالت الفلاسفة يبقاء الأعراض. 

. في ب: الوجود. وفي ط: ومثل أن الموجود عين الوجود‎ )٠١5( 

)5١7(‏ في ل وام: الصحيح. 


الا 


ومثل إبطال الوجود الذهني. ومثل إبطال أن العلم انطباع الصورة: إلى غير ذلك من 
الأمور المذكورة في علم الكلام التي ينبني عليها كثير من أدلتها"”", حتى قال أبو حامد 
الغزالي رضي اللّه تعالى عنه: إن كثيرا من أدلة علم الكلام جدلية لا برهانية. 

وإذا كانت أدلة علم الكلام بهذه المثابة. لزم أنه غير رافع للتقليد ؛ لأن الأمورالمذكورة 
لأمد أن تو كد معتلمة: .وؤللت عين التعلين: 

وأشار إليه القرطبي!* '' شارح مسلم.: نقله عنه الحافظ ابن حجرا''". وأشار إليه 
الغزالي في كثير من كتبه ك«المستصفى؛''". وهالمنقذ من الضلال,''"). و«الاقتصاد ,("", 
وغيرها. حتى قال في «التفرقة»!"'': ولعلك إن أنصفت علمت أن مَّنًا''") جعل الحق 
وقفاً“''! على واحد من النظار بعينه فهو إلى الكفر والتناقض أقرب. 

أما الكفر؛ فلأنه أنزله منزلة النبي المعصوم الذي لا يثبت الإيمان إلا بموافقته. 

وأما التناقض؛ فهو أن كل واحد من النظار يحرم التقليد. فكيف دول يجب عليك 
النظر مع تقليدي. أو يجب عليك أن تنظر ولا ترى في نظرك إلا ما رأيت. فكل ما 
رآيثه حجة فعليك أن تراه حجة. وما ريه شبهة فعليك أن تعتقده شبهة. وأي فرق بين 
مذهبيء ودليلي 


5م 


من يقول: قلدني في (مجرد مذهبيء وبين من يقول: قلدني في) 
هما( 


)7١7(‏ هذه كلها فواعد كلامية خطيرة ينبني عليها ضلالات عقدية خطيرة. 

.151-59٠+/5 في كتابه: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم‎ )2١8( 

)5١6(‏ في فتح الباري ؟577/1. 

.1١١/14 راجع: المستصفى من علم الاصول‎ )٠١١( 

)7١١(‏ راجع: المنقذ من الضلال ص49-54. 

(؟1١؟)‏ راجع: الاقتصاد في الاعتقاد ص/لا-4لا. 

(؟١١)‏ فيصل التفرفة بين الاسلام والزندقة ص7؟1١.‏ 

)7١4(‏ ساقطة من م. 

(15؟) في ب: متوقف. 

(1؟) ما بين المعقوفتين ساقط من: ل وم وط. 

(17؟) في فيصل التفرقة: «وأي فرق بين من يقول: فلدني في مذهبي. وبين من يقول: قلدني في 
مذهبي ودليلي جميعا. وهل هذا إلا التناقض». 


7 


يعني أن كل واحد من النظار يحرم التقليد ويوجبه. وذلك تناقض. وهم وإن أوجبوا 
النظر فإنما أوجبوه على تحجير وتقليد. فقد وقعوا في التقليد الذي فروا منه. فإن 
كل فريق من النظار إنما يأمر من يأمره بالنظر على شرط أن يوافقه . فإن خالفه كان 
هانكا عنده. فهذا آمْرٌ له بالتقليد لأهل ذلك الفريق؛ ولزوم متابعتهم في طريقتهم لثلا 
يهلك مع الهالكين في زعمه. فالناظر على هذا الطريق إذا رام تكفير المقلد؛ فإنما يروم 
تكفير نفسه؛ لأنّه من المقلدين وهو لا يشعر. والله أعلم. 

وقال في «المنقذ من الضلال!*'": ثم إني ابتدأت بعلم الكلام فحصّلته: وطالعت 
كتب المحققين منهم. وصنّفت فيه ما أردت أن أصنف. فصادفته علما وافيا بمقصوده: 
غير واف بمقصودي. فمقصوده حفظ عقيدةا"'! أهل السنة؛ التي ألقى الله تعالى 
إلى عباده على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما نطق به القرآن والأخبار. 
فألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أمورا مخالفة للسنة. فلهجوا بها, وكادوا!"'"") 
يشوشون عقيدة أهل الحق. فكشف المتكلمون من أهل السنة عن تلبيساتهم. فنشأ علم 
الكلام وأهله. 

فقاموا رضي الله تعالى عنهم بما يجب في ذلك. ولكنهم اعتمدوا!'"'! في ذلك على 
مقدمات تسلموها من خصومهم. اضطرهم إلى تسليمها إما التقليد, أو إجماع الأمة, 
أو الأخذن من القرآن والأخبار. 

وكان أكثر خوضهم في استخراج مناقضة الخصوم: ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم. 
وهذا قليل النفع في حق من لا يُسلم سوى الضروريات. 

فلم يكن الكلام في حقي كافيا؛ ولا له - أي الذي أشكوه - شافيا. إلى آخردل””". 


(534 )ص 4؛كت-كة, 

(31؟) في ب: حقيمة. وهو تحريف ظاهر. 

)52١(‏ في ل: وعادوا. 

(571) في ل وام؛ اعتقدواء والتصحيح من: ب. والمنقد صةة,. 
(5722؟) تصرف المصنف كثيرا في التص حذها واختصارا . 


ب 


خامسها: أنك إذا حققت عقائد التوحيد وجدتها تنقسم إلى ثلاثة ثة أقساء"”". 
أحدها: ما يؤخذن من العقل!*". 
ثانيها: ما يؤخن من النمل!"'"!. 
ثالثها: ما يصح فيه العا 

ولا يحتاج إلى علم الكلام إلا في القسم الأول الذي هو مصححات الفعل من وجود 
مكدر وإزاذة وكلم وكياة . فهذه الصفات لا يمكن أخذها من الشرع!”"'. وإلا لزم عليه 
الدور؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون قوله لازماً حتى يثبيت 000 
يثبت صدفه حتى تثبت المعجزة. ولا تثبت المعجزة حتى يثبت الفعل لله عز وجل. ولا 
يثبت الفعل لله عر جل بك كك يض جات الفعل. فلو توقفا"''! ثبوتها على قول 
الرسول صلى الله عليه وسلم لزم الدور. وإذا صح إثبات هذه الصفات له تعالى من 
طريق أخرى مخالفة لعلم الكلام: لم يحتج لعلم الكلام أصلا. 


(؟775) هذا التقسيم يقتضي أن أدلة القرآن ليس فيها آدلة عقليةء مع أنها مشتملة على أمهات 
البراهين القطعية. وقد علق الإمام ابن تيمية عليه بقوله: «وهذا التقسيم حق في الجملة! فإن 
من الأمور الغائبة عن حس الإنسان ما لا يمكن معرفته بالعقل. بل لا يعرف إلا بالخبر». (درء 
تعارض العقل والنقل .)1984//١‏ ّْ 

غير أنه إذا فهم عُرضت خطورته؛ فما يؤخن من العقل يقصدون به الصفات العقلية دون الخبرية: وما 
يوحن من النقل يقصدون به السمعيات. وهذا غير صحيح: لأن المعاد يدل له العقل أيضا. 

وما يصح فيه الأمران يقصدون به الرؤية. ففي باب الرؤية جعلوا العقل مساويا. وفي السمعيات 
جعلوا العقل عاطلا؛ وفي الإلهيات جعلوا العقل حاكما. 

(41؟؟) نحو حقائق الأشياء؛ كإدراك استحالة المستحيلات. وجواز الجائزات؛. ووجوب الواجيات 
العقلية لا التكليفية. 

(15؟) مثل جملة الأحكام الشرعية التي منها التحسين والتقبيح. والوجوب. والندب. والإباحة. 
والحظر. إلى غيره من مجاري الأحكام الشرعية. 

(3؟؟) مثل كل علم لا يتعلق بأحكام التكاليف ولا يتوقف التوحيد والنبوة على الإحاطة به؛ وذلك نحو 
إدراك جواز الرؤية, والعلم بجواز الففران للمذنيين. والعلم بصحة التعبد بالعمل بخبر الواحد 
والقياس. 

(1707) في م: من الشرح. ولا يستقيم به المعنى. 

(7714) في ل: توقفت. 


374 


وهذه الطريقة هي البداهة والضرورة التى قضى بها الأثر. فإن دلالة الأثر على 
المؤثر ضرورية مركوزة حتى في فطرة الصبيان والبهائم فضلا عن غيرهم. 

وقد نصّ على ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني؛ كما نقله عنه ابن التلمساني!*"افي 
«شرح المعالم». ونصٌ عليه الفخر. ولا يحتاج إلى نص. فقد سألنا عنه - ولله الحمد 
- صغار الصبيان وضعفة العقول من العبيد والنسوان: فجزموا يه بداهة, واستبشعوا 
السؤال عنه لبداهته. 

وما من عافل عاقل ينظر إلى دار مبنية. حسنة البناءء حسنة الصنعة؛ رقيقة 
النقش, وثيقة المادة. رشيقة الصورة؛ إلا ويرحم بانيهاء ويشهد له بتمام الصنعة. وحسن 
المعرفة. ونفود القدرة. ومتانة العلم. فكيف لوا" نظر إلى دارا'"' ذاته التي أخد 
ترابها وعمدها وخشبها وجيرها وحبالها وكل ما يدخل فيها من نطفة من ماء مهين. 
فإن من النطفة تصور عظمه ولحمه ودمه. وعروقه ورباطاته؛ وأوردته وشعره وبشره. 
وسمعه وبصره. وشمه وذوقه؛ وفهمه ومنطقه. ولو أن الخلائق بأجمعهم اجتمعوا على 
أن يبنوا دارا تكون مادتها مأخوذة من مجرد الماء؛ حتى يأخذوا [ترابها]!”” من ذلك 
الماء. ويأخذوا منه حجرهاء ويأخذوا منه جيرها؛ وكل ما يدخل في مادتهاء لظهرا!"”) 
عجزهم. فسبحان الملك الخلاق. 

فكيف ولو نظر العاقل إلى عجائب التشريح التي في عينه وأنفه ورأسه؛ وظهره 
وفقراته وصدره. وما احتوىا؛"'! عليه باطنه من عجائب التشريح:؛ لامتلأ قلبه إيمانا 
وابتهاجا وسرورا بمعرفة ربه عز وجل. 

قال أبو حامد رضي الله تعالى عنه: ولا يطالع التشريح وعجائب منافع الأعضاء 


)١54(‏ هو الفقيه الأصوليء. عبدالله بن محمد بن علي. ابو محمد شرف الدين الفهري التلمساني. 
شافعي المذهب. صنف في الفقه والأصول. توفي بمصر عام 1147ه. 

انظر:؛ طبقات الشافعية للأسنوي ١/ر51.‏ الأعلام 6/4؟17. 

(0؟5) في م: إذا. 

(1؟5) في ب: ذات ذاته. 

)١5١9(‏ سافقط من: م ول. 

(؟؟؟) في د؛ أظهر. وهو خطأ. 

(4؟7) في د: وما استوىي: وهو تحريف. 


37 


مطالع: إلا ويحصل له العلم الضروري بكمال تدبير الباني!*” لبنية الحيوان لاسيما 
بنية الإنسان. 

وفي «الحلية''"!: عن جعفر الصادق(”")؛ عن أبيه. عن جدها”". أن رسول الله صلى 
الله عليه وسلم قال: «إن الله جعل لابن آدم الملوحة في العينين؛ لأنهما شحمتان(9؟؟), 
ولولا ذلك لذابتا. وجعل المرارة في الأذنين حجابا من الدواب. فإِنْه ما دخلت الراس 
دابة إلا التمست الوصول إلى الدماغ. [فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج. وجعل 
الحرارة في المنخرين يستنشق بهما!* الريح]!'*", لولا ذلك لأنتن الدماغ. وجعل 
العذوبة في الشفتين يجد بهما طعم كل شيء. ويسمع النّاس [بها]!”*'! حلاوة منطقه. 

ومثل ذلك يحصل للناظر إذا تأمل في عجائب الأرض وغرائيهاء وما فيها من بر 
وبحر. وما في كل منهما من الحيوانات التي لا يحيط بعلمها إلا الله عز وجل. 

وكذا إذا نظر في عجائب السماوات ونجومهاء وشموسها وأقمارها.ء وسيرها 
ومطالعها. وملائكتها والخلائق التي فيها. لعلم يقينا أن لها صائعا حكيما. فينظر إلى 
العنماء واقية ملق الأركن كانه حيمة عظيمة للا نهاية الها( ليها عبرا فين هبي 
بالنهار على أهل الخيمة. وسرج كبيرة وصغيرة تضيء بالليل على أهلها. وتأمل في 
قدرا”*'! الخيمة, وعظمهاء وعلو سمكها؛ وسعة دائرتهاء ودخول جميع المخلوقات في 


(98؟) في ل: الباجي» ولا معنى له. 

(1؟7؟) حلية الأولياء لأبي نعيم "/را5١‏ . 

(7517) هو الإمام الهاشمي العلوي المدنيء جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, 
آحد الأئمة الأعلام: الفقيه العالم: الثقة الصدوق؛ أكثر عن أبيه؛ وحدث عنه الأئمة؛ وأخرج له 
البخاري في غير الصحيح. 

مترجم له في: الجرح والتعديل 487/”5. حلية الأولياء ؟/57١-1١7,‏ السير وحواشيه 500/15؛ ميزان 
الاعتدال ١/ر4١16-41غ.‏ 

(5؟) هذا الإسناد جيد لو صح سماع علي بن الحسين زين العابدين من جده علي بن أبي طالب 
كرح الله وجهه. 

(9؟7) هكذا في: ب. والحلية ؟//159. وفي م و ل و ط: شحمات. 

(40؟) في ل وم؛ بها. 

(51؟) ما بين المعقوفتين ساقط من م. 

(117) ساقطة من الأصلء؛ ثابتة في الحلية ”/را5١‏ . 

(549) في ب: في فدرة. 


و 


جوفها هم ومواشيهم. وجميع ما يحتاجون إليه من حرث وتجرا**'' وسير وغير ذلك 
من الامور التي لا تحصى؛ فيعلم يقينا أن ذلك تقدير العزيز العليم, المنفرد بالألوهية: 
سبحانه لا إله إلا هو. قال تعالى: لأف أله َف مار أُلسَمَوْتٍ وَالأرّضٍ !**”1. وقال تعالى: 
١‏ لَحَلْقُ موت وَالأَرْضٍ أَحكَيرٌ من حَاقٍ ألكّاس 14*". وقال تمالى: + إنَّف حَلقَ ألتتوتٍ 
وَالْأَرْضِ يقي الي والتهكر و1 


وكا إذا جد تتبعت النظر في اجزاء 2 وذواقةا وعدت حم اللسديدل على 
ا 0 قدل عنئائّهة انوا تون 


وإذا لم تتوقف المصححات للفعل على علم الكلام لحصول معرقتها بداهة من دلالة 
الأثر باعتراف أكابرهم: ولم يتوقف غيرها عليه باعتراف جميعهم: كان توقف الإيمان 
على علم الكلام غير متعين ولا لازم؛ لأنّه إذا علم وجود الحق سبحانه: واتصافه بالعلم 
والقدرة والحياة والإرادة من دلالة الأثر: انتقل إلى معرفة صدق الرسول صلى الله 


)١44(‏ التجر: اسم للجمع. وقيل: أصله: تجر يتجر تجرا وتجارة: ياع واشترى. ورجل تاجر. 

والجمع: تجار - بالكسر والتخفيف - وتجار وتجرء مثل صاحب وصحب. 

انظر: مادة (تجر) في لسان العمرب 85/4. 

(715) من الآية ١١‏ من سورة إبراهيم. 

(11؟) من الآية لاه من سورة غافر. 

(4؟) من الآية 14 من سورة البقرة؛ و+5١‏ من آل عمران. 

هذه الأمور لا تدل على مجرد وجود الله فقط. وإنما تدل على ذلك. وعلى صفاته. وعلى المطلوب 
الأهم؛ ؛ وهو إفراد الله بالعبادة. قفي الاستدلال تقصير كبيرء إذ وقف به عندما لا يدخل في 
الإيمان: ولا تحصل به النجاة. 

(14؟) نسب في الوفيات 158/7 إلى أبي نواسء وفي تفسير ابن كثير 07/١‏ والرواية الثانية في 
الدين الخالص 553/7 لابن المعتز. ونسبه أبو الفرج في اغانيه 50/4 مع ثلاثة أبيات أخر إلى 
أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم. وهي في ديوائه ص؟ ١١‏ مع بيت رابع؛ وهو: 
ولله في كل تحريكة ١‏ وفي كل تسكينة شاهد 


بالا 


عليه وسلم بالمعجزة!'*'. 

وإذا علم صدقه بها تلقى منه علم الأصول وعلم الفروع. ويكون في ذلك آمنا 
مطمئنا. لا تعرض له شبهة. ولا يعتريه شك! "'. فيتلقى من الرسول صلى الله عليه 
وسلم ما بقي من العقائد؛ كالقدم: والبقاء: والمخالفة: والقيام بالنفسء والوحدانية: 
والسمعء والبصر. والكلام. وحدوث العالم بأسره. إلى غير ذلك من العقائد التي لا 
تتوقف!'*'! عليها المعجزة. 

وعلى هذا كانت القرون الفاضلة؛ مثل القرن الأول والثاني والثالث2”*! إلى أن 
ظهرت البدع. ولهذا كانت أدلتهم رضي الله عنهم قريبة المرام. سهلة المأخذ. 

ولنذكر منها ما حضر في الحال؛ وذلك عشرةل”". 

الأول: يروىا**'! أن بعض الزنادقة أنكر الصائع عند جعفر الصادق. فقال جعفر 
رضوان الله عليه: هل ركبت البحرة قال: نعم. قال: هل رأيت أهواله؟ قال: نعم. هاجت 
يوما رياح هائلة. فكسرت السفنء وغرقت الملاحين. فتعلقت أنا ببعض ألواحها. ثم 
ذهب عني ذلك اللوح: فإذا أنا مرفوعا**! في تلاطم الأمواج, حتى دفعت إلى الساحل. 
فقال جعفر: هل كان اعتمادك من قبل على السفينة والملاح. وعلى اللوح؟ وحين ذهبت 
هذه الأشياء عنك؛. هل أسلمت نفسك للهلاك؟ أم كنت ترجو السلامة بعد؟ قال: بل 
رجوت السلامة. قال: ممن رجوت السلامةة فسكت الرجل. فقال جعفر: إن الصائع 
هو الذي كنت ترجو ذلك الوقت. وهو الذي أنجاك من الغرق. فأسلم الرجل على 


(154) المعجزة هي: أمر خارق للعادة, مقرون بالتحدي؛ سالم عن المعارضة. وهي إما حسية تشاهد 
بالبصر أو تسمع؛ كخروج الناقة من الصحرة؛ وانقلاب العصا حيّة.وكلام الجمادات. ونحو ذلك. 
وإما معئوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن. أعلام السنة المنشورة ص57 . 

(200) في ل وم واط: شيء. 

(101) في ل: تتوقف. وهو مغير للمعنى تماما. ٍ 

)١07(‏ أبدا لم يكن السّلف على هذه الصفة؛ إنما كان إيماتهم يبدا بالنطق بالشهادة ثم العمل, لا 
بهذه الطريقة المعقدة. 

(؟50) نقل المصنف هذه الحكايات كلها من التفسير الكبير للفخر الرازي ؟/98-١٠٠‏ على اعتيار 
أنها طرق لطيقة لعلماء السلف في الاستدلال على وجود الله. 

(84؟) في ل: يرون. 

(590) في ب: مدفوع. 


6 


يديوها”*", 

الثاني: أن أبا حنيفة رحمه الله كان شديدا!'"'! على الدهريةا*"''. وكانوا ينتهزون 
الفرصة منه ليقتلوه. فبيئما هو قاعد في مسجد إذ هجم عليه جماعة بسيوف مسلولة:؛ 
وهموا بقتله. فقال لهم: أجيبوني عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم. فقالوا: هات. فقال: 
ما تقولون في رجل يقول: إني رأيت سفينة مشحونة بالأحمالء مملوءة بالأثقال: قد 
احتوشتهال'*'! في لجة البحر أمواج متلاطمة: ورياح مختلفة. وهي من ''' بينها تجري 
جريا سريعا. ليس لها مَلاحٌ يجريها؛ ولا داقع يدفعها. هل يجوز ذلك في العقل8 
فقالوا: هذا شيء لا يقبله العقل. فقال لهم آبو حنيفة: يا سبحان الله! إذا لم يجز في 
العقل سفينة تجري من غير ملاح: فكيف يجوز فيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها. 
وتفير أعمالها. وسعة أطرافها. وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟ فبكوا جميعا 
وقالوا: صدقت. وأغمدوا سيوفهم وتابواا""!, 

الثالث: أن الدهرية سآلوا الشافعي رضي الله تعالى عنه على الدليل علىالصانع: 
فقال: ورقة الفرصادا"''!؛ طعمها ولونها وريحها واحد ؛ وطبعها واحد عندكم؟ قالوا : نعم. 


(07؟) وردت هذه الحكاية بألفاظ قريبة مما ذكر المؤلف هنا في كتاب ربيع الأبرار ونصوص الأخبار 
للزمخشري؛ نقلاً عن كتاب: المناظرة للإمام جعفر الصادق ص77. 

(07؟) في التفسير الكبير 49/7: سيفا. 

)١104(‏ الدهرية: فرقة إلحادية: تتكر وجود اليوم الآخر. وما فيه من بعث وحساب وثواب. وترى أن 
نهاية الإنسان هي موته. ولا تؤمن إلا بهذه الحياة. 

(109) أحاطت بها الأمواج. واتتها من كل جانب. يقال: احتوش بالشيء: أحاط به. واحتوش القوم 
فلانا وتحاشوه بينهم: جعلوه وسطهم. واحتوش القوم الصيد وتحاشوه: إذا ثفره بعضهم على 

انظر : مادة (حوش) في اللسان 140/7؛ مختار الصحاح ص5 .١‏ القاموس ص؟7/. 

(10؟) ساقطة من م. 

(511؟) وردت هذه الحكاية بنصها في التفسير الكبير "/59: ووردت بألفاظ متقاربة في: مناقب أبي 
حنيفة للموذق المكي ص١‏ 12: ومناقب أبي حنيفة للحافظ الكردري ص570. وعيون المناظرات 
للسكوني ص؛ ١‏ وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز صه77-7, وإشارات المرام للبياضي 
ص868. وتحكى أيضا عن غير أبي حنيقة. 

(717) هي ورق التوت. 


0/4 


قال: فتأكلها دودة!" القز فيخرج منها الإبريسم., والنحل فيخرج منها العسلءوالشاة 
فيخرج منها البعر. وتأكلها الظياء فينعقد في نوافجها المسك. فمن الذي جعلها كذلك 
مع أن طبعها واحد5 فقاستحستوا منه ذلك؛ وآمنوا على يديه وهم سبعة عشرا؟"". 
الرابع: سئل أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنها*'". فقال: انظروا إلى قلعة ملساء 
بيضاءا””" لا فرجة فيها. ظاهرها كالفضة المذايةا””'). وباطنها كالذهب الإبريز. ثم 
نشقت وخرج منها حيوان سميع بصير؛*". فلا بد من الفاعل الذي اعتتى بالقلعة 
البيضاء. وبالحيوان الفرخ(""!. 
الخامس: سأل هارون الرشيد مالكا رضي الله تعالى عنه عن ذلكا'"؟: فاستدل 
باختلاف الأصوات, وتردد النفمات:؛ وتباين اللفات!'”". 
والروث على الحمير. وآثار2”*"") الأقدام على المسير. فسماء ذات أبراج. وأرض ذات 
فجاج. وبحار ذات أمواج. أما تدل على العليم القديرا”". 


(15*) في ع: دود. 

(14؟) التفسير الكبير /44: ووردت بألفاظ قريبة مما ذكر المصنف في تفسير ابن كثير منسوية 
إلى الإمام الشَافْميّ ١//ا0.‏ 

(10؟) آي ما الدليل على وجود الصانم؟ 

(37؟) ساقطة من م. 

(79؟) في ب؛ المذهبة. 

(74) يعني بذلك البيضة إذا خرج منها الدجاجة. 

)١19(‏ التفسير الكبير 44/7: ونقل ابن كثير في تفسيره هذه الحكاية منسوية إلى الإمام أحمد 
0/1 

ووردت بألفاظ قريبة مما ذكر المصنف. منسوبة إلى جعفر الصادق في كتاب: رييع الأبرار ونصوص 
الأخبار للزمخشري ١/14‏ 10. 

(١27؟)‏ أي ما الدليل على وجود الصانعة 

(71؟) التفسير الكبير ؟/55: ونقله ابن كثير في تفسيره عن الرازيٌ .017/١‏ 

(9/ا؟5) سافطة من ل. 

(9/) التفسيوا العيير 475 ::وانظر أيضا :شيراب كين 03/1 درفي أشاليب الغران هلقن 
أساليب اليونان ص287. 


م 


السابع: سثل طبيب يم عرفت ريك؟ فقال: بنحلة بأحد طرفيها عسلء وبالطرف 


الآخر لسبع؛ وهو مقلوب عسل" , 
الثامن: سئل أبو نواس عنها*"') فقال: 
تأمل في رياض الأرض وانظز إلى آثار ما صّتّعالمليك 
على قخضة التزمورة شاهدات بأن الله ليس له 6 
التاسع: سثل طبيب: بم عرفت ربك5 فقال: بأهليلد!””' ب يجفف الحلوق!*"'', ويلين 
الي ملكلا 


العاشر: في كتاب ديانات العريا:"!؛ ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 
لعمران('*' بن حصين رضى الله عنه: كم لك من إله؟ قال: عشرة. قال: من ترجوه 


(774) التفسير الكبير ؟/١٠٠.‏ 

(0/؟) أي ما الدليل على وجود الصانمة 

(1/7؟) التفسير الكبير 949/7 اوالانيات في ديوان أبي نواس - تحقيق: محمود كامل فريد ص7/6” 
(ولا توجد في ديوانه الذي حققه أحمد الفزالي)» الي 00 ١١-٠‏ تهذيب 
تاريخ ابن عساكر 4/رة580-77. البداية والنهاية لابن كثير ١٠/557-540؛‏ تفسير ابن كثير 
1 الدين الخالص لمحمد صديق حسن 75317/7,. 

(1777) في م: بأهليج. والإهليلج - وقد تكسر اللام الثانية -: ثمر؛ منه أصفرء ومنه أسود - وهو 
البالغ النضج-. ومنه كابلي. ومنه صيني. ومنافعه كثيرة؛ يخرج الثفل من البطن؛ ويحفظ العقل؛ 
وينشف. ويقوى الحواس: ويزيل الصداع: وينفع المعدة... انظر: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية 
لابن البيطار 9//؟501-60, 

(74؟) في م: الحق؛ وهو خطأ. 

(579؟) التفسير الكبير ”/ر١٠٠‏ 

(18) كتاب ديانات العرب في جاهليتها. نسبه السجلماسي في كتابه (القول المعتبر ورقّة ١؟7١)‏ 
للمسعودي. 

(141) في النسخ كلها: عمران بن حصين؛ وهو خطأ. بل قال لحصين والد عمران كما في جامع 
الترمذى. 


ام 


منهم للأمر العظيم إذا نزل بك؟ قال: الله. قال: مالك إله غيرها”*". 
ولننيه بعد هذا على أمور مهمة. فنقول: 
الأول: إن القاضي أيا بكر الباقلاني رضي الله تعالى عنه لما ادعى الضرورة في 

إثبات المصححات نه تعالى عند ظهور الإتقان في الكائنات: وعول في ذلك على حكم 

البداهة والقطع'”' دون إلحاق الغائب بالشاهد. اعترضه الآمدي رحمه الله تعالى 
في أبكار الأفكارا'*" «بأن العلم الضروري بذلك وإن كان واقعا في الشاهد جريا على 
العادة؛ فإن من رأى بناء!**'2 مرتفعا. وصناعة محكمة في الشاهد. اضطره عقله إلى 
العلم يعلم صانعه وقدرته وإرادته . ولا يلزم ذلك في الغائب, وإ اطرد ذلك فيما نعلمه 
بالضرورة في الشاهد؛ من كون صانع البناء المحكم حيوانا متحركا بالإرادة. متفذيا 

ناميا مولداء وليس كذلك. 
وأيضا فَإنّه نو خلي الإنسان ودواهي نفسه [من مبدا نشثه إلى آخر عمره من غير 

التفات إلى نظر أو تقليد: لم يجد من نفسه]"*'' العلم بذلك في حق الغائب أصلا. 

ولو كان بديهيا لما كان كذتك. وما خالف فيه أكثر العقلاء. وإن اكتفى فى ذلك بمجرد 

الدعوى لم يؤمن من القابلة بمثله في طرف النقيض...1". 
فلت وفيه نظرامن وجوه ا 
الأول منها: أنه جعل العلم الضروري بذلك مَنشَأَهٌ جري العادة واطرادهاء وليس 

كذلك. ولو كان من جري العادة لجوز العقل تخلفه يوما ما. وتخلفه مستحيل؛ لأن وجود 

الفعل ملزوم لوجود فاعله. ويستحيل وجود الملزوم بدون لازمه. فهذا هو منشأ العلم 

الضروري بذلك [في الغائب]0*", لا ما ظنه من جري العادة. 

(87) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات - باب جامع الدعوات برقم (؟48؟) عن عمران بن 
حصين بلفظ: «قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: يا حصين كم تَمْبْدٌ اليوم إلهاة قال أبي: 
سبعة. ستا في الأرض؛ وواحدا في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في 
السماء». 

)١87(‏ في م: والعقل. 

(584) ابكار الأفكار في علم أصول الدين؛ وضي ط: إنكار الأذكار: وهو تحريف. 

(146) في م: بنيانا . 

ىك ساغقط من ط. 

(40؟) أبكار الأشكار .1/05/١‏ 

(84؟) ساقط من م ول. 


ام 


والثاني منها: أنه جعل العلم الضروري بذلك في الغائب من قياسه على الشاهد. 
فيرجع إلى الاستدلال التمثيلي وليس كذلك. وإنما هو من القياس المنطقيا"" الذي 
فيه إثبات حكم الكلي للجزئي. فإن وجود فعل مخصوص جزتي من الجزتيات المندرجة 
في قولنا: وكل فعل لابد له من فاعل. فيكون القياس المنطقي هكذا: هذا فعل. وكل 
فمل لابد له من فاعل. فهذا لابد له من فاعل. سواء كان فاعله مشاهدا أو غاتبا . فتبين 
أن ثبوت الحكم في الغائب بالقياس المنطقي المفيد بالقطع؛ لا بالقياس التمثيلي كما 
ظنه الآمدي رحمه الله تعالى. 

والثالث منها: أن وجود الفعل ملزوم لوجود فاعله من حيث إنه فاعل. فكل ما يدخل 
في “"! مفهوم الفاعل؛ [يدخل في اللزوم والبداهة والضرورة. وكل ما لا يدخل في 
مفهوم الفاعل]!'*", غلا يدخل في لزوم ولا بداهة ولا ضرورة. ولا شك أن المصححات 
داخلة في مفهوم الفاعل. فتدخل في البداهة والضرورة. وأما الحيوانية والتحرك 
والقفنية والتمو والتوالك قلخل نياف مدهي القاعل»الجوان كونة غير تحيوات: 
بأن يكون جا أو ملكا أو غير ذلك. فلا يصح ما ذكره من لزوم الاطراد. - أي اطراد 
الضرورة والبداهة في هذه الأوصاف -. أعني الحيوانية وما ذكر معها. وإنما لم يصح 
ذلك لما تحققته من وجود الفارق» وهو عدم دخولها في مفهوم الفاعل. فلا تطرد فيها 
البداهة والضترورة. 

وقوله: وأيضاً, فإن الإنسان لو خلي ونفسه لم يجد من نفسه العلم بذلك في حق 
الفائب أصلا. مردود بقوله تعالى: + وَلَين سَأْلتهم مَنْ سَلَمَهُم ُو أنّهُ ا" وبقوله تعالى: 
+ وَلَين سَأْلدهُم مّنْ سَلَقَ ألسَموتٍ وَالْأرصَ لَبَعُوئُنَ سَلمَهُنَ الْمَربُ اليم 74*" وبقوله تعالى: 


5 


ا 0 7 > مي ع فيل عم لل 3007 اتن 3 حل م عرص مظعي يدير 
١‏ قَالَث رُسُلْهُمَ أن أنه سك فَاطِر أَلتَمَْوْتٍ وَالأرضٍ 14*'' وبقوله تعالى: ‏ وَإِدَامَسَحم لمر في 


(185) القياس المنطقي أو العقلي: كلام مؤلف من مقدمتين فأكثر. يتولد منهما نتيجة؛ وهي المطلوب 
إثباتها أو نفيها. أو: فول مؤلف من قضايا؛ء متى حصل التسليم بها؛ لزم عنه لذاته قول آخر. 
كقولنا: العالم متغير. وكل متفير حادث. ويلزم من هاتين القضيتين قول آخر. وهو: العالم 
حادث. 

(150) في ل: من. 

(51؟) ساقط من ب. 

(2357) من الآية 41 من الزخرف. 

(55؟) الزخرف: 5. 


(5414: من الآية ٠١‏ من سورة إبراهيم. 


الله 


لحر صََلَّ من يَدَعُونَ إلا يَأ *"" وبقوله تعالى: جا مُلَآرَمَنتَكم إن أتَدي عَدَّابُ ْو أو سكم السَاعَةٌ 
عير دون إن ن كنم صَندقِينَ 1 :4 لياه تدَعونَ فُيَكْشِفٌ مَاتَدَعونَ لَه إن سه وَتَنَسَونَّ ماد رفون ه206 
دلت هذه الآيات وأمثالها على أن العلم به تعالى مركوز في الفطر. وإنما يفطيه 
ترادف النعم؛ ويظهره نزول7”*'! النقم. فيحصل حينئذ وإن لم يلتفت صاحبه إلى نظر 
ولا تقليد. وليت شعري كيف يخفى على النفس وجود فاعلها سبحائه؛ء وهي محتاجة 
له في كل لحظة. سائلة منه تعالى [حوائجها]!'"' في كل طرفة. وهذا أمر لازم لكل 
نفمن. لا يجهله آحد: اللهم إلا أن يجحده بلسانه فقط. وقد كنا صغارا؛ وهذه الحالة 
مركوزة في فطرناء وفي فطر الصبيان الذين كنا نلعب معهم. فكيف يسوغ للماقل أن 
يقول: لو خلي الإنسان ونفسه لم يجد من نفسه العلم بذلك في حق الفاثب أصلا؛ 
والمشاهدة تنادي على خلافه. 
وقوله: ولو كان بديهيا لما خالف فيه أكثر العقلاء. وهو كما ترى أيضا؛ فإن المخالف 
فيه مفقود غيرا""'! موجود في هذا العالم! كما ذهب إليه صاحبا: " «تلخيص 
المحصّلء أو قليل جد بحيث لا يعبا به' ؛ كما ذهب إليه الشهرستاني('' ') وغيره. 
ثمّ خلافه مع ذلك مبني على إنكار الى متشو ولق كان ودزييا فلي 
الخلاف من جملة الخلاف في إنكار البديهيات. فلا يَفْدَعٌا””" خلافهم في دلالة الأثر, 
كما لا يقدح في سائر البديهيات. 


(94؟) من الآية 71 من الإسراء. 

(1437) الآيتان ++ و١1؛‏ من الأنعام. 

(591) في م؛ زوال النعم. 

(94؟) ساقط من ب. 

(599) في م: وغير (بزيادة الواو). 

)٠٠١(‏ وهو العلامة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الفيلسوف زت"لااه). 
)١١(‏ في كتابه: نهاية الأقدام ص7١‏ وما يعدها. 

)5١*(‏ في ط: ولا يقدم؛ وهو تحريف. 


48 


وك تافز ظلت تعفن سمنيةا" لهند ع حشر العلاق رط الله تعال 
«عَنْهُ», قال الطبيب: صائع العالم غير منحسوس. ولا أصدق إلا بمحسوس بواحد 
من الحواس الخمس الظاهرة. التي هي السمع والبصر والشم والذوق واللمس. فقال 
جعفر: فأنت!* '! تصدق بالعقل فيك؛ وهو غير محسوس بواحد من هذه الحواس, 
فانقطع ولم يدر ما يقول. 

فانظر وفقك الله؛ هل يُعتد بخلاف يكون صاحبه على مثل هذه الصفة5 أم كيف 
يحتفل بنزاع ينبني على إنكار البديهيات9 

ْم قال جعغر رضي الله تعالى عنه للطبيب: ما تقول في الطفل تضعه أمّه فإنّه 
لا يستدل على الشدي بالحواس: فَإِنّه لا يسمع ولا يبصر وهو يطلب الرضاع. فيتلمظ: 
ويشبع باللبن. ويضحك بعد البكاء إذا روي. فعلمنا أن الذي قدر ذلك في قلب الصبي 
حتى علم - وهو مضغة - مدبر حكيم. وإلا فأي الحواس دليل للصبي على طلب 
الرضاع؛ ومص الثدي, وإساغة!*“' اللبن؛ وقذفه في جوفه. حتى طلب ما لم يَعْرِفَهُ 
فقط5 وأي الحواس دلت على الضحك إذا شبع: وعلى البكاء إذا جاع؟ وأي الحواس 
دل الطير على لقط الحب منها ومن فراخهاة ومن دل السباع منها على ابتلاع9 '" 
اللحم دون الالتقاط للحب5 وأي حواس طير دلها على السباحة إذا ألقيت في الماءة 
وكيف دلت حواس طير الماء على الماء. وانتفعت بها على السباحة؛ ولم ينتفع طير البر 
بحواسه في السباحة؛ والحواس واحدة؟ أم ما بال الذرة إذا طرحت في الماء سبحت. 
وهي لم تتعلم ذلك قبل الطرح قط. ويلقى الإنسان من أقوى الرجال وأعقلهم لم يتعلم 
السباحة فيفرق5 كيف لم يدله عقله ولبه وتحريفه وبصره واجتماع حواسه قيه. وهي 
صحيحة. أن يدرك ذلك بحواسه كما أدركته الذرة؟ فعلمنا أن الذي هيج الصبي على 
طلب الرضاع. والطير على لقط الحب. والسباع على ابتلاع اللحم؛ والطير والذرة على 
السباحة: لمدبر حكيم. 


(07) السمنية: طائفة تقول بإبطال النظر والاستدلال. وتزعم أنّه لا معلوم إل من جهة الحواس 
الخمس. ويتكر أكثرهم المعاد واليعث بعد الموت. 

راجع: الفرق بين الفرق ص١5‏ الإرشاد للجويتي ص"؛ غاية المرام للآمدي ص6١-18؛‏ المفني 
للقاضي عبد الجبار 77/7. 

)١4(‏ في ل: أنت. 

)٠04(‏ في ل واط: وإصاغة. 

)٠١1(‏ في ط: اتباع. 


هم 


فإن قلت: كيف يصح إنكار (وجوده]7””" المعطلة؛ وقد قال تعالى: 2 وَيَانْمَايَ إلا اننا 
لديا نسو وعيًا وما لك الطكس) ادل 

قلت: هؤلاء الذين قالوا هذا القول - وهم كفار قريش-؛ هم" الذين قيل في 
شأنهم: + وكين مَأَلنَهُم مَنْ سَلَمَهُمْ بَقُولنَ أسّهُ 4!'") وغير ذلك من الآيات السابقة. فوجب 
المصير إلى الجمع؛ بأن تحمل آية الدهر على إنكار البعث فقطء فتكون بمنزلة قوله 
تعالى: + وَمَالوأإن!!!") ه إلا انا لديا وما نحَنْيمبَمَِينَ ا”'"». وحينئن فلا منافاة بين إنكار 
البعث في آية الدهرء والإقرار بالصائع سبحاته في غيرها. 

أوا”'") تحمل آية الدهر على قول اللسان دون اعتقاد الجنان؛ ويحمل غيرها على 
اعتقاد الجنان. ولا منافاة بين إقرار القلب والجنان بالصانع وإنكار اللسان له واللّه 
أعلم. 

الثاني: لما ادعى الفخر الضرورة في دلالة الأثر وقال: إن العلم بها مركوز ضي قطرة 
الصبيان. فإنك إذا لطمت وجه الصبي من حيث لا يراك وقلت له: إنما حصلت اللطمة 
من غير فاعل لم يصدقك. بل في قطرة البهائم؛ فإن الحمار إذا أحس بصوت الخشبة 
فزع. لأنّه تقرر في فطنتها*' أن حصول صوت الخشبة بدون الخشبة محال. 

اعترضه ابن التلمساني بأنه من أعجب ما يذكر؛ أن البهائم تدرك قضايا كلية 
ولوازمها. فلو قدر حمار أو حيوان [عمره]'''" لم يضرب قط بخشبة. لم ينفر من 
صوتها البتة. ولكن لما تكرر عليه ذلك التألم عند سماعها. تخيلت من حسهال"'" الألم 


)٠١7(‏ ساقطة من م وفي ط: وجود المعطلة. 
)5١4(‏ من الآية ١4‏ من الجائية. 

)7١4(‏ سافقطة من م. 

(١56)من‏ الآية 41 من الزخرف. 

)51١(‏ في الأصل: وقالوا ما هي؛ وهو خطأ. 
(؟81) الأنمام: 9؟, 

(517؟) في م وتحمل. 

(14؟) في به: قطرته. 

(15١؟)‏ ساقط من ل وم. 

(17؟) في ب: مسها. 


ك4 


[عند]!''') سماعه لمقارنتها"'' المؤلم: وعدم الانفكاك في خياله. كما أن السليم ينفر 
من الحبلا"'') المبرقش؛ لمقارنته للأذىا'''! عنده. وهذا من الخيالات: لا من التمييز 
العلمي. 

قلت: مراده بالقضايا الكلية؛ الصغرى والكبرى: وبلوازمها؛ النتيجة؛ لأن القياس 
هكذا: هذا صوت. وكل صوت لابد له من خشبة. فهذا لابد له من خشبة. فالصغرى 
شخصية, وغلَّب عليها الكبرى؛ فوصفهما معا بالكلية, ثمّ فيه بعد ذلك أمور: 

أحدها: قال مجاهد وغيره في قوله تعالى: 2 صُنْعَألَالدِىَ أنسنَكُلٌ عو 16" قال: 
عَلّم كل دابة كيف تتفي عن نفسها وتدفع. 

وعن الحسن في قوله تعالى: # أَعَطَن كلّعَيءِ لقثم هَدَئْ |14" قال: أعطى كل شيء 
ما يصلحه ثم هداه له. وعن مجاهد : سوى خلق كل دابة: ثمّ هداها لما يصلحهاء وعلمها 
إياه. وعنه أيضا: أعطى كل شيء صورته؛ ثُمّ هداها(”" لمعيشتها!؟"". 

وعن ابن عباس وأبن جبير :أغطئ كل شي ء جلعه ؛ أي شكله للإنسان زوجة: وللبعير 
ناقة. وللفرس رمكة؛ وللحمار أتانا. ثمّ هدى: عرف وعلم, وألهم إلى الأكل والشرب. 
والجماع. وطلب المرعى. وتوقي المهالك؛ وكيف يأتي الذكر الأنثى. 

وأخرج ابن أبي حاتم" عن ابن سابطا'"'! فال: «ما أبهمت عليه البهائم؛ فلم 


(511) ساقطة من ل و ط. 

(18؟) في م لمقارنة. 

(5156) في م؛ الجمل. 

(57) في ب: الأذى. 

(71؟) من الآية 84 من التمل. 

(7؟؟؟) من الآية 60 من طه. 

(9؟؟) في ب وم؛ ثُمّ هداء لمعيشته. 

(4؟؟) في م: لمعيشته. والآثار أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره 54170-19147147 وذكرها ابن كثير 
في تفسيره ؟/101. 

(50؟) في تفسيره 7170/7 . 

(77؟) عبدالرحمن بن سابط. ويقال: عبدالرحمن بن عبيد الله بن سابط. الجمحي. المكي. تابعي 
ثقة. كثير الإرسال. روى عن عمر وسهد بن أبي وقاص ومعاذ والعياس وغيرهم. له في صحيح 
مسلم حديث واحد في الفتن. ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبّان في الثقات. مات سئة 
ماله. 
انظر: الجرح والتعديل 5/٠-1؟؛:‏ تهذيب التهذيب 18١/1‏ التقريب ص787. 


/ام 


تبهم على أربع: تعلم أن الله تعالى ربها. ويأتي الذكر الأنثى. وتهتدي لمعاشها . وتخاف 
الموت». 

ثانيها: قد علمت من هذه الآثار السلفية؛ أن البهائم مفطورة على معرفة خالقها 
سبحانه؛ وإتقاء الشر وغيرهما!'' مما سبق ذكره. فكان الصواب مع الفخر رضى 
الله تعالى عنه. لامع ابن التلمساني رحمه الله؛ بشهادة الآثار السابقة الدائة على 
أن!*""! علوم البهائم بما سبق. فطرية لا مكتسبة بالتكرار ونحوه. وتشهد بذلك أيضاً 
المعاينة. 

ولندكر في ذلك حكايات!"". 

منها؛ أني كنت ذات يوم جالساً فى خيمة: وفيها قل صغيره يلعب ويفرح بتفسه. 
ولا يدخل أحد الخيمة؛ إلا فرح به. ولعب معه. ويأتي في ذلك بكل ما يقدر عليه. 
ثم اتفق أن نام القطء وخرج رب الخيمة؛ فوجد جرو ذئب صغير؛ بحيث إنَّه لم 
يفتح عينيه: فأدخله الخيمة؛ وجعله بإزاء القط النائم. فاستيقظ القط. فنظر جرو 
الذئب. فجعل يرتعد وينتفضء إلى أن سقط مغشيا عليه. فأخرجنا الذثب. وبقي 
الفط نعلي حالكه يوم وليلة : كه تفظو ويه من امرك عا لا :قدو وكد' ينا الذقب 
عن ساحته بالكلية: فما برئ من مرضه وخوفه إلاّ بعد أيام. فأي تكرار مرَّ على 
هذا القط؟ وبأي شيء حصلت تجرية عداوة الذئب له5 ولكن الأمر كما قال تعالى: 
,مط كل غَْء حَلفَهثمَهَدَئ 4. 

ومنها؛ قال بعض أصحابنا: كانت له بقرة تسرق الحشيش بالليل. فتأتي إلى الفدان 
فتأكل ما فيه. ثمّ ترجع إلى موضعها؛ وتصبح فيه كأنها باتت فيه. فكثرت الشكاية 
من أرباب الفدادين. ولم يدرا''' أحد من اشتغل بذلك. حتى نظرت امرأة إلى البقرة: 


(5707) في ل و ط: وغيرها. 

(714) ساقطة من م. 

(255) ساق المولف هنا حكايات شعبية رائجة في عصره. خاصة بين المتصوفة وارباب المقامات, 
ليستدل منها على أن البهائم مفطورة على معرفة خالقها؛ وإصلاح شأنهاء وتوقي ما يعرض لها 
من شرور ومهالك... ساقها مساق مطلع على ثقافة عصره. عالم بالأساليب والطرق الذائعة في 
زمنه. شاعر بما يشغل الئاس ويستائر باهتمامهم. 
وكان يتبفي أن ينزه كتابه من هذه الحكايات. سيما وقد نقل من آثار السلف ما يغني عنها. 

(120) في ل وام: بياض؛ والتصحيح من ط. 


فرأت بطنها مملوءا شبعاا'”". فعلمت أن ذلك من سرقتها ليلا. قال: فقيدتها ليلا 
لتنقطع سرفتها. فجعلت تذهب إلى الفدان مقيدة. فرمقتها؛ فإذا هي تمشي خطوة: 
ثم تقف. تنظر يمينا ويسارا!””! هل ترى أحدا . ثمّ تخطو خطوة أخرى. وتقف تنظر 
هل ترى أحداء حتى تبلغ إلى الفدان الذي تريد سرقته. فتاكل منه حتى تشبع. ثم 
ترجع؛ وهي تمشي مشية الخائف من جنايته إلى أن تبلغ إلى محلها . فتركتها ذات ليلة 
حتى كانت في وسط الطريق - وهي ذاهبة إلى الفدان. واقفة تنظر هل ترى أحدا -, 
فصاحت بها. فجعلت تجري راجعة بأقصى ما فيها من الجري وهي مقيدة. ثم لم تتب 
من ذلك. فجعلت إذا قيدتها عكستها؛ أي ربطت قرنها برجلها. فجعلت تتحيل حتى 
تقطع ذلك الذي وقع به العكس. وتذهب للسرقة. فقلت: ما ينفع مع هذه البقرة إلآ 
التكميم لفمها. فلما كممتها تابت؛ لأنها علمت إن ذهبت إلى الفدان لا تجد بما تأكل 
به. فأي تكرار وقع لهذه البقرة؟ 

ومنها؛ أني لما ذهبت لزيارة الصالحين الذين بمراكش”"''! نفعنا الله ببركاتهم, 
وذلك عام ستة وثلاثين ومائة وألف. مررت بمشرع الرملة؛ الموضع المعروف. وفيه من 
الأخصاص!'”" ما لا يحصيه إلا الله تعالى. فخرجنا من المحل الذي نزلنا فيه إثر صلاة 
الصبح في غبش الظلام. وطلبوا منا أن نرجع عليهم. فلما رجعناء وأردنا الوصول إلى 
المحل الذي كنا فيه. تحيرنا في معرفته . ولم يقدر أحد منا على!*”" الوصول إليه لكثرة 
الأخصاص والعمارة به. فأشار إلينا بعض أصحابنا. أن ابعثوا الدابة الفلانية لدابة 


(1؟؟) في م: شعيرا. 

(17؟؟) في م واط: وشمالا. 

(؟؟؟) إذا كان المؤلف يقصد زيارة الأحياء؛ فهذا لا غبار عليه؛ إذ يزار الإنسان لعلمه وصلاحه 
وديانته. واما إذا كان يقصد الأموات؛ فهذه زيارة بدعية؛ لما ثبت في الصحيحين عن النبي 
صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد انه قال: ٠لا‏ تُشد الرحال إلا الى ثلاثة 
مساجد : المسجد الحرام: والمسجد الأقصى؛ ومسجدي هذا .»٠‏ وأما السفر إلى مجرد زيارة مقاير 
ولا غيرهم. 

(594) مفرد الخص!؛ وهو بيت من شجر أو قصب. وقيل: الخصء البيت الذي يسقف عليه بحشبة 

(5؟؟) في م: إلى. 


44م 


معناء واتبعوها فإنها تعقل على الموضع ولا تتخطاه. فقلنا له: كيف تعقل عليه؛ ونحن 
خرجنا منه في وقت الظلمة؛: ونحن آدميون عقلاء. وفينا العلماء والفقهاء. ولا يعقل 
أحد منا على ذلك الموضع. والبهيمة تعقله؟!! هذا ما لا يكون!! فقال ذلك الصاحب: 
أطيعوني واتبعوها . ففعلنا. 

قذهيك والله إلى ذلك أكخل مضرعة: كانها تمرطة عند سنين عديدة: حتن وشقفت 
عليه من غير زيغ ولا ريب ولا ميل. مع بعد المسافة التي قلدناها فيها. فأي تكرار وقع 
من هذه البهيمة حتى عرفت الطريق؟ 

ومنها؛ أني كنت ذات يوم جالسا؛ وإذا بفأر بالسقف الذي فوق رأسي. وهو يمشي 
على خشبة. يجيء ويذهب ويفرح بنفسه. وبإزائه هرة؛ فرمقته. وكان السقف عاليا 
جدا. فتركته حتى توسط الخشبة التي يلعب عليها: وبعد من الحائط المفروزة فيه. 
فصاحت به صيحة من قلبها ظن أنها معه. فوقع إلى الأرض صريعا؛ فأكلته. 

والحكايات في هذا الباب كثيرة. لا تسعها كراسة؛ فلنقتصر على هذا القدرء شفيه 
كفاية للطالب. 

فقول ابن التلمساني رضى الله تعالى عنه: فلو قدر حمار أو حيوان عمره لم يضرب 
بخشبة؛ لم يفر من صوتها ألبتة؛ معارّض بما سبق من الحكايات التي لا تكرار فيها ولا 
تجخرية : ويمسالة القار هذه فاتها فل لم تاكله هرة: واغلخ انه لم برها قطل هَمَرٌ منها 
لما سمع صوتها . وذلك ظاهر. واللّه أعلم. 

ثالثها: ما تعجّب منه الفهري رضي الله تعالى عنه من إدراك البهائم قضايا كلية 
ولوازمهاء لا عجب فيه. فإنها تدرك ذلك. كما تدرك التماثل والتخالف. فإنها ترعى 
حشيشا. ثم تنتقل إلى حشيش آخر. فتشمه ولا تأكله؛ ثم تنتقل إلى ثالث فتأكله. (فقد 
أدركت التماثل بين الثالث والأول: والتخالف بين الثاني والأول]77”). فقد أدركت امرأ 
عامّاء والجزئيات التي تندرج فيه. والتي لا تندرج. 

بل سمعت حَرّسيا''" يقول لحرس آخر: اسأل الله التوفيق؛ وأما الحلال والحرام 
فإن القط يعرفه. فقال له: كيف يعرف القط الحلال والحرام5!! فقال: تعطيه برضاك 
قطمة لتحم يأكلها بإزاكلف: ويكتطق :لك قطلمة ا خرى: يقرولا راكلينا بإزاكقب: فالا ولي 


(151؟) ساقط من: ب. 
2 7 م 
(7509) الحرّسي: واحد حرّسي السلطان؛ وهم الحرّاس. والمراد: الذين يرتبون لحفظه وحراسته. 


94 


حلال: والثانية حرام. ولذلك فر منك؛ لأن الحراءا*"' ما فيه عقوبة. 

وسمعت قائلا آخر يقول: إن البهائم تعرف قاعدة: إذا التقى ضرران ارتكب!""" 
أخفهما. فقيل له: وكيف ذلك5!! فقال: الحمار يركبه الطفل الصفير. فيمتتع من 
المشي. ويحني رأسه للأرضء والصبي يضريه ضريا لا يؤلله. فيصبر عليه؛ لأنّه أخف 
من ضرر مشيه به. وإذا ركبه كبيرء وصاح به مشى!؛ لأنه يرى أن ضرر مشيه به أخف 
من ضرر ضربه المؤلم. فهو يرتكبا '" أخف الضررين في البابين. 

وكال السهد فيه اللد تعالى في «شرح المقاصد!'*: ذهب جمهور الفلاسفة إلى 
أنه ليست لفير الإنسان من الحيوانات نفوس مجردة مدركة للكليات. وبعضهم إلى 
الوقف على الإثبات والنفي... وذهب جمع من أهل النظر إلى ثبوت ذلك لهاء تمسكا 
بالمعقول والمنقول. 

أما المعقول؛ فهو أنا نشاهد منها أفعالا غريبة. تدل على أنّ لها إدراكات كلية, 
وتصورات عقلية؛ كالنحل في بناء بيوتها"*' المسدسة. والانقياد لرئيسهاا"*'". والنمل 
في إعداد الذخيرة. والإبل والخيل والبغال والحمير في الاهتداء إلى الطرق في الليالي 
المظلمة. والفيل في غرائب وأحوال'''" تشاهد منه. وكثير من الطير والحشرات في 
علاج أمراض تعرض لها. إلى غير ذلك من الحيل العجيبة التي يعجز عنها كثير من 
العقلاء. 

وأما المنقول؛ فقوله تعالى: + وَالطَير نمت م ل َيسَهُ, 4ا*'"' [وقوله تعالى: 
ال يرقا ]نانس وقوله تعالى 


عن الغرت اس 


+ َس رَيْكَإِلَ ألغَلِ 14" الآية.وقوله تعالى: ل يَحِبَالَ أو مَمَهُ 


(58؟) في ل: الحلال؛ وفي ط: فإن الحرام. 

(99؟) في ل؛ ارتكبت. 

(4؟) في ل: ترتكب, 

(1:1؟) #ركاه 01-8 5؟, 

(547) في الأصل: بيوتها . والتصحيح من شرح المقاصد للتفتازاني 7/؟785. 
(*1؟) في شرح المقاصد 707/7: لرئيس 

(544) في شرح المقاصد (؟/07؟: في غرائب أحوال. 
(15") من الآية +١‏ من النور. 

(47؟) من الآية 48 من النحل. 

(140؟) من الآية ٠‏ من سبياً. 

(18؟7) ما بين المعقوفتين ساقط من م. 


1 


حكاية عن الهدهد: 8 أَحَطْتٌ ينام تمِطْ بو ا*'" وحكاية عن النمل «أدَعْنُا نكم » 
(*" الآية. انتهى. 

وقال أبو بكر بن العربي!'*'' رضى الله تعالى عنه: «ولا خلاف عند العلماء في أن 
الحيوانات كلها لها آفهاه”*') وعقول. وقد قال الشافمي: الحمام أعقل الطير. وقد 
قال علماء الأصول: انظروا إلى النمل كيف تقسم كل حبة تدخرها نصفينء لئلا ينبت 
الحب, إلا حب الكزيرة. فإنها تقسم الحبة منه بأريع؛ لأنها إذا قسمت بنصفين!"", 
وإذا قسمت بأربع لم تنبت. وهذا من غوامض العلوم عندنا. وأدركته النمل بخلق الله 
تعالى ذلك لها. 

قال: وقال الأستاذ أبو المظفر شاه بور الإسفرائيني!*"": ولا يبعد أن تدرك البهائم 
حدوث العالم: وخلق المخلوقات؛ ووحدانية الإله. ولكنا”"'' لا نفهم عنها ولا تفهم عنا. 

وقال الثعلبي: «قال كعب: صاح ورشان عند سليمان بن داود عليهما''" السلام. 
فقال: أتدرون ما يقول5 إنه يقول: لدوا”" للموت: وابنوا للخراب. وصاحت فاختة 
عنده فقال: أتدرون ما تقول5 إنها تقول: ليت (هذا)!*" الخلق لم يخلقوا. وصاح 
طاوس فقال: أتدرون ما يقول5 (إنه يقول: كما تدين تدان. وصاح هدهد فقال: أتدرون 
ما يقول؟ إنه يقول):*!: من لا يرحم لا يُرحم. وصاح صردا *" فقال: أتدرون ما 
يقول؟ إنه يقول: استغفروا الله يا مذنبين. فمن ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم 


(14؟) من الآية ؟؟ من النمل. 

(60؟) من الآية 14 من التمل. 

(١0؟)‏ في أحكام القرآن 45/6 .١1‏ 

(505) في م: إلهام. 

(05؟) في ل : نيتت. 

(104) هو العلامة المفتي: أبو المظفر طاهر ين محمّد (شاهفور) الطوسيء الشافميء. صاحب التفسير 
الكبير. توفي بطوس سئة الاأه. 

مترجم له في؛ تبيين كذب المفتري ص776. الطبقات الكبرى 0/١1١؛‏ سير أعلام النبلاء .1١/14‏ 

(5506) في م: ولكننا. 

(501) في ل وام: عليه السلام. 

(01؟) في ل؛ لادوا. وهو خطا . 

(54؟) ساقط من ل وم. 

(09؟) ما بس المعقوفتين ساقط من م. 

(50؟) الصرد: طائر ضخم الرأس والمنقار. له ريش عظيم. نصفه أبيض ونصفه أسود . 


1 


عن قتله7”"). [وصاح خطاف فقال: أتدرون ما يقول5 إنه يقول: قدموا خيرا تجدوه. 
طمن كذ انهق التبي:صلى الذة عليه وميقة عن خطه]1"" وشيرت نحماعة فكال: تدرو 
ما تقول5 إنها تقول: سبحان ربي الأعلى في سمائه وآرضه. قال: والفراب يدعو على 
العشار. والحدأة تقول: كل شيء هالك إلا وجهه. والقطاة تقول: من سكتا"" سلم. 
والببغاء!'"" تقول: ويل لمن كانت الدثيا همه!*”". والضفدع يقول: سبحان ربي القدوس. 
والبازي يقول: سبحان ربي ويحمدطا''''. سبحان المذكور في كل مكان. 

وقال مكحول: صاح دراج" عند سليمان: فقال: إنه يقول: الرحمن على العرش 
استوى. وقال الحسن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الديك إذا صاح يقول: اذكروا 
الله يا غافلين. 

وقال الحسن بن علي: إذا صاح النسر قال: عش يا ابن آدم ما شئت آخرك الموت. 
وإذا صاح العقاب قال: في البعد من الناس البرا""'. وإذا صاح الخطاف قرأ'”". 
انندم َب التنيمت ؛ وتمد « لاد 4 كما يمدها القارئ””"». فانظره عند 


م فاط - 


قوله: لج يُننََِقَ ير ,114" 


(11؟) يشير إلى حديث ابن عباس:؛ قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من 
الدواب: النملة, والنحل؛ والهدهد. والصرد». 
أخرجه أبو داود في كتاب الأدب - باب في قتل الذر. رقم (/075710), وابن ماجه في كتاب الصيد 
- باب ما ينهى عن قتله. رقم (غ؟55). 

(؟57) ما بين المعقوفتين ساقط من م. واستدرك على الهامش في ب. هذا؛ ولم أقّف على نهي النبي 
صلى الله عليه وسلم عن فقتل الخطاف؛ رغم بحثي عنه. 

(74؟) في قصص الأنبياء للثعلبي ص؟1؟: والعنقاء. 

(5116) في ب؛ همته . 

(17؟) في قصص الأنبياء ص17" : والعصفور يقول. 

(17؟) في م و ل: درج. 

(14؟) في قصص الأنبياء ص17؟: أنس. 

)١75(‏ في م: قال. 

(70؟) قصص الأنبياء للثعلبي 535-551 , 

(5191) من الآية ١7‏ من النمل. وفي هذا إشارة إلى أنه نقل من تفسيره. غير أن النص نفسه موجود 
في كتابه: قصص الأنبياء. 


4 


دح م رم ع 


وقال!"" عند قوله: + كلك تمله يكأيّهَا أَلتّمْلُ 4 الآية: «ورأيت في بعض الكتب أن 
سليمان قال لها: لم حذرت النمل!"'5 أخفت ظلمي؟ أما علمت أني نبي عدل؟ فلم 
قلت: لا يحطمنكم سليمان وجنودم5 فقالت النملة: أما سمعتٌ قولي: وهم لا يشعرون5». 
انظر تمامه. 

وقال صاحب «الدر المنثورءا'*!: وأخرج ابن أبي شيبةا”*”. وابن أبي حاتم" 
عن أبي الصديق الناجي”" قال: «خرج سليمان سن داود يستسيفي: فإذا هو بنملة 
مستلقية!”"! على ظهرهاء رافعة قوائمها إلى السماء؛ وهي تقول: اللهم إنا خلق من 
خلقلك. لا غنى بنا!'" عن سقياكء وإلا تسقينا تهلكنا. فال سليمان: ارجعوا فقد 


سقيتم بدعوة غيركه!”*". 
وقال الطرطوشي في «سراج الملوك!1*!: «اختلفوا في القصاص الجاري بين البهائم 
يوم القيامة؛ كاقتصاص الشاة الجمّاء من الشاة””" القرناء!”"", 


فذهب الشيخ الأشعري إلى أنه ليس على حقيقته. وإنما المقصود به المبالغة في 


(77؟) أي الثعلبي في قصص الأنبياء ص14؟. 

(50) ساقطة من ل. 

(374) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي 5715/1. 

(770) في المصنف في الأحاديث والآثار - كتاب الزهد - رقم (1577؟) /5ة. 

(77؟) في تفسيره 7808/9. 

(77؟) بكر بن عمرو بن قيس. أبو الصديق الناجي. بصري تقة. اخرج له أصحاب الكتب الستة. 
روى عن بعض الصحابة. وثقه اين معين وأبو زرعة والنسائي. وذكره ابن حبان في الثقات مات 
ستة ١٠8‏ اه. 
انظر: الجرح والتعديل 540/5. تهذيب التهذيب .447/١‏ التقريب ص37. 

(074؟) في ل: مستقبلة. 

(95؟) في م: لنا. 

(58) رواه أيضا أبو نعيم في الحلية ,٠١١/5‏ وذكره ابن كثير في تفسيره 21/7 7, 

(541) ج؟ ص778-777. (بتصرف). 

(585؟) ساقطة من ل. 

(545) يشير إلى حديث أبي هريرة عند مسلم؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدّنْ الحقوق 
إلى أهلها يوم القيامة. حَمَّى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء». 
كتاب البر والصلة - باب تحريم الظلم . رقم (0457؟). 
والشاة الجلحاء: هي الشاة الجماء التي لا قرن لها . 


4 


إثبات القصاص بين ابن" آدم. 

وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائينيا*”": بل هو على حقيقته ويجري القصاص 
بينهاا"1: ويكتمل أنّْها كانت تمقل هذا القدر فق دان الدنيا:هلهنا جرع" بينها 
القصاص. ذكره في كتابه «الجامع!**! الجلي». 

قال الطرطوشي: وكلام الأستاذ له وجه في الصحة؛ لأن البهيمة تعرف النفع 
والضر. فتنفرا**! من العصا وتقبل إلى العلفه. انظر تمامها'"). 

فظهر من هذاء أن ما جزم به الفهري رحمه الله مشكوك فيه. وأن تعجبه في غير 
محله. وبقي في كلامه أبحاث أخر. وما ذكرناه كاف في التنبيه عليها . والله أعلم. 

الثالث: اعلم أني رأيت الأستاذ أبا بكر بن فورك رضي اللّه تعالى عنه في كتاب 
«مقالات الأشعري». نقل عن الشيخ أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه أنَّه ذهب إلى 
أن(" معرقة الله تعالى نظرية؟”''). وهو بظاهره يخالف ما سبق لنا تصحيحه. ولكنه 
لم يبين مقدار المعرفة التي هي نظرية. وكم متعلقها؟ فإن المعرفة به تعالى؛ إما أن تتعلق 
بوجوده فقط. وهذه حقيقة الإيمان عند الشيخ أبي الحسن رضي الله تعالى عنه تبعا 
لتمبا ف 3 كبا سيو 

وإما أن تتعلق بوجوده تعالى وحياته وقدرته وإرادته وعلمه. وهذه هي مصححات 
الفعل؛ وهي التي تعلم ضرورة وبداهة من ضرورة دلالة الأثر كما سبق. 
(84؟) هو العالم في الفقه والأصول: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. صنف في علم الكلام: وأصول 

الفقه. وله مناظرات مع المعتزلة. مات في نيسابور سنة 4١غه.‏ 


مترجم له في: التبصير شي الدّين صة!١1.:‏ وفيات الأعيان .74/١‏ شذرات الذهب 7595/5, الأعلام 
1/0 

(587) في م: بينهما. 

(47") في ل؛ أجري. 

(44؟) ساقطة من م. 

(44؟) في م: فتفر. 

(50؟) أطال الطرطوشي رحمه الله في مسألة جريان القصاص بين البهائم يوم القيامة. ونقل خلاف أهل العلم 
في المسألة. وصار إلى انها تحشر وتعاد كما يعاد اهل التكليف من الآدميين. ويجري القصاص بينها . وإذا 
لم تكن مكلفة فهي في المشيئة, يفعل الله بها ما أراد. راجع: سراج الملوك 757-7717//7. 

(591) ساقطة من ل. 

(557؟) راجع: مجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص0١70.‏ 

(؟19) في ل: للصلاحي. وهو خطأ. 


1 


وإما أن تتعلق بما سبقء: وبغيره من الصفات؛ كالوحدانية والمغففرة والرحمة وشدة 
العذاب: وسائر ما في القرآن من الأوامر الواردة بالعلم به. وبصفاته تعالى. وهذا هو 
الذي يقتضيه كلام الشيخ الأشعري رضى الله تعالى عنه آخيرال:*". 

وحينتن؛ فإن أراد الشيخ رضي الله تعالى عنه بالمعرفة التي هي نظرية: المعنى الأول. 
خالف جميع ما سبق. وخالف قوله تعالى: لأف أنه َلك 4؛ فإن من المفسرين!**" من 
قدرها”'": أفي إلهية اللّه شك5 وهم الجمهور. فيدخل الوجود أيضاًل"" بالضرورة. 

وشدّره أبو علي الفارسي: أفي وحدانية الله شك5 فيدخل الوجود أيضأ بالضرورة. 

قال ابن عطيةا*"" رحمه الله تعالى: قيل: حمله على ذلك الاعتزال؛ لأنّه إن قّدر 
الإلهية. دخلت القدرة والإرادة والعلم والحياة. وهم ينكرون المعاني. قلذا هرب إلى 
تقدين الؤخدانية: 

ويصح أن يقدر: أفي وجود الله شك75"" وهو المُتَبَادَرًا''). وبإضافته إلى اسم 
الجلالة تدخل الألوهية التي قدرها الجمهور. فتقديرهم مندرج في هذا التقدير: مع 
زيادة التصريح بالوجود . 

وإن أراد بالمعرفة التي هي نظرية:؛ المعنى الثاني, خالف جميع ما سبق. وخالف الآية 
السابقة. كما لا يخفى على التقادير كلها . 

وان أراذ المعنى الثالث (فهو مسُلم؛ إذ لا يدعي أحد أن معرفة الله تعالى بجميع 
صفاته التي يتوقف عليها الفعل؛ والتي لا يتوقف!ا' '! عليها ضرورة. 


(144) كل هذا تفسير للإيمان على قواعد المرجئة؛ لأن الإيمان عندهم مجرد قول بلا عمل. 

(50؟) انظر: تفسير ابن قير ار 

(51؟) في ب: قرره. 

(4107؟) ساقطة من مو ط. 

(44؟) في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب المزيز .54/٠١‏ 

(45؟) وهو أحد الاحتمالين لقوله تعالى: ٍأَنِ أنه سَّلٌّ » أي أفي وجوده شك فإن الفطر شاهدة 
بوجودهء ومجبولة على الإقرار به. فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة. ولكن قد 
يعرض لبعضها شك واضطراب. فيحتاج إلى النظر في الدليل الموصل إلى وجودء. انظر: تفسير 

والاحتمال الثاني: أي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة شك5 كما تقدم في المكن. 

)5٠(‏ والصحيح: أفي استحقاق الله وحده للعبادة شك؟ لأن هذا هو محل الخصوص. 

(401) في ل: والتي يتوقف. 


15 


وعلى هذا المعنى [الثالث]!””*). يجب حمل كلام أبي الحسن رحمه الله تعالى. 

وإن كان في بعض كلامه ما بنبو عن ذلك. ويقتضي أنه يخالف في الوجه الأول؛ 
فإن ذلك في غاية اليعد جدا. 

ولننقل كلامه, ونشير إلى ما فيه؛ فنقول: «قال الأستاذا” *! رحمه اللّه تعالى: فمن 
ذلك معرفة الله تعالى في الدنيا؛ فهي عنده مكتسبة. وليست بضرورة. وكان يقول: لو 
كانت ضرورة لم يجز أن تخطر بالبال خواطر الشكوك, وأن تدعو الدواعي إلى خلافها ؛ 
لأن ما علمناه ضرورة؛ فذلك حكمه. فلما رأينا خواطر الشكوك في معرفة الله تعالى 
قد تعترض النفوس. وتدعو إلى خلافها الدواعي, علمنا أنّها ليست بضرورة. كما أن 
علم الإنسان بنفسه لما كان ضرورة لم يجز أن يدعوه داع إلى خلاف ذلك. ولم يجز أن 
ترد عليه الشبه في وجوده؛ حتى يعتقد أنه ليس بموجود . ولما جاز أن يرجع الإنسان 
عن!'"') الإيمان بالله إلى الكفرء ويترك المعرفة باللّه؛ «علمنا أنها ليست باضطرار». 
قلت: إذا لم يدخله شك في وجود نفسه لم يدخله (شك)“ ')في حدوثه وافتقاره. وإذا 
لم يدخله شك في حدوثه وافتقاره: لم يدخله شك في خالقه الفنى سبحانه. 

فهذه ثلاثة أمور كلها بديهية: علمه بوجودهء وعلمه بافتقاره. وعلمه بالذي يفتقر 
إليه. ليس فى واحد منها نظر واستدلال. 

وإن شئتا'' ' قلت: إن الافتقار نسبة بين منتسبين: مفتقر. ومفتقر إليه. وإذا كان 
العلم بالنسبة بديهيا: كان العلم بالأطراف كذلك. وأيضا إذا لم يدخله شك في وجوده. 
لم يدخله شك في ترادف النعم عليه ظاهرا وباطنا. وإذا لم يدخله شك في النعم؛ فلا 
يدخله شك في المنعم سبحانه. فهي ثلاثة أمور كلها بديهية: علمه بوجوده: [وعلمه 
بالنعم]'). وعلمه بالمنعم سبحانه. وإن شئت أن تقول: علمه بالإنعام عليه بديهي. 
فيكون العلم بالمنعم عليه. وبالمنعم بديهيا بما سبق. 


)1١9(‏ ساقط في ط. 

(؟١1)‏ أي ابن فورك في مجرد مقالات الأشعري صخ" . 
(404) في ل: على. 

(105) ساقط من ل و م وط. 

(407غ) ساقطة من م. 

(07غ) ساقط من: ل و م؛ وفي ط: وعلمه يترادف التعم عليه. 


3 


قال جعفر الصادق رضوان الله عليه: فالمجب من مخلوق يزعم أن الله يخفى على 
عباده. وهو يرى أثر الصنع في نفسه. بتركيب يبهر عقله. وتأليف يبطل جحود"* '. 
اله 

وبالجملة؛ فمحرك القلب إلى الرب سبحانه؛ جنديان يأتيان من عند الرب سبحانه: 
لا انقطاع لهما أبد الآبدين: 

أحدهما: جند النعم. وإليه الإشارة بقوله تعالى: 8 وَأَسَبَمَ عََكمُ سه ظلهرَه وَيَليلتَةٌ ها" 1) 
وقوله تعالى: 8 وَمَا بكم ين يُمَمََ فَمِنَ لَه 11#). 

وثانيهما: جند النقم!''*». وهو الجند الذاتي الذي مبداه نقص العبد وعجزه وضعفه. 
وإمكانه وحدوثه واحتقاره وافتقاره؛ فحاجته إلي ربه تعالى ذاتية. أوجبها حدوثه الذاتي 
(أو إمكانه الذاتي!”''! على الخلاف. وما بالذات لا يتخلف ولا يختلف. 

ثم قال الأستاذ!"'' رضي اللّه عنه: «وكان يقول أيضاً: لو كانت المعرفة باللّه ضرورة, 
لكان النّاس جميعا مضطرين إليها. ولو جاز لمدع أن يدعي ذلك لجاز لمدع أن يدعي 
أنُهم مضطرون إلى العلم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصدقه.!؟'. 

قلت: هذا قياس مع وجود الفارق *). فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس 


(104) يقصد رحمه اللّه هنا الاستدلال على معرفة الخالق جل وعلا بطريق النظر في ال مخلوقات. 
مصداقا لقوله تعالى: ج رَنَ يك أن هدر . (الذاريات: ١؟)‏ وفي بيان هذا الطريق يقول 
الراغب الإصفهاني: «جمل - أي الله تعالى - لكل إنسان من بدنه ونفسه عالما صغيراء أوجد 
فيه مثال كل ما هو موجود في العالم الكبير. ليجري ذلك من العالم مجرى مختصر من الكتاب 
البسيط؛ يكون مع كل أحد نسخة يتأملها في الحضر والسفر. والليل والنهار. فإن نشط وتفرع 
للتوبع في العلم نظر في الكتاب الكبير الذى هو الغالة» فقيطلع منه على الكون ليغزر علمة. 
ويتسع فهمه؛ وَإلا فليقنع بالمختصر الذي معه. ولهذا قال تمالى: ل« تق شيك أملَا تمدن 4». 
كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة ص؟ 5١‏ . 

(4+4) من الآية ٠١‏ من سورة لقمان. 

)1٠١(‏ من الآية 07 من النحل. 

)5١١(‏ في م: جند المنعم. ولا معنى له. 

(417) ساقط من ل وم. 

(؟41) أي ابن فورك في مجرد مقالات الأشعري ص78 . 

(8١غ2)‏ في ل: وتصديقه. 

(2415) في م: المفارق. 


184 


بخالق ولا رازق؛ (والرب سبعانه خالق ورازق)1'*'. فلا يلزم من كون معرفة الرب 
سبحانه ضرورية: أن تكون معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك. والله أعلم. 

كد قال الأسكازة" © رحسة الله ووكان يقول ايض :لوكان التائل 'جميعا مختطرين 
إلى المعرفة باللّه... لجاز لآخر أن يدعي أنهم مضطرون إلى علم الحق كلة». 

قلت: هو نظير قول القائل: لو كانت بعض العلوم ضرورية: لكان جميع العلوم 
ضروريا .ولا خفاء في بطلان اللزوم هنا وهناك . والله أعلم. 

ثمٌّ قال الأستانا*'') رحمه الله : «وكان يقول أيضا: : لو كانت معرقته تعالى ضرورية: 

لم تكتسب بالدليل». 

قلت: الضروري قد ينبه عليه. كما يقول: الأربعة زوج؛ لأنها تنقسم بمتساويين. وكل 
منقسم بذلك زوج. فالعلوم التي في هذه القضايا كلها بديهية. 

ثم قال الأستاذا*'') رضي اللّه تعالى عنه: «دوكان أيضأا يقول: إن معرفة الله تعالى 
مأمور بها... آلا ترى أن الله تعالى آمر الخلق جميعا بت بتقواه. فقال: + بها لئاس اَن 
يكم 1 **1. والتقوى إنما هي!'"* العلم بقدرة المتَّمَى على ما يقدر عليه أن يفعل 
به من الضرر والعذاب الأليم. وكذلك قال: + فَأمْكر ته ل لَه إلا ايه ها””!!. وهذا("'ا 
أمر بالعلم به نصا. وقال: 2 وَأعَلَمُوَا أنَّأشّه تَدِيدُ اليماب )1:14 م تَأعَلَمُوَا آرت الله عَمُورُ 
يحب 04***). وسائر ما في القرآن من الأوامر الواردة في العلم!'”') به وبصفاته. وإذا 
كان ذلك كذلك دل أنها اكتساب؛ لأن الأمر لا يتعلق بنوع من الضرورة:؛ ولا الذم على 
تركه. ولا المدح على فعله». 


(116) ساقط من ل وم. 

(47) أي ابن شورك في مجرد مماللات الأشعري ص15" . 
(18؛) المرجع السابق (بتصرف). 

(15غ) نفسه ص715؟7. 

(70) من الآية ١‏ من الحج. 

)45١1(‏ في م: هو. 

(29) من الآية 14 من سورة محمّد صلى الله عليه وسلم. 
(257) في ح: وهو. 

(74غ) من الآية 155 من البقرة. والآية 04؟ من سورة الأنفال. 
(8؟4) من الآية ؟ من سورة المائدة. 


14 


قلت: هذه المعرفة هنا هي بالمعنى الثالث. ولا نزاع في أنْها نظرية. فلا حجة فيما 
قاله رضي الله تعالى عنه. 

وقد اختصرنا الكلام جدا في تتبع فصول هذا الكلام مخافة الطول. واللّه 
أعلم. 

الرابع: قال الطرطوشي رضي الله تعالى عنهء ونفعنا به. في «سراج الملوك» ما 
نصه: «فإن قيل: فَأَيّ العلمين”'") أقوى في النفس؛ وأثبت في العقل؟ هل العلم بالنجار 
عند النظر في السرير. واقتضائه للنجار. أو العلم بالله سبحانه عند النظر في 
السماوات (والأرض)]*'*! وما بينهما؟ فالجواب أن هذا يستدعي تفصيلا وتدقيقا. 
ليبن هذا الككات نوطنوها لجلا 

قلت: التفصيل المشار إليه - والله أعلم - هو أن العلم بالنجار فيه قوة. لكن لا 
من جهة دلالة الأثرء ولكن من جهة انضماعء المشاهدة العيانية إلى الدلالة المذكورة. 
فإن النجار مشاهد؛ شخصه أو نوعه. فصار للعلم بالنجار طريقان: طريق المشاهدة 
العيانية. وطريق دلالة الأثر. 

وأما العلم بالحق سبحانه عند النظر في السماوات والأرض وما بينهما فهو أقوى 
وأقوى وأقوى. فإن آثار الصنع. وإتقان الفعل المشاهد في هذا العالم. مما تحار فيه 
العقول والأفهام. ولا تفي بتفاصيلها الدفاتر والأقلام. وفي علم النبات وأسراره: 
وعلم الحيوان وأسراره؛ وعلم تشريح الإنسان وأسراره: أَقَوَّى شاهد على ذلك. مع أن 
الإنسان لم يؤت من العلم إلا قليلا. ولم يجد إلى”**! معرفة كنه الأشياء سبيلاً. 

قال جعفر الصادق رضوان اللّه عليه: إن الله تعالى خلق الحواس. وجعل لها 
قلبا. واحتج به على العباد: ثم جعل الحواس دلالات على الظاهر الذي يستدل (به) 
1 البفل هلق الزب سيتحان الخالق: شتطرت العين إلى كوا" ملك قتصيل 7 


(170) في النسخ: فأي العالمين. والصواب من ط وسراج الملوك .574/١‏ 
(454) ساقط من ل وم. 

(474) سمراج الملوك .790-794/١‏ 

(470) في ل: إلا.. وهو خطأ . 

(451) ساقط من ل وم واط. 

(175) في ل: إلى قلب. 

(*17) في ل وام: متصف. 


ةوشن : كاله لقنب كلن أن لذلك خالها. وذلك اند فكر» تفي ررق السين عل 
ما عاينت من عظم السماءء وارتفاعها في الهواء بغير عَمّد يُرى, ولا دعائم يمسكها: 
وأنها لا تتآخر فتنكشط, ولا تتقدم فتزول؛ ولا تهبط مرة فتدنوء ولا ترتفع قتفيب»؛ 
ولا تتغير بطول الأمد. ولا اختلاف الليل والنهار, ولا تتداعى منها ناحية: ولا ينهدم 
منها طرف... إلى أن قال: ثم نظرت العين إلى ما هوا'"'! أسفل منها من الأرض, 
فدلها القلب على أن لها خالقا . وذلك أن القلب فكر؛ حيث دلته العين على ما عاينت 
من ثبوت الأرض الممسكة أن تزولء أو يَهُوي منها شيء. وأنت ترى الريشة يهوي 
بها فتسقط؛ وهي في الخفة على ما هي عليه. وترى الأرض في الثقل على ما هي 
غلية 8 سقط ولا كرول. ففرفت القلب آن الها مدير متسفاء ولولة ذلك لاتكسفت 
بما عليها من ثقلهاء وثقل الجبال والآكام. والشجرء والبحور, والرمال. ثمَّ تكلم على 
غريب الصنع؛ الذي في الرياح المسخرة, والزلازل. والسحاب المسخرء واختلاف 
الليل والنهار. وأتى في ذلك بالعجب العجاب. ولم نثبت!*؛! ذلك مخافة الطول. 

ويصح أن يكون المراد بالتفصيل الذي أشار إليه الطرطوشي رحمه الله تعالى؛ هو 
أن العلم - من حيث إنه علم ويقين وجزم - لا يتفاوت؛ ولا يكون بعضه أقوى من بعض. 
ومن حيث متعلقاته!'*) وكثرتها وقلتها يتفاوت. ويكون بعضه أقوى من بعض. 

فإن هذا هو مذهب المحققين. وعليه يتفرع عدم زيادة الإيمان ونقصانها"” 
(من حيث إنه إيمان؛ خلافا لمن قال: إن العلم يتفاوت من حيث إنْه علم. وعليه يتفرع 
زيادة الإيمان ونقصانه]!*”*. وحينئذ فالعلم بالنجار. والعلم بالحق سبحانه من حيث 


(154) في م إلى من هو. 

(454) في ل و لم يثبت. 

(451) في م متملقاتها. 

(457) إذا كان الإيمان شيئا واحدا كما قالت المرجئة؛ ووافقهم على ذلك الأشاعرة. فإِنّه لا يزيد 
ولا ينتقص. وهذا من اعظم أصولهم التي خالفوا فيها القرآن والسنة وإجماع الصحابة. وهو 
مشترك بينهم وبين الخوارج: وإن كان الخوارج يقولون: إن الإيمان شيء واحدء إذا زال جزؤه 
زال كله. ولهذا كفروا بالكبيرة. والمرجئة أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان. وقالوا: إن الإيمان 
شيء واحدء إذا زال جؤه زال كله. وهذا لا يتصور إلا بمثل الأمور الثلاثة التي ذكرها المؤلف 
في أول البحث. وهذا تقسير إخراجهم الأعمال عن مسمى الإيمان. حَنَّى لا يلزمهم من زوال 
جزئه زوال كله. 

(174) ما بين المعقوفتين ساقط من م. 


٠١ 


نه علم؛ لا يتفاوت يقينه وجزمه. ومن حيث الخارج. وكثرة الدلالات يتفاوت. فللعلم 
بالنجار دليلان. وللعلم بالحق سبحانه آلاف آلاف من الأدلة الصنعية. والله أعلم. 

الخامس: ذكر الفخر رحمه الله في «التفسير الكبيرء!*”*): والشهرستاني في «الملل 
والنحل,!"*'! ما معناه: أنه ليس أحد في العالم يثبت لله شريكاء يساويه في الوجود 
والقدرة والعلم والحكمة. فهذا (ما)!'*'! لم يوجد إلى الآن. وإنما قصد سائر الكفرة 
بعبادتهم غير الله تعالى؛ التقرب إلى الله تعالى!”**). واختلفوا لاختلاف أهوائهم في 
الشيء الذي يقع به التقرب على ثلاثة أصناف: أصحاب الروحانية؛ وأصحاب الهياكل: 
واشتهان الاششاصن: 

وهذه الأصناف الثلاثة؛ هي أصناف الصابئةا”'*). وتبعهم سائر أمم الكفرة. 

ومذهب الصابئة بأسرها؛ أن للعالم صائعا فاطرا حكيما مدبرا مقدسا عناك؛) 


(519) لم أهتد إلى محله في التفسير الكبير. 

(+؛) ص 6١1-6١5‏ رط. دار الفكر: بيروت)- 

(441) ساقط من ل وم. 

(147) قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى في سورة إبراهيم: ل فَالتْ رُتُدُهُرْ أن أئَهِ َلك 4: 
«فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع. ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تتفعهم. 
أو تقريهم من الله زلفى». تفسير ابن كثير ؟/003. 

(*44) الصابئة: مأخوذة لفة من: صبأ الرجل: إذا مال وزاغ. والصابئ: من خرج ومال من دين إلى 
دين. ولهذا كانت العرب تقول لمن أسلم قد صبا . 
فبحكم ميل هؤلاء عن سنن الحق. وزيفهم عن نهج الأنبياء. قيل لهم: الصابثة. 
وقد اختلف فيهم. فعن السدي: أنهم طرقة من اهل الكتاب. وعن مجاهد وغيره: هم قوم تركب 
دينهم بين اليهود والمجوس. وعن الحسن وفتادة: هم قوم يعبدون الملائكة؛ ويصلون إلى القبلة. 
ويقرؤون الزبور . وقيل: إنهم فوم كانوا على دين نوح. 
قال القرطبي: «والذي تحصل من مذهيهم - فيما ذكره بعض علماؤنا - أنهم موحدون. معتقدون 
تأثير النجوم؛ وأنها فعالة. ولهذا افتى ابو سعيد الإصطخري القادر بالله يكفرهم حين سأله 
واستظهر الحافظ إبن كثير أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا 
المشركين. وإنما هم قوم باقون على فطرتهم. ولا دين مقرر لهم يتبعونه ويقتفونه. ولهذا كان 
المشركون يُنبزرن من أسلم بالصابئ. أي أنه قد خرج عن سائر اديان أهل الأرض إذ ذاك. 
راجع: الملل والنحل صة6؟. تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص .0١‏ تفسير غريب القرآن للرازي 
صريذا.. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .150-1471/1١‏ تفسير ابن كثير .٠١١-95/١‏ 

(4غ4) في ل: على. 


١ 


سمات الحدوث. قالوا: فالواجب*'') عليهم معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله. 
وإنما يتوصل إليه بواسطة. 

فقال أصحاب الروحانيات!'**!: أولى الوسائط وأقريها وأفضلها هم الروحانيات. 
وهم الملائكة؛ لأنهم قُطروا على العصمة من المخالفة. وفطروا على امتثال الأمر 
واجتناب المنهي عنها"''). فلا أقرب منهم إلى صانع العالم بزعمهم. فهم يتقربون إليهم. 
ويتكلمون!***! عليهم. وهم أربابهم وَآَلهَتُهُم وشفعاؤهم عند رب الأرباب. وإله الآلهة: في 
خرافات لهم طويلة. ْ 

وقال أصحاب الهياكل”**!: (إن الروحانيات لا تشاهد ولا تُرَى. والمتوسط لا بد أن 
يُرَى. فاتخذوا الهياكل!'**'؛ وهي الهياكل السبعة السيّارة. وجعلوها بمثابة الأجساد 
للروحانيات. والروحانيات بمثابة الروح لها. قالوا: والمتقرب إلى جسد متقربٌ إلى 
روحه. فيحصل المراد من المتوسط. وجملوا هيكل رُحَل مسدسا. وهيكل المشتري مثلثا؛ 
وهيْكل اكريخ مسستطيالا: وشيكل الشسن مريماءوشيكل الزهرة مكلثا في ونتظه مزيع: 
وهيكل عطارد مثلثا في وسطه مستطيلء وهيكل القمر مثمنا. ثم اتخذوا لها الخواتم 


(546) في ل وام فالجواب. 

(7غ4) في القاموس: الروح (بالضم): ما به حياة الأنفس. والقرآن. والوحي. وجبريل وعيسى عليهما 
السلام. وحكم الله وأمره. والملك.. (وبالفتح): الراحة والرحمة. (وبالتحريك): السعة. 
والروحاني (بالضم): ما فيه الروحء وكذلك النسبة إلى الملك والجن. جمعه روحانيون. 
وأصحاب الروحانيات: فرقة من الصابئة. أثبتوا متوسطات روحانية؛ ياتونهم بالرسالة من عند 
الله من غير كتاب. فيامرهم بأشياء؛ وينهاهم عن أشياء ويسن لهم الشرائع: ويبين لهم الحدود . 
راجع: الملل والنحل ص 71١‏ وما بعدها. 

(14) ففي ل و ام: النهي. 

(444) في ل و م: يتوكلون. 

(144) وهم فرقة من الصابئة. والمراد بهم: عبدة الكواكب؛ حيث قالوا بإلهيتها. إيمانا منهم بأن 
الإنسان لابُدَ له من متوسط يرَى. ويتوجه إليه. ومن ثُمّ فزعوا إلى الكواكب التي هي السيارات 
السبع. وفي تقريهم إلى الهياكل تقرب إلى الروحانيات. وفي التقرب إلى الروحانيات تقرب إلى 
الباري تعالى. 
مكذا يعتقدون. فالهياكل ابدان الروحانيات. ونسبتهم إلى الروحائيات نسبة أجسادنا إلى 
أرواحنا. راجع: الملل والنحل ص؟ ١1-5٠١‏ ؟, 

(150) ما بين المعقوفتين ساقط من ب. 


اول 


المعمولة على صورهاء ولبسوا اللباس الخاص به؛ (وبخروا بالبخور الخاص به)!”*! 
ودعوا بدعائه الخاص به؛ إلى آخر خرافاتهم السحرية. 

وقال أصحاب الأشخاص””*')- وهي الأصنام -: الهياكل النجومية تغيب بالنهار. 
والمتوسط ينبفي ألا يفيب. فاتخذوا أصناما آلهة. تكون معهم, لا تفيب عنهم: على صور 
هياكل السيارة السبعة. وراعوا في ذلك جوهر الهيكل؛ أعني الجوهر الخاص به من 
الحديد وغيره. وصوروه بصورته على الهيئة المناسبة لصدور الفعل عنه. ورّعوا في 
ذلك الزمان والوقت والساعة والدرجة والدقيقة وجميع الإضافات النجومية. ورَعوا 
أيضاً في تقريهم إليه. ما يخصه في (** اليوم والساعة والنجوم والخواتم واللباس 
والدعاء والعزيمة لينجح مطلبهم بزعمهم. 

وقد ناظر الخليل عليه الصلاة والسلام هذين الفريقين. فناظر أصحاب الأشخاص؛ 
حيث قال: 8 أُتَِدُونَ مَاتِْيُونَ (100 وَآهَه حَلَفَكْرْوَمَاَسْمَئنَ ها:**'. ولما كان أبوه آزر هو أعلم 
القوم بعمل الأصنام؛ ورعاية الإضافات!"*') النجومية فيها. ولهذا يشترون الأصنام منه 
ولا يشترونها من غيره؛ أكثر إبراهيم عليه السلام من مناظرته. قال تعالى: 8 وَإِد َال 


ص رجه 20 8 جم عرص س رماي كوم مع« مير و جين دار رومن وخعك ل مععم عي 
َم لاسر واي عق َي /14"* الآيات . 


مد صم 


وناظ رأ صحاب الهياكل؛ حيث قال: + كَلَنَّآ قل مَالَ لا أحِبُ الآؤليت 70 فَلَمَّاما الْمَمَرَ بز 


(401) ما بين المعقوفتين ساقط من ل وم. 

(457) وهم عبدة الأوثان. اتخذوا أصناما أشخاصاء فسموها آلهة في مقابلة الهياكل السبعة. وَقَالوا : 
+ هؤْلَام سْمَمتواعِدَ ألو 4 من الآية 14 من سورة يونس. 
ودعاهم إلى ذلك ان الهياكل السبعة تتعرض للطلوع والأغول. والظهور والخفاءء قلا بد من صور 
وأشخاص موجودة:؛ قائمة. منصوية أمام أعينهم؛ يعكفون عليهاء ويتوسلون بها إلى الهياكل: ثُمّ 
الرُوحانيات. 4 الباري تعالى: + لِِقرَبوئآ إل أنه زلوّ 4 من الآية ” من الزمر. 

راجع: الملل والنحل ص4 .5١06-5١‏ ا 

(407) في م واب؛ من اليوم. 

(40) الصافات: 6ة-ة,. 

(460) في ل وام؛ الإضافة. 

(57غ) الأنعام: 7,4. 


(46) مريم: 15. 


6 


ع ال رهط (45) بريد 
قال هنذارق 


0 بير نا عر قفي عع كد محر لل جك عر 


َل لبن لَّمْ بد رن لأحكونك يت لمم الصَالنَ ()ملَنَارَها لقنس رمه 


صرف 


ميحس اللي حر لم 8 


َال عَنذَارَقٍ هَذَآ أَحكبرٌ فلَمآ أفلت فَالَ بَمَوْمِ ِف بر ما مشْرِكونَ 197 إن مجهت وَجَهِىَ لِلّى فَطْرٌ 
الشَسواق والارضت حَنِيقا وَمَآ أتأمرت المشركيت ةا [فهؤلاء هم فرق الصابئة]!", 

وأما المجوس؛ وهم أصحاب الإقنية!'''! والمانويةا'*' وسائر فرقهم المجوسية؛ فهم 
هخ ام 6 11 


(204) قوله تعالى إخبارا عن إبراهيم: (هذا ربي) إمّا أن يراد به استدراج القوم: وتعريفهم خطأهم 
وجهلهم في تعظيم ما عظموه. فأراهم النقص الداخل على النجوم التي يعظمونها ويعبدوتها؛ 
ليثبت خطأ ما يدّعون. أو أنه قال ذلك على وجه الاستفهام الإنكاري. تقديره: أهذا الذي تدّعون 
أنّه ربي5 فلما غاب قال: لو كان إلها لكا غاب. 
وليس المراد أنّه عبد هذه الأجرام الثلائة؛ لأن هذا لا يليق بمنصب التبوة. وكيف يجوز ذلك 
في إبراهيم. وهو الذي قال الله في حقه: ؤ وَلَقَد انا رسيم رَسْدَهء »4 الآيات, أي انه اتام 
رشده وهداه من قبل البلوغ؛ أي من صفره ألهمه الحق والحجة على قومه كما قال تعالى: 
وَتِلْكَ حَُجَمن انها هيم عَلَ وي 4. راجع: تفسير ابن كثير :115-١45/7‏ تفسير البغوي 
ا . 

(خهغ) الأنعام: كلا لالاى ملا قلا 

(0٠6؛)‏ ما بين المعقوفتين ساقط من ل و م. 

(411) التثنية أو الثنوية من المجوس! أثيتوا أصلين اثنين. مدبرين قديمين. يقتسمان الحير والشره 
والنفع والضررء والصلاح والفساد. يسمون أحدهما النور. والآخر الظلمة. وبالفارسية: «يزدان» 
و«أهرمّن». وأما المانوية - وهو من الثنوية - أصحاب مائي بن فاتك الحكيم؛ الذي أحدث دينا 
بين المجوسية والتصرانية. ومذهبه أن مبدا العالم كونان: أحدهما: نور. والآخر: ظلمة. وكان 
يقول بنبوة المسيح دون موسى عليه السلام. 
ومسائل المجوس كلها تدور على قاعدتين اثنتين: 
إحداهما: بيان سبب امتزاج النور بالظلمة. 
والثانية: بيان سبب خلاص النور من الظلمة. وجعلوا الامتزاج مبدأ؛ والخلاص معادا. 
انظر: الملل والنحل ص16١-701:‏ درء تعارض العقل والنقل 1946/57 17/4؟. 

(477) في ل وء: والمثانوية. وهو خطأ. 

(177) آصل الحنف: الاعوجاج والانحراف في الرجُل. وهو أن تقبل إحدى إيهامي رجليه على 
الأخرى. حنّف عن الشيء وتحنف: مال. والحنيف: المسلم الذي يتحنف عن الأديان؛ أي يميل إلى 
الحق. فال أبو عبيدة في فوله عز وجل: م فْلْ بَلْ بِلْة زمر حَبِيدًا 4: من كان على دين إيراهيم. فهو 
حنيف عند العرب. وكان عبدة الأوثان في الجاهلية يقولون: نحن حنفاء على دين إبراهيم. فلما 
جاء الإسلام سموا المسلم حنيفا. والدين الحنيف: الإسلام. والحنيفية: ملة الإسلام. والحنفاء: 


جمع حنيف. وهو المائل إلى الإسلام: الثابت عليه. 


٠. 


وكان الناس في زمان إبراهيم عليه السلام على صنفين: حنفاء؛ وصابئة 
والمجوس من الحنفاء. وهم من أهل الملل لا من أهل النحل؛ لأنه كان لهم كتاب ثْمّْ 

رفع. 
والصابثة من أهل النحل والأهواءء لا من أهل الملل والشرائع. ولهذا كان يسن 

بالمجوس سنة أهل الكتاب في قبول الجزية" '!. 
وانظر ابن حجر في شرح البخاري!''*, فقد أطال في كونهم أهل كتاب ثم رفع. 
قال الشهرستانيا"'"): :ثم انقسموا إلى فرق عديدة؛ فمنهم الكيُومَرئية والززوانية 

والزْرْدّشْتية!* والمانّوية والمزدكية!"”1) والديصًانية وغيرهم من الفرق. وأطال في ذكر 

معتقداتهم: مع اق الدفية غلى أن للعالم صبانغالة", 
وأما أهل الهند؛ فمنهم من كان على دين المجوس:؛ يؤمن بإبراهيم عليه السلام. وقد 

سبق الكلام على المجوس 
ومنهم البراهمةا"**)؛ الذين ينكرون النبوة رأساء ويحيلونها عقلا. فهم - لعنهم الله 

- وإن ارتكبوا هذه الورطة:؛ قائلون بأن للعالم صانعا حكيما مديرا لطيفا خبيرا: وأنه 

أنعم على عباده نعما توجحب عليهم شكره. 

(414) يشير إلى حديث عمر بن الخطاب حين ذكر المجوس؛ فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم. 
فقال عبدالرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دسّنوا بهم 
سنة أهل الكتاب». 
اخرجه البخاريٌ في كتاب الجزية والموادعة - باب الجزية والموادعة مع اهل الذمة والحرب 
رقم )١151(‏ - فتح الباري 751/7 ومالك في الموطأ في كتاب الزكاة - باب جزية أهل الكتاب 
والمجوس رقم (27). والترمذي في كتاب السير - باب ما جاء في أخذ الجزية من المجوس 
رقم :)١0817( )١581(‏ وابو داود في كتاب الخراج - باب في أخذ الجزية من المجوس رقم 
01م 

(470) فتح الباري 505/5 

(577) في كتابه: الملل والنحل ص55 وما بعدها. 

(4371) في م: والزراحشتية . وهو خطأ. 

(478) فى الأصل: والمزكية. وهو خطا. 

(414) واجع الملل والنحل ص771 وما بعدها. 

) 87) وهم طائفة هندية تنتسب إلى رجل متهم يقال له: : بَرَاهم. . نهو الذي مهد لهم نفي النبوات 
أضلاًء وقرر استحالة ذلك في العقول. ولذلك, فهم يقولون بالتوحيد. وينكرون النبوات. 
وللبراهمة علامة تميزهم؛ وهي خيوط ملونة بحمرة وصفرة يتقلدونها تقلد السيوف. 
راجع: الفصل في الملل والنحل 157/١‏ الملل والنحل ص 67-60 . 


١ك‎ 


ومنهه!'"'! أصحاب البَدْدَةظ”*')؛ والبّدا'') شخص في هذا العالم لا يولد ولا ينكح: 
ولا يأكل ولا يشرب, ولا يهرم ولا يموت. والبَّددّة عندهم على عدد الهياكل؛ أتيتوها 
واسطة بينهم وبين صائع العالم. 

ومنهم أصحاب الفكرة؛ وهم أهل العلم بالفلك والنجوم والأحكام المنسوبة إليهما. 
وهم يعظمون أمر الفكر, ويزعمون أنه هو المتوسط بينهم وبين صائع العالم. ولهم في 
ذلك حكايات غريبة [وأمور غريبة]'؟”*! يطول بنالث*') ذكرها . 

ومنهم من هو على مذهب الصايئة. في عبادة الملائكة والكواكب والأصنام. وقد 
سبق بيان ذلك. 

وأما العرب7'”"*؛ فأكثرهم على عبادة الأصنام. ومنهم من يتقرب إلى الملائكة. وقد 
أشار القرآن العزيز إلى الرد عليهم في غير آية. ومنهم من يتشرب إلى النجوم. وكانوا 
يعبدون الشعرى. قال تعالى: + وَأنَهُ هُوَرَبُ اليْمرَئ “11 . 

وأما الفلاسفة"**)؛ وهم الحكماء. والفلسفة محبة الحكمة؛ لأن «فيلا» هو المحب. 
ولسسوطاه هو الحتكمة طون كانوا هن الرو وى انيقوده وس البرك ايضا إلا انحكناء 
العرب شردمة قليلة ؛ لأن أكثر حكمهم فلتات الطبع؛ وخطرات الفكر. والأصل في الحكمة 
للروم. وغيرهم عيال عليهم. وكلهم متفقون على أن للعالم صانعا مدبرا حكيما . 

وبقى اليهود والنصارئا**'!؛ وهم مقرّون بأن للعالم صانعا أيضا. 

فهؤلاء هم أمم العالم: وأصناف بني آدم؛ وهم متفقون على الاعتراف بالحق سبحانه 
لا إله إلا هو. 


(891) أي من البراهمة. 

(/7) حرفت في الأصل إلى البر. والمثيت من الملل والنحل صر8١5.‏ 

(2/5) ومعنى (البد): السيد الشريف. 

(8/8) ما بين المعقوقتين ساقط من ل ووم. 

(0غ) ساقط من م. 

(27) راجع ما كانوا عليه من عبادة الأوثان والنجوم. وما تمسكوا به من شبهات في الملل والنحل 
صفلا وما بعدها. 

(0اغ) النجم: 5غ. 

(14غ) راجع في شأنهم: الملل والتحل ص١5‏ وما بعدها ‏ 

(44) راجع ما يتعلق بهؤلاء في الملل والنحل ص 5١١‏ وما بعدها. 


16١/ 


وأما الطائفة المعطلة؛ فظاهر كلام الشهرستاني! **! ثلاث فرق: معطلة الفلاسفة؛ 
ومعطلة الهنود. ومعطلة العرب. واستدل بآية الدهر التي سبق الكلام عليها إشكالا 
وجوابا. 

وقال صاحب «تلخيص المحصلءا'**!: «إن المعطلة - وهم الملاحدة - يقولون إنه 
تعالى موجود واحد. لكن لا بمعنى أنّه متصف بالوجود والوحدة, بل من حيث إنه تعالى 
يعطي الوجود””*') ويعطي الوحدة. وقالوا إن العقل لا يصل إليه؛ لأنّه مبدأ العقل. فلا 
يتصف بوجود ولا عدم. ولا كثرة ولا وحدة. وبالغوا في هذا التنزيه. ومن التنزيه عن 
الزيه,!"*), 

وقال السعد رحمه الله تعالى في «شرح المقاصد !'*!): «وخالفت الملاحدة في وجود 
الصائع؛ لا بمعنى أنّه لا صانع للعالم ولا بمعنى أنه ليس بموجود ولا معدوم بلا واسعلظ*1), 
بل بمعنى أنه مبدأ!'*'' لجميع المتقابلات؛ من الوجود والعدم: والوحدة والكثرة. والوجوب 
والإمكان. فهو متعال!””'! عن أن يتصف بشيء منها. فلا يقال له موجود. ولا واجد؛ ولا 
واجب. مبالغة في التنزيه. ولا خفاء في آنه هذيان بين البطلان». 

وهذا هو الصواب عندي في المعطلة. وأنهم عطلوا الذات العلية عن جميع الصفات. 
لا أنهم عطلوا الصنع عن الصائع تهالى. 

والأجوبة الصادرة من جعفر الصادق. وأبي حنيفة: والشافمي وغيرهم رضى الله 
عن جميعهم. لا تدل على وجود طائفة من العالم. تنتحل هذه النحلة الباطلة بالبديهة. 
والشبهة قد تعرض””*”') لواحد ونحوه فيطلب ''**! زوالها بالسؤال والجواب. وسببه كما 
قال جعفر الصادق رضي الله عنه؛ فتح باب المعاصي والشهوات؛ حتى تغلب الأهواء 


(14) في الملل والنحل ص١7‏ وما بعدها. وص 450 وما يعدها. وص007 وما بعدها. 
(11) في الأصل: تلخيص المفصل. وهو خطأ. 

(185) في م: الموجود. 

(1879) تلخيص المحصل ص؛  ١‏ . (بتصرف). 

(44غ) جغ ص4؟. 

(16) في م: بل واسطة. 

(81غ) في م: ميدأ الجميع. وفي شرح المقاصد 74/4: مبدع لجميع المتقابالات. 
(287) ضي شرح المقاصد 2/1" : فهو متعلل عن. 

(84غ) في ل وام: تعترض. 

(49غ) شي ب: فيبطل؛ ولا معنى له. 


1١م4‎ 


على العقول. وإلا فالحق أوضح من أن يخفى على أحد . 

وهذا كلام جعفر. فال رضي الله عنه: ولعمري ما أوتي الجهال من قبل ربهم. وأنهم 
يرون الدلالات الواضحات. والعلامات الظاهرات في خلقهم: وما يعلمون في السماء 
والأرض من الصنع المتقن!**'2. ولكن فتحوا على أنفسهم أبواب المعاصي والشبهات. 
فسهلوا إليها سبيل الشهوات. ففلبت الأهواء على عقولهم. واستحوذ الشيطان على 
قلوبهم. وكذلك يطبع الله على قلوب المعتدين. 

وهذا آخر ما قصدته. وقصارى ما اعتمدته. ورحم الله امرءا سامح بالإغضاء. 
وواسئ''*'! بالرضا. وعذر بقصور الباع. وقلة الاطلاع. وشكر ما فيه من حسن 
التنبيه!”*: ومزيد التعظيم لمولانا والتنزيها". فإِنّه لو أعطي القوس باريها؛ وأسكن 
الدار بانيهاء لما عدا'*'' أمثالنا في العير ولا في النفير. ولا ضريوا في سهام السبق 
بنقير ولا قطمير. ولا عدوا في عداد الموالي ولا الصميم. 


ولكنٌ البلاد إذا اقشهمرّت وصوَّحَا*'*! نبتها رَعيّ الهشيما"٠!‏ 
وضنلى الله علي منيدانا محمد وآنه عدو ما زكرن الذاكترون: وغفل عن ذكره 
الفافلون. 


وكان الفراغ منها”**! بعد الزوال يوم الأربعاء التاسع عشر من ربيع النبوي عام سيعة 
وأربعسن ومائة وألف. قاله وكتبه؛ عبد ربه تعالى؛ أحمد بن مبارك بن محمد بن علي 
السجلماسيء ثم اللمطي. لطف الله به آمين. 


انتين بصمد الله تبالى وحسين غوزوا 1 


(440) في ب: المتفق؛ وهو تحريف. 

(191) في ل وم: وسامح. 

(155) في ل و م: التنمية. ولا معنى له. 

(147) فني طل: والتنويه. 

(154) في م: لما عدم. وهو خطأ بين. 

(454) صّوح النبات: إذا يبس وتشقق. 

(197) البيت لأبي علي البصير كما في اللسان وغيره. وقبله بيت آخّر؛ وهو: 

لعمر أبيك ما نسب المعَلى 2 إلى كرم وفي الدنيا كريم 

(147) في م: من نسخها . 

(434) في م: انتهى, رحمه الله. ونفع به آمين. وفي ب: ووافق الفراغ منه في أوساط جمادى الثانية 
عام احد وثلاثمائة وألف. رزقنا الله خيره؛ ووقانا شره. 


1١ 


الطهارس العام 


- فهرس الآيات القرآنية 
- فهرس الأحاديث النبوية 
- فهرس أهم مصادر ومراجع التحقيق 


- فهرس الموضوعات 


فهرس الآبات القرآنية 


طرف الآية 


سورة البقرة 
وأغكمرا أنَّأمّه كديدُ لتاب 4 
«إدف عَلْقَ امنب وَالأَضٍ 4 
سورة الأنعام 
8 1 لا انا لديا > 
مُلَارَمَيْتَك إن أَتَدَكُمَ عَدَابُ أو 4 


' 1 َال اهيمر له ءَارَرَ 4 
ٍَككمآ أل قال ل يِب اليرت 4 


ا 
سورة الأعراف 
و أرث يوان لكوت الشمات الأ 
سورة الأنفال 
(وأغليراك لله كيد يتاب » 
سورة يونس 
١‏ تل روا مدا لصوت وَالارِ 4 
سورة إبراهيم 
اك دُتُلهز أن أنه مَك » 
سورة التحل 


داري ع عشت ب وى , 
ف كتاك يو يمه كنض 4 


سورة الإسراء 
ٍمَإِنَا مَك ألطْرٌ فار سل 4 
سورة مريم 
يتم تَيْدُ ما لاسْمَعُ ولا يْصِرٌ »4 
سورة طه 


4 


١17 


رقمها 

53 
3 
ل 

-(8 
ُ*؟ 

7١‏ - الا 
5 


16 


دكا 


16 


م 


1 


1 


44 


بارا 


كي 
غم 


١٠١ه‎ ١٠غ‎ 


49 


56 


انيع لاب 


5١ 
384 


غم 


( أطن كل مَنء حَلمَهُ ثم هد 4# 
سورة الحج 

تارتس » 
0 
0 


يها آننّ 


مُلْمَامَِقَ لير 4 
+ تالت تملة يكأبها التّمل أدخْلواً »4 
أحَطتٌ يَالم مط يه. 1 


لمر أسَّهألَرِىَ لقن كل شي ذ4 


سورة الروم 
١‏ معان شيم َاحَوَائه ‏ 
< أَولد مُسيروا ف الْأَرضٍ مظروأ 4# 
سورة لقمان 
وَأسبمَ َك يد طبهرة وبين )4 
سورة سبا 


يال أو مح وَالطَوْرَ )4 
سورة الصافات 
١‏ أَمَبدُ 0 وماك حِنُونَ ]ا وض 9 2 


سورة غافر 


ل لَُحَلهُ أل نوت رف أ صسكمر من حَلْقٍ ألتَاس 


سورة الزخرف 
( ليد ساي من حل اتوت وَالارسَ 4 


مر 2ه صسحعم نري 2 بقولن أّه )4 


١‏ ولي سَأَلتهم َنْ حَلَمَهم ليها 


سورة الجاكية 
+ وَمَائوْامَانَإَِّا سانا اموت ونيا 
سورة محمد 


3 عكر أنه له إله إل أنه 4 


لل 


١ 


15 


م1 


57 
ىم 


41-6 


/ام 


لالم 


5 


لالم 


43 


5١ 


3 


6 غ51 


517 
لالم 


34 


له 


م 
تند اند 


1م 


4 


فهرس الأحاديث النبوية 


- «إن أللة تحمل لابن أده الملوحة في العينين...». الحديث. 

- «بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم...»: الحديث. 
- «الديك إذا صاح يقول...»: الحديث. 

- «كم لك من إله5...»: الحديث 

- «لتؤدّن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة...». الحديث. 


ب انهى النبي صلى الله عليه وسلم عن فتل أربع من الدواب...» 
الحديث. 


فهرس أهم مصادر التحقيق ومراجعه 


١‏ - الإبانة في أصول الديانة؛ لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت74اه): دار 
القادري. بيروت؛: ط١., 4١١‏ اه/راككام. 

* - الإجماعء لابن المنذر محمّد بن إبراهيم (ت18١؟ه).‏ تح: فؤاد عبدالمنعم أحمد. 
الناشر: مؤسسة شباب الجامعة؛ الإسكندرية, ١1141اه/1591م.‏ 

* - أحسن ما سمعت؛ للثعالبي؛ تصحيح: محمد أفندي عنبر. ط. المحمودية. مصر. 

؛ - الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد؛ لأبي المعالي عبدالملك الجويني 
(ت8ائ8ه). تح: محمد يوسف موسى وعلى عبدالمتعم. مطبعة السمادة. مصر 
-6كام. 

ه - أصول الدين: لأبي متصور عبدالقاهر بن طاهر البغدادي (تة5غه).: ط. ١١‏ 
اسطنبول: 15147ه/574ام. 

١‏ - الاقتصاد في الاعتقاد. لأبي حامد محمد الفزالي (ت0 ٠‏ 5ه). دار الأمانة. بيروت, 
ط١..‏ 744 اهارةة3ةام. 

؛ - التبصير في الدين وتمييز الفرفة الناجية عن الفرق الهالكين؛ لأبي المظفر شاه بور 
بن طاهر بن محمد الإسفرابيني (ت١47ه).‏ تعليق: محمّد زاهد الكوثري, مطبعة 
الأنوار 505١اه/ ٠‏ 51ام. 

4 - تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري. لأبي القاسم علي 
ابن الحسن بن عساكر (تالاده))؛ دار الكتاب العربي؛ بيروت 755اه. 

- ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان. لأبي عبدالله محمد بن المرتضى 
اليماني (ت٠؛هه).‏ دار الكتب العلمية؛ بيروت 14١4‏ اه/9584ام. 

٠‏ - تفسير القرآن العظيم مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة 
والتابعين: لابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد الرّازِيُ (ت. 717'ه). تح: أسعد 
محمد الطيب, المكتبة التجارية؛ مكة 41١1‏ اه//ا5ةام. 

١‏ - تقريب التهذيبء لأبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني (ت07لاه). تح: عادل 
مرشد. مؤسسة الرسالة. بيروت 15١1‏ اه/7ة9ام. 

؛)ها١؟؛اتز تهذيب تاريخ ابن عساكر. تهذيب ابن بدران عبدالقادر بن أحمد‎ - ١ 
ط. الترقي. دمشق.‎ 


١15 


.ها١70 تهذيب التهذيب؛ لابن حجرء. ط. حيدر آباد الدكن؛ الهند‎ - ١ 

4 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن. لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت١٠١؟ه),‏ 
ط. دار الفكر: بيروت 205 اهار غكة أم. 

- جامع القرويين: المسجد والجامعة بمدينة فاسء عبدالهادي التازي؛ دار الكتاب 
اللبناني. بيروت؛ 191/7م. 

- الجامع لمفردات الأدوية والأغذية. لابن البيطار ضياء الدّين عبدالله بن أحمد, 
ط. دار الكتب العلمية. بيروت 1417اه/5517ام. 

١‏ - الجرح والتعديلء لابن أبي حاتم محمد بن إدريس الرّازِيٌ (ت77؟ه)؛ ط. حيدر 
آباد الدكن؛ الهند ١1151/1ه/9567ام.‏ 

4 - حسن المحاضرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة؛ جلال الدّين عبدالرحمن 
السيوطي (ت١١كه).‏ تح: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط. عيسى البابي الحلبي 
/1كام. 

5 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ لأبي نعيم احمد بن عبدالله (ت١‏ ”4ه): ط. دار 
الكتاب العربي؛ بيروت ١٠1١ه/58ام.‏ 

٠‏ - الحياة الأدبية في المفرب على عهد الدولة العلوية. محمّد الأخضرء. ط. دار 
الرشاد الحديثة: الدار البيضاء, /الاؤام. 

١‏ - ديوان أبي العتاهية. تعليق: مجيد طرادء ط. دار الكتاب العربي» بيروت 
6ام. 

١‏ - ديوان أبي نَوَاسء تح: محمود كامل فرية: المكتبة التجارية. مصر. 

"7 - ربيع الأبرار ونصوص الأخبار. محمود بن عمر الزمخشري (ت058ه).: تح: سليم 
النعيمي. نشر وزارة الأوقاف العراقية, ؟9/5ام. 

5” - الروض المعطار في خبر الأقطار. للحميري محمد بن عبدالمنعم. تح: إحسان 
عباس؛ ط. مكتبة لبنان. بيروت؛ 5/814 ام. 

0 - سراج الملوك؛ لأبي بكر محمّد بن الوليد الطرطوشي (ت١07ه).‏ تح: محمّد 
فتحي أبو بكر ط. الدار المصرية اللبنانية: القاهرة؛ 994ام. 

1 - شرح السنوسية الكبرى المسماة (عمدة أهل التوفيق والتسديد؛ شرح عقيدة أهل 
التوحيد الكبرى. لأبي عبدالله محمّد بن يوسف السنوسي الحسني (ت50له). ط. 
دار القلم. الكويت. 587 ام. 


١ ١17/ 


37 - شرح المقاصد. للتفتازائي مسعود بن عمر (زتكذااه):؛ تح: عبدالرحمن عميرة: 
ط. عالم الكتب؛ بيروت. 545ام. 

4 - صون المنطق والكلام عن كن المنطق والكلام. للسيوطي, تعليق: علي سامي 
النشار. ط. دار الكتب العلمية؛ بيروت. 

5 - صيائة صحيح مسلم من الإخلال والفلط وحمايته من السقاط والسقط. لاين 
الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (ت15١اه)ء‏ تح: موفق عبدالله عبدالقادر. ط. دار 

- فتح الباري. لابن حجر ط. دار الريان؛ القاهرة: كمذام. 

١‏ - فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة: لأبي حامد محمد الفزالي (ت0١6ه).:‏ تع: 
سليمان دنياء ط. عيسى البابي الحلبي: ١1551م.‏ 

- قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس. للثعلبي أحمد بن محمّد (ت7؟؛ه). 
ط. المكتبة التجارية؛ بيروت. 

4 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: للزمخشري؛ ط., 
دار الكتاب العريى. بيروت,. 

0 - التقاط الدرر. للقادري محمّد بن الطيب (ت817١١ه).‏ تح: هاشم العلوي؛ ط. دار 
الآفاق الجديدة. بيروت. 5/75ام. 

5 - مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعريء من إملاء ابن فورك أبي بكر محمد 
ابن الحسن (ت107ه).؛ تح: دانيال جيماريه. منشورات جامعة القديس يوسف. 
بيروت., دار المشرق؛ بيروت /1ةامء 

/10" - محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الملماءوالحكماء والمتكلمين: لفخر الدين 
محمد (ت07اه)؛ ط. الكليات الأزهرية. مصر. 

4- المصنف في الأحاديث والآثار. لابن أبي شيبة عبدالله بن محمّد (ت0؟١1ه)؛‏ ط. 
دار الكتب العلمية, بيروت. 99505ام. 

- مناقب أبي حنيفة: للموفق بن أحمد المكي (ت518ه).: ومعه مناقفب أبي حنيفة 
لحافظ الدّين المعروف بالكردري. ط. دار الكتاب العربي. بيروت. 


١14 


١؛‏ - مناظرة جعفر الصادق مع الرافضي في التفضيل بين أبي بكر وعلي رضي الله 
عنهما؛ تح: علي بن عبدالعزيز آل شبل: ط. دار الوطن: الرياضي 1117اه. 

7 - المنقنذ من الضلال. للغزالي. تح: عبدالحليم محمود. ط. دار الكتب الحديثة, 
مصرء 51/4 ام. 

؟؛ - المواقف في علم الكلام. للإيجي عضد الدين عبدالرحمن بن أحمد (ت5ةلاه): 
ط. عالم الكتب؛ بيروت. 

؛؛ - مؤرخو الشرفاء ليفي بروفنسال. تعريب: عبدالقادر الخلادي؛ ط. دار المغرب 
للتأليف والترجمة والنشر 11595ه/917ام. 

5 - النبوغ المغربي في الأدب العربي. عبد الله كتون؛ ط. دار الكتاب اللبناني؛ بيروت. 
6 هره/اةام. 

7؛ - وصف إفريقياء للوزان الحسن بن محمّد (ت4؛فه))؛ ترجمة: محمّد حجىي 
ومحمّد الأخضرء ط. دار الغرب الإسلامي. بيروت؛ 1547م. 

4 - اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة: للأزهري محمد البشير ظافر: 
ط. دار الآفاق العربية: القاهرة, ١٠٠٠م.‏ 


8 


وييوم ور ري م جيرا ومم يي مس عم رين ممم ليل سه ول للم م ر هتفه تر ةروع رو ررم ممم 


الفصل الثاني: دراسة الرسالة 00 
المبحث الأول: تحقيق عنوان الرسالة. وصحة نسبتها إلى مؤلفها ..٠‏ 
المبتحث الثاني: موضوع الرسيالة ...............ت لسسع و ا 1 ا ا 


المبحث الثالث: مصادر الرسالة ب ز ز ز ز [ ز[ز ز ز 0 0 521«070700 


النص المحقق: رد 


التشديد فى مسألة التقليد 1 ا ا 0 


هل التكفير شرعي أم عقلي5ة ماطس كج كاوه لالدو مواد عم 


ممه لاريم سو لنيز مم ور يرز ره تر ررم هعجر ووه رن ة معلل رةس رن ررم م ترثا مه ليلا مس مقر زر رمم تي ررن 


العلم مركوز في الفطر 0 ز ز[ؤ[ [ [ؤز1ز0001 
مناظرة بين طبيب وجعفر الصادق اا دشم رامد واه سوك عع دده ل م 20 4 


حكايات في أن علوم البهائم قطرية لا مكتسبة بالتكرار 5000 
ما يدل على أن البهائم تدرك قضايا كلية ولوازمها 5ب 1010111 
هل معرفة الله نظرية عند أبي الحسن الأشعري؟ ا 
أي الطريقين أقوى: طريق دلالة الأثر. أو طريق المشاهدة العيانيةة:.. 


قهرس أهشم مصادر التحقيق ومراجقه 1 
هرس الموضوعات وفمة جو و ةمه جه و رومس فور روس مور ووه رو ترود م عورم م رورووه تررم سمرت رز سه ورور روس ور ووو سر 8 


١1